عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 18-06-2012, 12:00 PM   #22

خلود 99

هلآآلــــية ❤

الصورة الرمزية خلود 99

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~

وأما القسم الثاني:
فمثل قوله تعالى :

(وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
(المائدة: من الآية44).
وقوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
(المائدة: من الآية45).
وقوله: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
(المائدة: من الآية47).
وهل هذه الأوصاف الثلاثة تتنزل على موصوف واحد؟
بمعنى أن كل من لم يحكم بما أنزل الله
فهو كافر ظالم فاسق ، لأن الله تعالى وصف الكافرين
بالظلم والفسق فقال تعالى: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
(البقرة: من الآية254).
وقال تعالى(إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)
(التوبة: من الآية84).
فكل كافر ظالم فاسق، أو هذه الأوصاف تتنزل
على موصوفين بحسب الحامل لهم على عدم الحكم
بما أنزل الله؟ هذا هو الأقرب عندي والله أعلم.
فنقول:لم يحكم بما أنزل الله استخفافاً به، أو احتقاراً
أو اعتقاداً أن غيره أصلح منه، وأنفع للخلق أو مثله
فهو كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومن هؤلاء
من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية
لتكون منهاجاً يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا
تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا
وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق،
إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية
أن الإنسان لا يعدل عن منهاج إلى منهاج يخالفه
إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه ونقص ما عدل عنه.
ومن لم يحكم بما أنزل الله وهو لم يستخف به،
ولم يحتقره، ولم يعتقد أن غيره أصلح منه لنفسه
أو نحو ذلك، فهذا ظالم وليس بكافر وتختلف
مراتب ظلمه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافاً بحكم، الله
ولا احتقاراً، ولا اعتقاداً أن غيره أصلح،
وأنفع للخلق أو مثله، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له
أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق
وليس بكافر وتختلف مراتب فسقه بحسب المحكوم به ووسائل الحكم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله -
فيمن اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أرباباً من دون الله أنهم على وجهين:
أحدهما: أن يعلموا أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم
على التبديل ويعتقدون تحليل ما حرم، وتحريم
ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم مع علمهم أنهم
خالفوا دين الرسل فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركاً.
والدليل(1) قوله تعالى(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (2)
قد تبين الرشد من الغي فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ )(1)
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) (2) (البقرة: من الآية256)
وهذا معنى لا إله إلا الله .
وفي الحديث(72)"رأس الأمر الإسلام(3)
وعموده الصلاة(4) وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"(5) والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم(1)
الثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحليل الحرام
وتحريم الحلال - كذا العبارة المنقولة عنه -
ثابتاً لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم
ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي
فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب.
وهناك فرق بين المسائل التي تعتبر تشريعاً عاماً
والمسألة المعينة التي يحكم فيها القاضي بغير
ما أنزل الله لأن المسائل التي تعتبر تشريعاً عاماً
لا يتأتى فيها التقسيم السابق، وإنما هي من القسم الأول فقط
لأن هذا المشرع تشريعاً يخالف الإسلام إنما شرعه لاعتقاده
أنه أصلح من الإسلام وأنفع للعباد كما سبقت الإشارة إليه.
وهذه المسألة أعني مسألة الحكم بغير ما أنزل الله
من المسائل الكبرى التي ابتلي بها حكام هذا الزمان
فعلى المرء أن لا يتسرع في الحكم عليهم بما لا يستحقونه
حتى يتبين له الحق لأن المسألة خطيرة -
نسأل الله تعالى أن يصلح للمسلمين ولاة أمورهم وبطانتهم
كما أن على المرء الذي آتاه الله العلم
أن يبينه لهؤلاء الحكام لتقوم الحجة عليهم
وتتبين المحجة فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة
ولا يحقرن نفسه عن بيانه ولا يهابن أحداً فيه فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
(1)أي على وجوب الحكم بما أنزل الله والكفر بالطاغوت.
(2)لا إكراه على الدين لظهور أدلته وبيانها
ووضوحها ولهذا قال بعده:
} قد تبين الرشد من الغي{ فإذا تبين الرشد من الغي
فإن كل نفس سليمة لا بد أن تختار الرشد على الغي.
(1) بدأ الله عز وجل بالكفر بالطاغوت قبل الإيمان بالله
لأن من كمال الشيء إزالة الموانع قبل وجود الثوابت
ولهذا يقال التخلية قبل التحلية.
(2)أي تمسك بها تمسكاً تاماً والعروة الوثقى
هي الإسلام وتأمل كيف قال عز وجل: } فقد استمسك{
ولم يقل: (تمسك) لأن الاستمساك أقوى من التمسك
فإن الإنسان قد يتمسك ولا يستمسك.
(3) أراد المؤلف رحمه الله تعالى الاستدلال بهذا الحديث
على أن لكل شيء رأساً فرأس الأمر
الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم الإسلام.
(4) لأنه لا يقوم إلا بها ولهذا كان القول الراجح
كفر تارك الصلاة وأنه ليس له الإسلام.
(5)أي أعلاه وأكمله الجهاد في سبيل الله،
وذلك لأن الإنسان إذا أصلح نفسه حاول إصلاح غيره
بالجهاد في سبيل الله ليقوم الإسلام ولتكون كلمة الله هي العليا
فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله
وصار ذروة السنام لأن به علو الإسلام على غيره.
(1) ختم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله تعالى رسالته هذه برد العلم إلى الله عز وجل
والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
وبهذا انتهت الأصول الثلاثة وما يتعلق بها
فنسأل الله تعالى أن يثيب مؤلفها أحسن ثواب
وأن يجعل لنا نصيباً من أجرها وثوابها
وأن يجمعنا وإياه في دار كرامته، إنه جواد كريم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

توقيع خلود 99  

 

.
.

AL HILAL


... عشِقيْ الـأبــــدي "


....

 

خلود 99 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس