(لا) وألف (لا) لهيئة الكاميرات
بقلم/ محمد السحيمي
يا"تركي الدخيل" ـ غفر الله لك ولوالديك، وكل من قرأ أوسمع ـ وبالبريداوي الفصيح: "تْسَانك مانٍّ بـ"طاقيَّك" ـ التي ماكانت لتشتهر لولا دموعنا ـ فسنردها لك اثنتين على الأقل، من التاجر "البريداوي"، الذي تقول "الطرفة"، إنه لعب على اليهود في وضح النهار! ألم تسمع بها؟ ولا "عبدالله الوشمي"؟ طيب: يقولون إنه في إحدى رحلات العقيلات إلى فلسطين، وأثناء تجول التاجر البريداوي في السوق، شكا له تاجر عميلٌ يهودي ـ في دليل آخر على انفتاح بريدة وأهلها على الآخر منذ "مبطي" ـ وبكى من "قرادة" الحظ، حيث اشترى من دمشق، كمية كبيرة من "الستيانات"، ولا تقل: النسائية، فليس هناك رجالية، صح؟ وهاهي أمامك لم يفلح في بيع واحدةٍ منها! فما كان من البريداوي إلا أن اشتراها كاملةً، غير آبهٍ لدهشة اليهودي، الذي عزا هذا "الخبال"، إلى حرارة شمس النفود، التي بلغ مداها "أم صلعته" هو، حينما عاد إلى السوق بعد يومين، وإذا بالبريداوي قد "صرَّف" البضاعة كلها! كيف؟ أبد: قطَّعْت "الستيانات" ـ بدون نسائية ـ وبعتها "طواقي" على اليهود المتشدِّدين في حائط المبكى!
الذين فكروا في هذا الإجراء البشري البائس ـ الكاميرات لا "الطواقي" ـ هم كمن وجد الهيئة ـ الجهاز البشري لا الشعيرة الدينية العظيمة ـ عوراء فأعماها! فقد ظلَّ اتهامها بالتجسس والتحسس، قابلاً للنفي من كبار مسؤوليها، مهما بلغت المزاعم بذلك، وبرصد الكمائن لاصطياد المشاهير وغيرهم، فماذا يقولون الآن؟ وهم يعرفون قبل غيرهم: أن هذا الإجراء مخالفٌ تماماً لمبادئ الشعيرة العظيمة، القائمة على أن يكون المنكر "ظااااااااااااااااهراً" من غير تجسسٍ ولا تحسس، وأن لايؤدي إنكاره إلى منكرٍ أعظم منه، كهتك أستار الناس، التي جاء الدين لحمايتها!
أما أنه إجراء بائس، فالعاقل من اتعظ بإدارة مرور الكرام، التي نعرف أنها تمتلك ـ قبل تقنية الأقمار الصناعية، التي اخترعتها "ناسا بنت هايل العبدان" ـ غرف عمليات قادرة على تصوير أي ذبابة تقع، أو تقلع من لوحة سيارةٍ تقطع الإشارة أمام دورية المرور، إن وُجدت! أما اعتماد الهيئة له، فسيكون بادرةً "تشرعن" التجسس والتحسس لجهاتٍ أخرى: فماذا لو طالبت مكاتب الاستقدام بوضع كاميرا في كل بيت، للقضاء على هروب الخادمات بالأطفال؟ وماذا لو طالبت مديرات "الكتاتيب" بكاميرا لكل تلميذة مطبخٍ أوبلكونة، لا تلبس عباءة الرأس؟ ولكل طالبة ثانوي، تشقِّر حاجبيها ليلة خطوبتها؟ وماذا لو طالبت النساء بكاميرات لمراقبة أزواجهن في الاستراحات؟! "ياكثر" المؤيدات "اسم الله علينا"!
مشكلة الهيئة ليست في كيفية التجسس، وقلة حِيَلِها، و"حَيْلِها" في رصد التجاوزات، والمعاكسات، والابتزازات، بل في الفكر الرقابي الذي يحرِّك جهازها البشري! فهل يكون الحل في تعديل عودها بأطره على صراط الدين أطراً: {لستَ عليهم بمسيطر}؟ أم في تضييع الوقت والجهد بتعديل الظل؟ و... دوك "طاقيَّكْ" طاقيتين ياتركي!
المصدر جريدة الوطن
http://www.alwatan.com.sa/news/write...1802&Rname=134
ونشوووفكم تاني