.."مشـــــــأإأإأإأعر] ..
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: علم نفس ( اللهم لك الحمد )
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السابع
الجنس: أنثى
المشاركات: 324
|
رد: قصة حنين - بقلمي -
مرت الأيام و الشهور سريعاً
و ها هي ( حنين ) تتخرج من المرحلة الإعدادية و تنتقل إلى الثانوية بعزم و إصرار و ثبات
و كانت قد حازت على رضا معلماتها , و تفوقت حتى أصبحت طالبة مثالية , متفوقة , يشار إليها بالبنان في مدرستها
كانت الأولى دائماً , و لا ترضى بغير ذلك
كانت معلمتها تزورها بشكل شبه يومي
و كانت توصي جارتها بالاعتناء بها
أما أمها فلم تسمع عنها شيئاً , و كان هذا ما يحزن ( حنين ) كثيراً , فقد توفي والدها , و ها قد مضى على وفاته أربع سنوات , و أمها لم تظهر إلى الآن
***
تخرجت ( حنين ) من الثانوية بمعدل مرتفع جداً
, و دخلت الجامعة , و ها هي الآن قد شارفت على تحقيق حلم والدها
فقد تخصصت في كلية الطب
ضاعفت جهدها , و بذلت جل وقتها لتكريس نفسها في الدراسة
و ها هي الآن على عتبة التخرج
كانت معلمتها دائمة الاتصال بها , و كانت فخورة جداً بها , كما لو كانت ابنتها
أما ( حنين ) فقد ازدادت بهاءً و جمالاً , و كانت حسنة الخلق كثيراً ..
***
ها هو اليوم الذي انتظرته ( حنين ) , و انتظرته معلمتها بفارغ الصبر
تخرجت حنين بدرجة امتياز
و أقامت لها معلمتها حفلاً كبيراً بهيجاً
تذكرت ( حنين ) والدها الذي طالما كان بانتظار هذا اليوم
فكانت الدموع تتلألأ من عينيها
أحست معلمتها بما تشعر به , و قالت لا يريد منك سوى أن تدعين له بالرحمة , و ثقي تماماً أنه كان فخوراً جداً بك , و ها أنت تحققين له أجمل حلم
ثم حانت اللحظة الحاسمة
قالت معلمتها : ( حنين ) أغمضي عينيك أريد أن اريك مفاجأة ستسرك ..
أغمضت ( حنين ) عيناها ..
و بعد دقيقتين
قالت لها : افتحيهما الآن
ففتحت عيناها , و صرخت من الدهشة
فقد كانت والدتها ماثلة أمامها الآن
تسمرت في مكانها من هول الدهشة
فقد ظنت أن والدتها قد نسيتها إلى الأبد
قالت معلمتها : ( حنين ) ألن تسلمي على أمك ؟
فنظرت إلى معلمتها , و لا تزال غير مصدقة
بادرت والدتها إليها , و ضمتها بشدة , و هي فرحة مبتهجة
قالت : ( حنين ) أعلم أنك لن تسامحيني فقد أخطأت في حقك كثيراً , و قسوت عليك أكثر
قالت ( حنين ) : والدي ....
قالت : أعلم أنه قد مات , رحمه الله .. و دخلت في نوبة بكاء حادة
قالت ( حنين ) : و لكن .. كيف علمتِ بكل هذا ؟
أجابت معلمتها بالنيابة و قالت : حنين كنت طوال الثلاثة الأشهر الماضية على تواصل مع والدتك
فقد كانت تسألني عنكِ كثيراً
و أخبرتها بألا تزورك الآن لأنك على عتبة التخرج
, و ابتسمت
فابتسمت ( حنين ) , و قبلت يدي والدتها , و قالت : أمي , لننسى الآن و ندفنه
فحضنتها والدتها , و بكيا سوية , في مشهد مؤثر جداً
قالت أمها : ( حنين ) أريدك أن تعودي معي إلى بيتي , و تعيشي في كنفي , و كنف زوج أمكِ
فرفضت ( حنين ) بكل أدبٍ , و قالت : أمــــــاه , لن أتخلى عن هذا المنزل ما حييت , أرجوكِ لا تحرميني منه ..
فقالت أمها : لك كامل الحق عزيزتي , و سآتي لزيارتك كل يوم ..
فقالت معلمتها : و نحن الآن نريد خطبة ابنتك ( حنين ) لابني سعيد , إن لم تمانعي ؟
فقالت : الرأي أولاً , و أخيراً لـ ( حنين ) , و غمزت لها بعينها
طأطأت ( حنين ) رأسها خجلة , و ركضت إلى غرفتها
فضحكت معلمتها و أمها , و لم يمضِ سوى أسبوع واحد حتى أقيم حفل الزفاف .. فقد كانت أمها , و معلمتها تخططان لذلك منذ ثلاثة أشهر
و ها هي ( حنين ) الآن تعيش بسعادة مع زوجها , و قد حققت حلم أبيها , و كافحت في حياتها لتصل إلى المراتب العليا ..
***
و انتهت قصة الطفلة الفقيرة البائسة ( حنين )
لتصبح الآن ( حنين ) المرأة المكافحة , الصابرة , و القدوة الحسنة , التي حولت جحيم حياتها , إلى جنة ترفل فيها بثياب السعادة و الصفاء ..
كتبته : حنين اللقــــاء
|