مرة اخرى مرحبا بيك اخت عائشة...
كما أشكرك على هذا التعليق والربط بين الفقرة الاولى والثانية الذي أضفى الشيء الكثير....
، لم يكونوا يملكون من المرفهات الحضارية التي تهدف أول ماتهدف إلى خدمة البدن أي أمر بل كان عمر بن الخطاب ينام قرير العين في ظل شجرة في أحد أطراف المدينة ،
|
وهذا ما يفعل الايمان بصاحبه،
فما أن يدخل الايمان قلب صاحبه وتتغلغل فيه ويكون في قلبه إله واحد " الله " وتعظيمه سبحانه ، سيرى ببدء خروج كل شيء تعلق به قلبه من أشياء الدنيا من المخلوقات ، ويبقى التعلق بالله وحبه فقط، وسيرى أثر ذلك في نفسه وأفعاله وصفاته وتحركاته وسكناته، وتكون النتيجة أن لا يوجد في قلبه مكان لشيء آخر من رغبات الدنيا وهوى النفس وزينة الدنيا ورفاهيتها، وأن أي شيء من مخلوقات الدنيا لا تجد لها مكانا في القلب، إذ أن مكان تلك الأشياء والمخلوقات تكون في يد صاحبه وليست بقلبه....فيكون بذلك قد حاز على الدنيا وبدون أن يلتهي عن الآخرة.
فينظر الى تلك الأشياء من زينة الدنيا ورفاهيتها على انها مخلوقات وانها من تراب وأنها فانية لذلك مكانها في يده، والذي يبقى في القلب إنما الأمور الغيبية. وما عند الله من خير وأبقى.
ذلك ان صاحب هذا القلب لم يتأثر بتلك الأشياء التي نراها وإنما تأثر بما هو عند الله من الامور الغيبية
فإن وجد الانسان في نفسه ذلك فليعلم أن روحه معلقة بين السماء والأرض وهذا إن دل فإنما يدل أن الايمان بالله وتعظيمه وانه كبير وقوي سبحانه بدأت بمفعولها بنفس صاحبها، وأن هناك موازنة بين الحياتين، حياة بين كنف الإلهة وحياة على وجه الأرض
وهذا ما ميز صحابة رسول الله و وصلوا الى ما وصلوا اليه من فتوحات وانتصارات وحيزت لهم الدنيا وبدون أن ينثنوا عن الآخرة. لأن في قلبهم شيء واحد الله وماعنده من خير وابقى. فأعطاهم الله الدنيا والآخرة بإذنه.
شكرا اليك اختنا عائشة بهذه المشاركة العميقة الفحوى
وبأ نتظار شجون من الأشجان الأخرى عسى ان تكون روحنا دائما معلقة بين السماء والأرض.
تحياتي اليك