عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 18-06-2012, 10:53 AM
الصورة الرمزية خلود 99

خلود 99 خلود 99 غير متواجد حالياً

هلآآلــــية ❤

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
التخصص: ؛؛ علــــوــــوم إداريــــــــــــــه ؛؛
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,769
افتراضي رد: ~| ثــــلاثــــة الاصــــــول |~


المرتبة الثانية(1) : ،الإيمان (2) ،وهو بضع (3)
وسبعون شعبة (4) ، فأعلاها قول لا إله إلا الله
وأدناها إماطة الأذى(5) عن الطريق، والحياء (6)
شعبة من الإيمان، .
(1) أي مراتب الدين .
(2) الإيمان في اللغة التصديق.
وفي الشرع "اعتقاد بالقلب وقول باللسان
وعمل بالجوارح وهو بضع وسبعون شعبة" .
(3) البضع: بكسر الباء من الثلاثة إلى التسعة.
(4) الشعبة : الجزء من الشيء.
(5) أي إزالة الأذى وهو ما يؤذي المارة من أحجار وأشواك
ونفايات وقمامة وماله رائحة كريهة ونحو ذلك.
(6) الحياء صفة إنفعالية تحدث عند الخجل
وتحجز المرء عن فعل ما يخالف المروءة.
والجمع بين ما تضمنه كلام المؤلف رحمه الله تعالى
من أن الإيمان بضع وسبعون شعبة وأن الإيمان
أركانه ستة أن نقول: الإيمان الذي هو العقيدة أصوله ستة
وهي المذكورة في حديث جبريل عليه الصلاة والسلام
حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان
فقال: "الإيمان أن تؤمن بالله ، وملائكته ،
وكتبه ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره"(35)
وأركانه ستة : أن تؤمن بالله (1) .
وأما الإيمان الذي يشمل الأعمال وأنواعها وأجناسها
فهو بضع وسبعون شعبة ولهذا سمى الله تعالى الصلاة إيماناً
في قوله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ)(البقرة:الآية143)
قال المفسرون يعني صلاتكم إلى بيت المقدس
لأن الصحابة كانوا قبل أن يؤمروا بالتوجه إلى
الكعبة يصلون إلى بيت المقدس.
(1) الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
الأول: الإيمان بوجود الله تعالى:
وقد دل على وجوده تعالى: الفطرة ، والعقل ،
والشرع والحس.
1- أما دلالة الفطرة على وجوده: فإن كل مخلوق
قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم
ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه
ما يصرفه عنها لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه
أو ينصرانه ، أو يمجسانه"(36) .
2- وأما دلالة العقل على وجود الله تعالى :
فلأن هذه المخلوقات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق
أوجدها إذ لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها ،
ولا يمكن أن توجد صدفة.
لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها لأن الشيء
لا يخلق نفسه ، لأن قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً؟
ولا يمكن أن توجد صدفة ، لأن كل حادث لابد له من محدث
ولأن وجودها على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف
والارتباط الملتحم بين الأسباب ومسبباتها
وبين الكائنات بعضها مع بعض يمنع منعاً باتاً أن يكون
وجودها صدفة ، إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل
وجوده فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره؟!
وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها
ولا أن توجد صدفة تعين أن يكون لها موجد وهو الله رب العالمين.
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي والبرهان القطعي
في سورة الطور ، حيث قال:
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) (الطور:35)
يعني أنهم لم يخلقوا من غير خالق، ولا هم الذين خلقوا
أنفسهم ، فتعين أن يكون خالقهم هو الله تبارك وتعالى،
ولهذا لما سمع - جبير بن مطعم -
رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرأ سورة الطور فبلغ هذه الآيات
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ *
أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ *
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) (الطور:35-37)
وكان - جبير يؤمئذ مشركاً قال : "كاد قلبي أن يطير ،
وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي" رواه - البخاري -
مفرقاً(37).
ولنضرب مثلاً يوضح ذلك ، فإنه لو حدثك شخص
عن قصير مشيد ، أحاطت به الحدائق، وجرت بينها الأنهار
وملئ بالفرش والأسرة، وزين بأنواع الزينة من مقوماته ومكملاته
وقال لك: إن هذا القصر وما فيه من كمال قد أوجد نفسه
أو وجد هكذا صدفة بدون موجد
لبادرت إلى إنكار ذلك وتكذيبه
وعددت حديثه سفها من القول، أفيجوز بعد ذلك
أن يكون هذا الكون الواسع بأرضه وسمائه
وأفلاكه وأحواله، ونظامه البديع الباهر، قد أوجد نفسه
أو وجد صدفة بدون موجد ؟ !
3-وأما دلالة الشرع على وجود الله تعالى :
فلأن الكتب السماوية كلها تنطق بذلك ،
