[المأمون]

.



أعطى السلطان عبدالحميد دروسا لمنع اي اساءة لمقام رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام واتخذ مواقف حاسمة لاهوادة ولا تنازل فيها ولا تقبل اي حلول وسط.

في عام 1890م ورد الى خليفة المسلمين نبأ ان الكاتب المسرحي "أونري دي بورنييه" أنهى من كتابة عمل درامي بعنوان "محمد" وأصبح جاهزا للعرض على مسرح "كوميدي فرانسيز" وأن أحد الممثلين كان سيتقمص شخصية النبي في العرض المسرحي وكان وقع هذا الخبر شديدا عليه لأنه فيه استهانة بشأن الإسلام والمسلمين، ويتطلب الأمر التحرك فورا بصفته خليفة المسلمين ليمنع عرض تلك المسرحية لا على منصة مسرح فحسب بل في فرنسا بأسرها.

وجه السلطان عبدالحميد رسالة خاصة الى رئيس الجمهورية الفرنسية "سادي كارنو" ونقلها السفير الفرنسي وتضمنت تحذير شديدة اللهجة وتهديدا بقطع علاقات الدولة العثمانية مع فرنسا حال عرض هذه المسرحية، وبعد هذه الرسالة الشديدة قرر مجلس الوزراء الفرنسي منع عرض المسرحية ليس في باريس فقط بل في كافة فرنسا وتقدم السلطان بالشكر للرئيس الفرنسي على قراره الحكيم بعدم المساس بمشاعر المسلمين وكافأه بمنحه وسام الامتياز العثماني.

ولم يقف كاتب المسرحية مكتوف اليدين وحاول عرض المسرحية في لندن على "مسرح الليسيوم" التي تشرف عليه الحكومة البريطانية الا أن براعة السلطان عبدالحميد الدبلوماسية استطاع ان يكسب وزير الخارجية البريطاني "لورد سالزبوري" الى صفه ونجح في منع عرض المسرحية ليس في لندن فقط بل في كافة ارجاء بريطانيا.

وله موقف اخر، ففي عام 1890م وفقت التحركات الدبلوماسية التي قام بها السلطان عبدالحميد في منع مسرحية تتعرض الى السلطان محمد الفاتح في روما وطلب من صديقه امبراطور ألمانيا "غليوم الثاني" بالتدخل لمنع عرض المسرحية ونقلت الصحف الإيطالية الخبر "لقد استشاط السلطان غضبا بمجرد سماعه بأن المسرحية الدرامية على وشك أن تعرض وكأنه تلقى خبرا عن تحرك الأسطول الروسي لاحتلال مضيق الدردنيل! ولقد بدا الإمبراطور غليوم على علاقة بهذا الأمر"







.