الموضوع: خبر عاجل ومهم
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 11-06-2009, 03:06 PM   #25

ماستر محروم

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
التخصص: عربي
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: الخامس
الجنس: ذكر
المشاركات: 50
افتراضي رد: خبر عاجل ومهم

في الحقيقة انا ( لم أُقبل ) وذكرت ذلك سلفا في موضوع وواساني من واساني ههه المهم ياأخي العزيز شدني كثيرا ما سطرته انت في موضوعك فتسمرت اناملي على الكيبورد قليلا وداهمتني ظللا من الغمام على عيني فقلت لنفسي هل بقى أحد يفكر في مثل هذه الأمور اليوم ؟ إليك ما يلي :
كل العداوة قد ترجى مودتهـا
إلا عداوة من عاداك عن حسد




أليست تلك مقولة حق ؟! فوربي لقد أنصف فيما قال ، فإن العدو الحاسد لا يثوب عن معاداته إلا بزوال نعمة المحسود ، فمبعث العداوة يكمن في بقاء النعمة و تمتع المحسود بها ، فلا تلطف المحسود للحاسد يمنعه عن مواصلة حسده ، و لا انصرافه عنه راداً إياه عن أربه فديدن الحاسد في الحياة كذلك حتى و إن أسديت له من المعروف ما تعتقد أنه سيلجم فاه ، فهو غير بالغ رضاه
و سيان إن فعل المحسود أو لم يفعل ، فسيظل هدفاً يستلذ الحاسد برميه ، و تظل غايته سقماً لا يرجى برؤه
و إنه لحري بالإنسان أن يتبصر ليرى بأم عينه أن أولئك النفر قليل ، و إن كان أثرهم غير يسير
و ليس للمرء مخرج من غائلتهم فما لغريمهم من صفات تميزه و لا لصديقهم خلال تغريه
فكان الله في عون كل من ساقته الأقدار للتعامل معهم ، يقول الإمام الشافعي :




داريت كل الناس لكن حاسـدي
مداراته عزت و عـز فعالهـا
و كيف يداري المرء حاسد نعمة
إذا كان لا يرضيه إلا زوالهـا


و قد خالج نفس الإمام الشافعي معنى آخر جعله في بيتين من الشعر ، غير أن الكثير من الناس قد لا يتفق معه في ذلك المعنى ، و إن كان البعض قد جسد هذا المعنى قولاً و عملاً :




لا يـكـن ظـنـك إلا سيـئـاً
إن سوء الظن من أقوى الفطـن
ما رمى الإنسان في مخمصـة
غير حسن الظن و القول الحسن




من غير العدل أن يجعل المرء سوء الظن أمام ناظريه ، و أن يروض نفسه على ذلك ، فالشفاء بهذا سيبلغ المدى ، و الأحقاد ستتجاوز المألوف ، ناهيك عن الفرقة و استفحال العداوة و البغضاء و ما أحسب ذا لب إلا و هو باحث عن السعادة و في حب السعادة لا في البغضاء
من العجب أن يطرح الإمام معنى يجسد فيه سوء الظن و كأنه من الفطن فهل سوء الظن فطنه ؟ لعل حسن الظن الذي يقود إلى الاستغفال يرمي بالإنسان إلى المهالك ، و لكن لا يعني بالضرورة أن نسيء الظن بالإنسان ، بل ما أمتع و أسعد من أن يحسن المرء الظن بالناس مع أخذ الحيطة و الحذر حتى لا يؤخذ بغرة و يؤتى من مأمنه
و في معنى آخر يقول الإمام الشافعي :




زن من وزنت بما يزنك
و ما يزنك بـه فزنـه
من جا إليك فرح إليـه
و من جفاك فصد عنـه
من ظـن أنـك دونـه
فاترك هواه إذن و هنه
و ارجع إلى رب العباد
فكل مـا يأتيـك منـه




هذه المعاني الجميلة هي شيم ذوي الألباب و خلائق ذوي النهى و الأحلام
فوربي لا يجد النبيل متعة ألذ من الكرامة كما لا يجد الذليل متعة ألذ من المهانة ، فكلاهما قد نال مراده بإشباع مبتغاه ، غير أن البون بين الواقعتين كبير و الفرق في السلوك واضح جلي و للمرء أن يختار ما يتوافق مع ما حباه الله من قيم و ارتضاه لنفسه من واقع
و في معنى آخر يقول :




سهرت أعيـن و نامـت عيـون
في أمـور تكـون أو لا تكـون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس
فحملانـك الهـمـوم جـنـون
إن رباً كفاك بالأمس مـا كـان
سيكفيك فـي غـدٍ مـا يكـون




حقاً لقد شغل بعض الناس بأمور أحسبها غير كائنة و إن كانت فهي كائنة فلا سهر الأعين مغيراً الحال و نومها جالباً المحال
و لكن النفس البشرية تأبى عيشة تشوبها الهموم و حياة مليئة بالظنون فهل يروض الفطن نفسه على ترك المراء لأمور قد تكون أو لا تكون ؟ لقد أجاب الإمام الشافعي عن ذلك بتركها إلى الله عز وجل فقد كفانا بالأمس ما كان و هو القادر على أن يكفينا أيضاً ما سيكون فهل نحن متعظون ؟!

 

ماستر محروم غير متواجد حالياً