وما جاءت به من الأحكام المتضمنة لمصالح الخلق
دليل على أنها من رب حكيم عليم بمصالح خلقه،
وما جاءت به من الأخبار الكونية التي شهد الواقع
بصدقها دليل على أنها من رب قادر على إيجاد ما أخبر به.
4- وأما أدلة الحس على وجود الله فمن وجهين:
أحدهما: أننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين ،
وغوث المكروبين ، ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تعالى
قال الله تعالى(وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ )
(الأنبياء:الآية76)
وقال تعالى(إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ )(الأنفال:الآية9)
وفي صحيح البخاري عن - أنس بن مالك رضي الله عنه :
"أن أعرابياً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم
يخطب، فقال: ( يا رسول الله) ،
هلك المال ، وجاع العيال ، فادع الله لنا ،
فرفع يديه ودعا فثار السحاب أمثال الجبال
فلم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر
على لحيته. وفي الجمعة الثانية قام ذلك الأعرابي أو غيره.
فقال : ( يارسول الله) تهدم البناء وغرق المال،
فادع الله لنا ، فرفع يديه وقال :
"الله حوالينا ولا علينا" ،
فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت"(38).
وما زالت إجابة الداعين أمراً مشهوداً إلى يومنا هذا
لمن صدق اللجوء إلى الله تعالى وأتى بشرائط الإجابة.
الوجه الثاني: أن آيات الأنبياء التي تسمى (المعجزات)
ويشاهدها الناس ، أو يسمعون بها ، برهان قاطع على
وجود مرسلهم ، وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة
عن نطاق البشر ، يجريها الله تعالى تاييداً لرسله ونصراً لهم .
مثال ذلك: آية موسى صلى الله عليه وسلم حين
أمره الله تعالى أن يضرب بعصاه البحر ،
فضربه فانفلق اثنى عشر طريقاً يابساً ،
والماء بينها كالجبال، قال الله تعالى
(فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) (الشعراء:63) .
ومثال ثان: آية عيسى صلى الله عليه وسلم
حيث كان يحيى الموتى ، ويخرجهم من قبورهم بإذن الله
قال الله تعالى(وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ) (آل عمران:الآية49)
وقال (وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي )(المائدة:الآية110) .
ومثال ثالث: لمحمد صلى الله عليه وسلم حين طلبت
منه قريش آية، فاشار إلى القمر فانفلق فرقتين فرآه الناس
وفي ذلك قوله تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ *
وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (القمر:1-2)
فهذه الآيات المحسوسة التي يجريها الله تعالى تأييداً لرسله،
ونصراً لهم ، تدل دلالة قطعية على وجوده تعالى.
الثاني: الإيمان بربوبيته:
أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين.
والرب :له الخلق والملك ، والأمر ، فلا خالق إلا الله
ولا مالك إلا هو ، ولا أمر إلا له، قال تعالى : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ )(الأعراف:الآية54)
وقال: (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)(فاطر:الآية13).
ولم يعلم أن أحداً من الخلق أنكر ربوبية الله سبحانه،
إلا أن يكون مكابراً غير معتقد بما يقول ، كما حصل من -
فرعون - حين قال لقومه : ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)
(النازعـات:الآية24)
وقال: ( يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)
(القصص:الآية38)
لكن ذلك ليس عن عقيدة ،
قال الله تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً)
(النمل:الآية14)
وقال موسى لفرعون فيما حكى الله عنه
(قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) (الإسراء:102)
ولهذا كان المشركون يقرون بربوبية الله تعالى ،
مع إشراكهم به في الألوهية، قال الله تعالى :
(قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ* قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ
السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ*سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ*
قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ*سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) (المؤمنون:84-89) .
وقال الله تعالى(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) (الزخرف:9)
وقال(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (الزخرف:87) .
وأمر الرب سبحانه شامل للأمر الكوني
والشرعي فكما أنه مدبر الكون القاضي فيه بما يريد
حسب ما تقتضيه حكمته ، فهو كذلك الحاكم فيه بشرع
العبادت وأحكام المعاملات حسبما تقتضيه حكمته ،
فمن اتخذ مع الله تعالى مشرعاً في العبادات
أو حاكماً في المعاملات فقد أشرك به ولم يحقق الإيمان.
الثالث: الإيمان بألوهيته:
أي ( بأنه وحده الإله الحق لا شريك له)
