رد: من جديد ...مـــــــتـــــــــكـــــــأ..
خارج المسار
لم أستسلم ولن.. ولكنني بدأت أكتشف العالم بألوان جديدة. القضية ليست هل تنتصر في حربك أم لا. هناك سؤال أهم: هل حربك عادلة؟. وهل تستحق كل هذه التضحيات؟. أكل أنواع الحروب سواء؟ تلك التي تنتهي بمنتصر ومهزوم ولكننا لم نعرف مبرراتها؟، وهل تتكافأ المبررات مع التضحيات؟. أقف على مفترق الطرق. ليس للاختيار، ولكن للتأمل قليلا، والتساؤل: ما الذي أوصلني إلى هذا المسار؟
كل محاولاتي كانت نقشا على سطح ماء. لن نلتقي في نقطة المنتصف. حقائق تثبتها الأيام. الأماني لاتغير الحقائق. نحلم ربما، نتمنى نعم. ولكن شمس الحقيقة أقوي من أي مكياج. هل نخادع أنفسنا. هل نتجاهل الواقع. هل من الضروري أن نختلق الجدال لعلاج مشكلة الصمت.
الهروب من الواقع لا يلغي معطياته. دعنا نناقش الموضوع بصراحة. دعنا نُسَمِّ الأشياء بأسمائها. تعبت من الحلول الوسط، والأسماء الفضفاضة, والعبارات التائهة. أريد حلا يحسم الألوان الرمادية. يجعلها للحظة حقيقة واقعة. في لحظة صعبة تتساوى عندي الأشياء. وتصبح الخيارات مجرد أوهام.
أخطو نحوك عشرات الخطوات، وكأنني أطارد سرابا، كلما قربت المسافات ابتعدت الصور. تعبت من الركض. وليكن، ولكنه خارج المسار. صعب أن تشعر أنك في محيط غير محيطك، وربما في عالم ليس لك. لم أشعر باليأس، ولكنني لمست حقائق الواقع.
نغالط أنفسنا. نصور لأنفسنا الحقيقة التي نشتهيها. نربط الأحداث بتسلسل يقنعنا بأن ما نريده هو الأقرب، وما نتمناه هو الذي سيكون. كم من الزمن مضى حتى اكتشفنا حقيقة الواقع، وكم من الزمن نحتاج حتى نعترف بها لبعضنا. لا أدعي أنني أمتلك الحقيقة، ولكنني في أمس الحاجة إليها.
اليوم الثامن:
عندما تنتهي الطاقة
تبقي قوة الدفع الذاتي
ربما تستمر فترة
لكنها حتما ستنتهي.
...
بقلم: محمد فهد الحارثي
..
:)
|