*( أيُّها السّاكنُ في الأعماقِ منّي )*
*( أيُّها السّاكنُ في الأعماقِ منّي )*
أيُّها الباحثُ عنّي ... في الحنايا
رغمَ عِلْمي بالخفايا .. و يقيني
بالنّوايا .. غير أنّي لستُ
أدري ؟
ما الذي يُبْعِدُ زهر السّوسن المملوءِ
وِدّاً عن مُنايا ؟!
أولا يدري بأنّا لِكِلَينا
كالهدايا !
والتَقينا ..
حولَ ما جادتْ يدَيْنا ..
و نظرنا .. و أخذنَا باعتِبَارٍ
نظرَ الله إلينا ..
و تفكّرنـا بصمتٍ و حيـاءٍ
لمَ هذا الشّوقُ يجري دمعةًً
من مقلَتَينـا !
و تفكّرنا مَلِيّا .. ثم عُدْنا ..
و تفكّرنا مليّا ..
لستُ أدري .. و هو أيضاً
ليسَ يدري ..
عِفَّـةً آثَرتُ صمْـتَاً .. و هْوَ مثلي
عفَّ حتّى عن سؤالي
فَعَلَى في القدرِ عندي و لديه
ازدادَ قدري ..
بِكِلَينا ..
أينع الودُّ سريعا .. لم نُدَنِّسْ
طُهْرَهُ يوماً بشيءٍ .. بل
حفِظْناهُ رفيعـا ..
و سقيناهُ دُمُوعاً طاهراتٍ ..
من دموعِ الغيمِ .. أنقَى
لو سقيناها لِصيفٍ
مقفرٍ صار ربيعا
و مضينا ..
و مضتْ آمالُنا عبرَ
طريقٍ .. لا يَرى الواقِفُ
في أوّلِهِ آخِرَهُ .. و مُحالٌ
عودَةٌ منهُ .. ولو هدّ العنا
سائرَهُ ..
و قطعناهُ سويّا .. بيدَ أنّ
الحُزنَ مازالَ وَفيَّـا ..
قَدَراً ... يا مُهجَتَينا .. يُدْفَـنُ
الإحساسُ حيّـا !
ليسَ منهُ الذّنبُ قد كانَ .. وأيضاً
ليسَ منّي !
وَحَدِيْثـاً ..
كأريجِ الزّهـرِ فاحا ..
كانَ مُرّاً .. كانَ عَذبَاً ..
كانَ خُسْـراً و فلاحـا !
هـكذا كان َ حديثُ الأمسِ وَقْعـاً ..
أثقَلَ الحُزنُ فؤادي .. بعدَ أن أُثْـقِلَتْ
الأبوابُ قَرعا ..
وتوارى
خَلْفَ أستارِ الغيابِ .. روّضَ
البُعْدَ ولم يعبأ بأطيافِ الإيابِ .. ليسَ
يؤمنُ بالأمـاني .. ليسَ يؤمنُ
بالسّرابِ .. ثُمَّ إنّ الوجدَ
أعياهُ و أعياهُ التّمنّي
أيها الغائبُ عنّي ..
مرّتِ الأيام عجلى .. و حروفُ الودِّ خجلى ..
وأمانينا التي كانت .. وكانتْ ..
أصبحتْ بعدَ حديثِ
الأمسِ قتلى !
فسلامـاً طاهراً يقطعُ أرضا
ينثُرُ العِفّـةَ في أرجاءِها
طولاً و عرضا .. لا أخُصُّ به
سوى روحاً حوتْ
كُلَّ نقـاءٍ .. فنقـاءُ الغيرِ
مما فيهِ بعضا ..
...............................
...............................
منقول للشاعره نبض المطر

التعديل الأخير تم بواسطة العاشق الساهر ; 01-02-2006 الساعة 03:49 AM.
|