[رغد محمد]

،’

!

وَ مَا كَان نَهرُ الحَنينِ مَشلُولاً إلاَّ عِندمَا تغفَلُ أروَاح الأثِير ,
وَ لا ينتَشِي مِن جُنونِ العَقلِ إلاَّ بُضَيعَات لِـ تَتَراقَص مَشَاعِر القَهرِ فخرًا بين الجَّمَادَاتِ !
لَـ رُبَّمَا صَوَّرت لَنَا خَيَالَاتُنَا تِلكَ المَنَابِعُ الغنَّاءة بِـ رَيَاحِينِ الفَخُورَاتِ ,
وَ رُبَّمَا أزَاحت لنَا خُفَّا كَان يَقِفُ عَقَبةً تحت تِلكَ المُجرَّدَاتِ !
لا تخشَى إنسًا طَالمَا أنَّكَ للحَقِ مُطبِّقًا , وَ للرَبِّ مُخلِصًا , وَ لِـ سُنَّةِ الرَّسُولِ الكَريمِ مُطبِّقًا , وَ للتَّارِيخِ صَانِعًا.
هَكَذَا هِي مَشَاعرُ القُوَّةِ تعترِي مَن كَان للدُّنَيا كَارِهًا وَ للآخِرَة مُشتَاقًا.

،’

!!

لَستُ هِيَ !
كَم مِن مرَّةٍ أُخبِرَهُم لَستُ هِي !
قَد مَاتَت لَهفَتِي للتَّعِبيرِ , وَ اَنتهَى شَغفِي للتَّفسِير ,
وَ ضَاعَت كُلَّ التَّفاصِيل بَينَ ضُلُوعٍ مِن حَجَر!
أأستَعِيدُنِي مِن بَينِ الرِّكَام المُختَلط بِـ ذُنُوبٍ مِن عِشِق .,؟!
أم أقرِّبُنِي مِن الكِتَابَة وَ أسقِنِي السلسبيل .,؟!
حَقًا لَستُ هِي , فَـ لِمَ لا تُفرِّقُون .,؟!

،’

!!!

كَان طَبعَهُم جَافًّا قَاسِيًا مُصلِحًا , وَ لِكِنَّهُم أثَارُوا فِيهَا جَرحًا كَانَت تتجَاهَلهُ مُنذُ سِنين !
أرَادت شَرحَ التَّفاصِيل , فَـ غَدُوا على جَرحِهَا سَائرين !
وَيحَكُم ! ألا تَفهَمُون .,؟!
هِي مَن أعطَت حتَّى لَم يتبقَّى لهَا مَا تأخُذ , هِيَ مَن أكرَمَت حتَّى وَجدَت الاِستِهزَاء , هِي مَن أحسنَت
حتَّى أساؤوا الظَّنَ بِهَا !
هِي مَن سَامَحت وَ غفرَت حتَّى سَحقُوا طِيبتهَا , هِي مَن تجرَّدَت لِـ كَسوَتِهم حتَّى اِتَّهمُوهَا بِـ العَارِ وَ
المَفسَدَة !
كُلَّمَا فعلَت صَنيعًا لَهُم أبدَلُوهَا بِـ كُؤوسٍ مِن الوَيلاتِ طَمعًا فِي تحطِيمِهَا !
وَ كأنّهَا طِفلٌ كُلَّمَا حَبَا وَقع وَ مَازَالت !
تبًّا لَهُم !

،’

تَلبِيَةً لِـ رَغبَةٍ إحدَاهُن .