و "الإله" بمعنى المألوه" أي "المعبود حباً وتعظيماً ،
وقال الله تعالى(وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
(البقرة:163)وقال تعالى
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً
بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18)
وكل ما اتخذ إلها مع الله يعبد من دونه فألوهيته باطلة
قال الله تعالى(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (الحج:62)
وتسميتها آلهة لا يعطيها حق الألوهية قال الله تعالى
في اللات والعزى ومناة :
( إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )(لنجم:الآية23)
وقال عن هود أنه قال لقومه:
(أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ
مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )(الأعراف:الآية71)
وقال عن يوسف أنه قال لصاحبي السجن
( أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ *
مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ
وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ
إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:39-40).
ولهذا كانت الرسل عليهم الصلاة والسلام يقولون لأقوامهم
(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )
ولكن أبى ذلك المشركون ، واتخذوا من دون الله آلهة
يعبدونهم مع الله سبحانه وتعالى، ويستنصرون بهم ، ويستغيثون.
وقد أبطل الله تعالى اتخاذ المشركين
هذه الآلهة ببرهانين عقليين:
الأول: أنه ليس في هذه الآلهة التي اتخذوها شيء
من خصائص الألوهية ، فهي مخلوقة لا تخلق ،
ولا تجلب نفعاً لعابديها ، ولا تدفع عنهم ضرراً ،
ولا تملك لهم حياة ولا موتاً ، ولا يملكون شيئاً
من السموات ولا يشاركون فيه.
قال الله تعالى(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئا
ً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً
وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً) (الفرقان:3)
وقال تعالى(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ
وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ *
وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) (سـبأ:22 - 23).
وقال (أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ *
وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ)
(الأعراف:191 - 192)
وإذا كانت هذه حال تلك الآلهة، فإن اتخاذها
آلهة من أسفه السفه ، وأبطل الباطل.
الثاني: أن هؤلاء المشركين كانوا يقرون بأن الله تعالى
وحده الرب الخالق الذي بيده ملكوت كل شيء
وهو يجير ولا يجار عليه ، وهذا يستلزم أن
يوحوده بالألوهية كما وحدوه بالربوبية
كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ
رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:21- 22)
وقال (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)
(الزخرف:87)
وقال : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ
السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ
الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ
أَفَلا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (يونس:31 - 32)
الرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته :
أي ( إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه ،
أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء
والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ، ولا تعطيل
ولا تكييف ، ولا تمثيل ، قال الله تعالى
(وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ
فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأعراف:180)
وقال(وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(الروم:الآية27)
وقال (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى:الآية11).
وقد ضل في هذا الأمر طائفتان:
إحداهما : (المعطلة) الذين أنكروا الأسماء ،
والصفات ، أو بعضها ، زاعمين أن إثباتها يستلزم التشبيه
أي تشبيه الله تعالى بخلقه ، وهذا الزعم باطل لوجوه منها:
الأول : أنه يستلزم لوازم باطلة كالتناقض في كلام الله سبحانه
وذلك أن الله تعالى أثبت لنفسه الأسماء والصفات
ونفى أن يكون كمثله شيء ، ولو كان إثباتها يستلزم التشبيه
لزم التناقض في كلام الله ، وتكذيب بعضه بعضاً.
الثاني: أنه لا يلزم من اتفاق الشيئين في اسم
أو صفة أن يكونا متماثلين، فأنت ترى الشخصين
يتفقان في أن كلاً منهما إنسان سميع ، بصير ، متكلم
ولا يلزم من ذلك أن يتماثلا في المعاني الإنسانية
والسمع والبصر ، والكلام ، وترى الحيوانات لها أيد وأرجل
وأعين ولا يلزم من أتفاقها هذا أن تكون أيديها وأرجلها
وأعينها متماثلة .

 


توقيع خلود 99  

.
.

AL HILAL


... عشِقيْ الـأبــــدي "


....

 

رد مع اقتباس