28-06-2012, 10:57 PM
|
#370
|
تاريخ التسجيل: Jan 2010
التخصص: لغة القرآن
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,365
|
رد: [.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]
-
إنه يحتفل بعرسه على شابة تصغره بنصف عمره
وأنتِ تحبسين نفسكِ في حجرتك ، تبكين نفسكِ
حاولت الوصول إليكِ ، ليس إلى ما أراه منكِ
بل إلى أعماقك ، لأضع يدي على قلبكِ المضطرب
لأهدئ من روعه ، وأُشعره بالأنس وربما بقليل من الأمان
لكن أنّى لجريح ينزف أن يداوي جريح آخر
كيف له أن يكون قويًا بما يكفي ليمنح الأمل لذلك الجريح
إنني لا أستطيع أن أتجاوز كل آلامي ، لأصل بسعادتي الطفيفة إلى قلبك
وأهبها لكِ ، وأسخرّها بين جنبات روحكِ ، لتنسي أو تتناسي فقط
أماه .. كم كان نصيبك من العذاب في هذه الدنيا
أسأل نفسي : لو كنت مكانها ، أي قدر من كل هذا العذاب سأحتمله
لأقف في وجه الحياة وأصرخ بأنني ما عدت أطيق عذابًا أكثر
أماه .. ماتت أمكِ التي تركت أزكى وأطيب أثر
وأنتِ لم تكملي الخامسة بعد ، أخذها المرض منكِ
ليتركك ضحيّة عمّة لاتعرف الرحمة ، وأب يطيل السفر
أماه .. لو أنهم خدعوك وقالوا بأن أمك لم تكن أطيب النساء
لكان ذلك أهون على نفسكِ ، التي مازالت تذوق اليتم إلى اليوم
أماه .. خدعوكِ حينما ساقوك إلى الزواج في سن الثالثة عشر
خدعوكِ بالحليّ والملابس الجديدة والنقود الزهيدة
كنتِ طفلة محرومة ككل أطفال الأرض تحبين الحصول على الجديد
أماه .. تزوجتِ وأصبحت أمّ وأنت في الرابعة عشرة
حملتِ هم الأبناء من الصغر ، ولا أمّ توجّهكِ وتحرص عليك
أماه .. لأنكِ طفلة .. حُرِمت من التعليم لتشارك في جلب لقمة العيش
فلم تمنحك الحياة وصغر سنك آنذاك بعد أن حرموك التعليم
لم تُمنحي الوعي الصحيّ الذي ينتشل مولودتك الأولى من شبح المرض والموت
ففقدتِ مولودتك الأولى ، وكانت تلك صدمة كبيرة لاتحتملها فتاة بمثل سنك
أماه .. لو أن أمك معكِ ، أكانت ستبتسم لكِ الحياة ، وتريك وجهها الأخضر المشعّ الجميل
أماه الآن ، اخبريني ، علمي ابنتك بأن لا شيء يبقى على حاله في هذه الدنيا
ولا بقاء إلا لوجه الله ، إن لم يطل الفناء كل شيء ، فإن التغير لا محالة سيطال كل شيء
أماه .. علميني ، أن الزوج الذي قد أقضي معه ما يقارب الأربيعن عامًا
قد يختار امرأة لتشاركني فيه ، وقد ينحي منزلتي من الأولى إلى الثانية مع الوقت
أماه .. علميني ، أن أختار لبناتي الأزواج الطيبين ، الذين لا ينزلون لمنزلة دنيئة
فيستخدمون قوتهم الجسدية التي وهبها الله لهم ، لضرب امرأة ضعيفة الجسد
أماه .. علميني ، ولتعلمني الحياة بأن الزوج ليس ربّ ، والله إنه ليس ربّ
ولن يكون ربًا يومًا ما ، وليس منزه ومعصوم عن الأخطاء ، وأنه قد يتعنت في ظلمي وقهري
أماه .. الحياة علمتك الكثير ، فأين ما تعلمتِه من هذه الحياة ، أين هو عندما احتجتِ له
أماه .. شهادتي الجامعية ، لاتساوي شيئًا بجوار ، خبراتك و تجاربك العصيبة في الحياة
فقدك أمك ، وفقرك في الطفولة ، وجبروت عمتك ، وغياب والدك ، وإضاعة فرصة تعليمك
لأجل أن تقومي برعي الماشية ، وكنتِ لستِ كغيرك من قريناتك ، تتلهفين للتعلم وتملكين قوة حفظ عظيمة
أماه .. لو أن شهادتي تُكتب باسمكِ ، لكنت وضعت اسمك العظيم بدلًا عن اسمي الهزيل
ولكن أنّى لي ذلك يا حبيبة
أماه .. أنتِ أقوى مني ، وأعلم مني ، وأجدر مني بأي قطرة سعادة تقطر في قلبي
أماه .. أريني دروس الحياة التي تعلمتِها خلال سنين عمرك الطويلة ، أمد الله في عمرك
علميني هذه الدروس يا أماه ، لأكون بقدرة تحملك العظيمة ، واسألي الله أن يمنحك القوة
ابنتك المحبة
ليكن الله في عونك يا حبيبة
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة Aishah AL-farhah ; 28-06-2012 الساعة 11:40 PM.
|
|
|