رد: النزول الى الارض
أولًا : أعجبني الترميز إلى ماتريد بهذا النص الجميل ، وبالرمز أحيانًا تصلنا الفكرة أكثر وضوحًا
الإنسان روح وبدن ، الإنسان في منزلة وسط بين الملائكة والحيوانات ، وهو بعد ذلك مخيّر ، إن اهتمّ بجانب الروح فإنه يرتقي ويرقى ، فكثيرًا ما يوصف الإنسان كريم الخُلُق بالـ " ملاك " وفعلًا كأنما هو يرتقي بهذه الروح عن سفاسف أمور الدنيا الفانية ، ويصبح سابحًا متدبرًا متأملًا في ملكوت الله ، ساميًا عاليًا عن كثير من الأمور ، وإن كان ببدنه يسير بين الناس ويعيش عيشهم ، ولكن روحه متساميّة إلى عالم آخر لايدركه معظم الناس ، عالم من الطمأنينة والسكينة والسعادة ، واتصال هذه الروح بنور السماوات والأرض ، هل هناك ارتفاع وعلو أعلى من هذا ؟
ماهو غذاء الروح ، إنها القيّم النابعة من الإسلام
فلنستعرض حال الأمة في صدر الإسلام حينما بُنيت مدنيتهم العظيمة وحضارتهم العريقة على القيم الروحية النابعة من الإسلام ، لم يكونوا يملكون من المرفهات الحضارية التي تهدف أول ماتهدف إلى خدمة البدن أي أمر بل كان عمر بن الخطاب ينام قرير العين في ظل شجرة في أحد أطراف المدينة ، ولكن ما ملكوه من حضارة روحية وقيم إسلامية أقام لهم دولة عظيمة ، أسقطت الامبراطورتين الحضارتيين آنذاك ، وحكمت من المحيط إلى المحيط
حقيقة الموضوع ذو شجون ، وقد يتفرع منه فروع كثيرة ، يستجلبها إلى الذهن الواقع المرير الذي يعيش فيه إنسان العصر الحديث
شكــــــــرًا لك أستاذ قانع
|