الموضوع: مـاهو الزمـن ؟
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 19-06-2012, 03:17 PM   #2

Aishah AL-farhah

لا إله إلا الله

 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
التخصص: لغة القرآن
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,365
افتراضي رد: مـاهو الزمـن ؟

الروح والزمن

تقودنا عملية الإدراك إلى إثبات أكيد ، بأن هناك شيئين في كل لحظة .. الشيء المدرك والنفس المدركة خارجه . وما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المُدرك فينا يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر
ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبدًا .. ولانصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا ، وإنه لقانون معروف إن الحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها .
لايمكن أن تدرك الحركة وأنت تتحرك معها في الفلك نفسه .. وإنما لابد لك من عتبة خارجية تقف عليها لترصدها .. ولهذا تأتي عليك لحظة وأنت في مصعد متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته .. لا تستطيع إدراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب المصعد إلى الرصيف الثابت في الخارج .
وبالمثل لا يمكنك رصد حركة الشمس وأنت فوقها ، ولكن يمكنك رصدها من القمر أو الأرض .. كما أنه لايمكنك رصد حركة الأرض وأنت تسكن عليها وإنما تستطيع رصدها من القمر .
وهكذا دائما .. لاتستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها ، وأنت تدرك مرور الزمن ، لابد أن تكون ذاتك خارج الزمن . وهي نتيجة مذهلة تثبت لنا الروح أو الذات المدركة كوجود مستقل متعال على الزمن ومتجاوز له وخارج عنه .
فها نحن أولاء أمام حقيقة إنسانية ، جزء منها غارق في الزمن ينصرم مع الزمن ، ويكبر معه ويشيخ معه ويهرم معه ( وهو الجسد ) وجزء منها خارج عن هذا الزمن يلاحظه من عتبة السكون ، ويدركه دون أن يتورط فيه ، ولهذا فهو لايكبر ولا يشيخ ولا يهرم ولا ينصرم .. ويوم يسقط الجسد ترابًا سوف يظل هو على حاله ، يحيا حياته الخاصة غير الزمنية .. ولا نجد لهذا الجزء اسمًا غير الاسم الذي أطلقته الأديان ، وهو الروح .
كل منا يستطيع أن يحس بداخله حالة من الحضور ، وديمومة وامتثال وشخوص وكينونة حاضرة دائمًا ومغايرة تمامًا للوجود المادي المتغيّر المتقلب النابض مع الزمن خارجه . بتلك الديمومة ، لانضع اعتبارًا للموت ، ونتصرف في كل لحظة دون أن نحسب حسابا للموت .. وننظر إلى الموت كأنه اللامعقول .. فنحن في الواقع نفكر ونتصرف بهذه الأنا العميقة التي هي الروح ، والتي لاتعرف الموت بطبيعتها ، فالموت بالنسبة للروح التي تعيش خارج منطقة الزمن هو ، ليس أكثر من تغيير ثوب ، وليس أكثر من انتقال . أما الموت كفناء وعدم أمر لاتعرفه ، فهي أبدًا ودائمًا كانت في حالة حضور .. إنها دائمًا هناك . إنها الحضرة المستمرة التي لم ولا يطرأ عليها الزوال .
تلك العتبة التي نرصد من فوقها حركة الزمن وندرك مروره .. ونرى مرور الأشياء وندرك حركتها . تلك النقطة في داخل الدائرة .. المركز الذي تدور حوله أحداثنا الدنيوية الزمنية وهو شاخص في مكانه لا يتحرك ولا ينصرم له وجود . الروح حقيقتنا المطلقة التي هي برغم ذلك لغز .. هل الروح أبدية ، أو أن لها زمنًا آخر ذا تقويم مختلف ، اليوم فيه بألف سنة ؟ .....
بتصرف من كتاب رحلتي من الشك إلى الإيمان لـ د.مصطفى محمود

الزمن كما هي الروح أمور غير مدركة إدراك تام
تبادر لذهني سؤال عندما قرأت ماكتبته هنا يا أستاذ سملق
وبإضافته إلى النص السابق من كتاب الدكتور مصطفى

في الجنة لايكبر الإنسان ، يبقى إلى الأبد بعمر الـ 33 حسبما ورد
إذن يكون السؤال : لازمن في الجنة ؟!

 

Aishah AL-farhah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس