أنس زاهد ... المدينه .. !
مائة سؤال وسؤال !
هل يمكن أن تحتل مسائل خلافية لم يصل فيها علماء الدِّين إلى كلمة جامعة، أهمية أكبر من الأهمية التي تحتلها قضايانا المصيرية كأمة؟
هل يمكن أن تكون مسألة غطاء الوجه للمرأة أهم من حروب الإبادة التي تشنّها دولة الصهاينة، وتستخدم من خلالها كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليًّا ضد المدنيين العزل بما فيهم الأطفال؟
هل يمكن أن تكون مسألة الاستماع للموسيقى والأغاني أهم من قضية الاستيطان، ومصادرة الأراضي في كل أرجاء فلسطين؟
هل يمكن أن تكون مسألة قيادة المرأة للسيارة، أهم من قضية تهويد القدس، ومحاولة إزالة أي أثر عربي أو إسلامي منها؟
هل يمكن أن تكون مسألة ما يُسمّى بالعباءة غير الشرعية، أهم من قضية أكثر من أحد عشر ألف أسير ومعتقل فلسطيني، بينهم مئات الصبية الذين لم يفعلوا شيئًا سوى أنهم فلسطينيون؟
هل يمكن أن تكون مسألة ارتداء العباءة على الرأس أم على الكتف بالنسبة للمرأة، أهم من قضية الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي أدّى إلى تردّي الأوضاع الإنسانية في القطاع بشكل مخيف جدًا، وخصوصًا عقب العدوان الصهيوني الأخير؟
هل يمكن أن تكون مسألة سد الباب أمام أية فرصة -ولو كانت بسيطة- في الاختلاط، أهم من قضية انتشار البطالة في مجتمعنا، وبالذات بين النساء؛ ممّا يؤدّي إلى تفاقم مشكلة الفقر؛ وممّا قد يؤدي إلى ظهور مشاكل أخلاقية نحن في أشد الغنى عنها؟
إنني أتساءل فقط: ألا يدري هؤلاء بما يحدث حولنا، أم تراهم يدرون ولكنهم قرروا أن يغمضوا أعينهم حتى يقنعوا أنفسهم بأهمية الدور الذي يلعبونه في الحياة؟