حبيب محمود
آلام السيد.. جيبسون..!
لو كان السيّد ميل جيبسون عربياً؛ لترافع عن نفسه في وجه زوجته السيدة روبين؛ وقال إن دعوى الطلاق التي رفعتها أم عياله السبعة ما هي إلا "مؤامرة خارجية" لتدمير أسرته من الداخل، وشقّ صفّ 640 مليون دولار..! الجزء الأصعب من قصة المحاكمة التي بدأت للتوّ لم يأتِ بعد، فالسيدة روبين "ركبت رأسها" ومنحت محاميها ثقة مطلقة لوضع بعلها المدعو ميل كلمكيل جيرارد جيبسون أمام ألم لم يُجرّب بعضاً منه في "آلام السيد المسيح" كلها، ولا يهمّها أن يلقى مصير المناضل ويليام والاس في فيلم جيبسون المشهور Brave heart.
المهمّ، في الجزء الأصعب، هو كيف تحكم ولاية كاليفورنيا في النهاية على الممثل: الأمريكي أصلاً، الأستراليّ نشأة، العالميّ هوية، بأن: يطلـّـق السيدة روبين "بالثلاث"، ويدفع مؤخـّر صداق قدره 320 مليون دولار عداً ونقداً، دولار ينطح دولاراً، وعليها "فكـّة" من الملايين الأخرى تمثـّل أتعاب المحاماة..! هذا هو المنتظـَر من قانون كاليفورنيا، والمحامي يعتمد على هذا القانون، وعلى "خلافات لا يمكن تجاوزها" حسب تصريحات السيدة روبين، وعلى أمل مهمّ هو الحصول على "الفكـّة" التي سوف تجعل الممثل والمخرج الشهير أقلّ ثراءً من طليقته المحتملة، بعد قسمة "تحويشة عمر" السيد جيبسون بين الثلاثة بلا تساو ٍ..!
النجم الهوليوديّ سوف يكون نجماً جديداً، وهو "يـُجرجر" إلى المحاكم على يد المرأة التي بقيت على ذمته 28 عاماً. وسوف يجرّب كاميرات التصوير في دور نضال واقعي يختلف عن نضال القائد الأسكتلندي حين قـيّد بالأصفاد. وسوف يجرّب الصبر من دون كلمة STOP التي تعوّدها في أفلام الأكشن منذ أواخر السبعينيات. باختصار؛ سوف يجرّب الرومانسية السوداء وهي تُؤدّى بلا سيناريو سابق، ولا إخراج، ولا جيش من الكومبارس، فكل شيء حقيقي تماماً..!
لكنّ هناك نقطة تقاطع تجمعنا، نحن العرب، بالسيد جيبسون. بل هما نقطتان متضادّتان. الأولى أنه سوف يكون شريكاً لنا في الشماتة الصهيونية التي وجدت أحد خصومها، أخيراً، وهو مصلوبٌ على قانون كاليفورنيا الذي يُجيز للمطلقة الحصول على نصف ما يملك طليقها. والنقطة الأخرى التي تجمعنا بالسيد جيبسون هي "المرأة". فالسيد الذي يتهيأ للجزء الأصعب من قصته؛ سوف يعتبر المرأة مخلوقاً من ضلع أعوج، وسوف يناضل، نضالاً عريضاً، لإقناع نفسه بأن البؤس الذي لم يذقه في كلّ الأفلام الرومانسية الأولى التي مثلها إنما هو آتٍ من هذا المخلوق الناعم الذي أضمر البغضاء 28 عاماً، ليفجـّرها في قاعات المحاكم إكراماً لـ 320 مليوناً..!