بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الدكتور/ فيصل أكبرالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اِعلم رحمك الله أنّ الدنيا دار ممر وليست مقر، وأنها فانية وليست باقية ، وأنّنا عنها راحلون فانْظُر أين السابقون الأولون.
وتذكر يا رحمك الله يوما يختصم فيه العباد أمام ملك العباد فيقتص لهذا من ذاك،وقد تشهد عليك جوارحك فينطقها الملك العلام الذي أنطق كلّ شيء. وتذكر يا رعاك الله القبر ووحشته وضيقه وظلمته وسيأتيك عملك إما في هيئة رجلٍ جميل المنظر أو قبيح المنظر ،فتخيَّر لهيئة عملك في هذه الدنيا من الآن.
واِعلم يا رحمك الله أنَّ الكرسي الذي توليته هو تكليف لا تشريف فلو دام لغيرك لما أتاك، وأنك في موقع المسئول (وكلّ مسئول عن رعيته) ،فلا تجعل رعيتك تكون خصمك يوم القيامة .
سعادة الدكتور/فيصل ..في يوم الخميس السادس والعشرين من شهر جمادى الأولى لعام ثلاثين وأربع مئة وألف من الهجرة المحمدية جاء طلاب العلم أفواجا من كل حدب وصوب فمنهم من شق عليه الطريق وتجشم متاعبه وقضى الساعات تلو الساعات مسافرا .كلّ ذلك من أجل البحث عن مقعد علم في كليتكم التي توليتم إدارتها ،فلذا يا رعاك الله العدل العدل ثم العدل في القبول فلا تجعل للجاه عليك مدخلا فوالله لن ينفعوك في آخرتك حين يسألك ربك عن تضييع الأمانة ، فوالله ثم والله لن أسامحك إذا تفضلت بقبول أحدٍ عليَّ بسبب وجاهة أو شفاعة غير محمودة .وسأكون خصمك يوم القيامة ..وكثيرٌ هم من سيكونون خصومك.
سعادة الدكتور /فيصل إن ما دعاني لكتابة هذه الرسالة هو ما سعمته بأذني من أناس تم قبولهم في الدفعة الأولى قبل توليك بأن الواسطة هي من قبلتهم..وإنني أعلم كما يعلم غيري أنه تم اختيارك لهذا القسم جاء لما عُرف عنكم من مخافة الله ولا نزكيك على الله ولكن أحببت أن أذكرك حتى لا تضعف أمام أصحاب الجاه والسلطان فلا تبع دينك بدنياك الزائلة.
هذا ما أحببتُ أن أسطره بعد أن خالجت هذه الكلمات صدري فأبت إلا أن أبوح بها لك .
وهذا والله يرعاكم
أخوكم الفقير إلى عفو ربه
حتى