عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 23-05-2012, 11:12 PM   #22

حسين العتيبي

جامعي

الصورة الرمزية حسين العتيبي

 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
نوع الدراسة: ثانوي
الجنس: ذكر
المشاركات: 53
افتراضي رد: تجمع لمادة النصوص التاريخي hist 381

السلام عليكم ...هنا سأضع النصوص المتبقيه اسأل الله ان ينفعنا بها ويعيننا جميعا آمين

مدينة القسطنطينية
مدينة بيزنطة أو القسطنطينية أو اسطنبول – تعد واحدة من أجمل المواقع الطبيعية حالها كحال نيويورك أو سيدني أو هونج كونج. أنها مدينة رئيسة تتمتع بميناء عميق المياه يدخل البحر لقلب المدينة، فقرب المياه وأضواء الشمس المتكسرة على الأمواج ومنظر الأفق يشكل منظرا بديعا من الضوء.
لقد كان لموقع المدينة المتميز السبب في جعل قسطنطين في بداية القرن الرابع النظر لهذه المدينة كعاصمة جديدة للإمبراطورية الرومانية حيث يمكنه فرض سيطرته على الممرات البرية والمائية بين آسيا وأوروبا. أنه مكان مناسب وميناء آمن على خليج (القرن الذهبي) حيث يمكن بالاستعانة بالسلاسل لمنع السفن المعادية من الاقتراب ومنع خطر تدفق مياة البوسفور.
ولد قسطنطين في باكانز في نيس وهو ابن الإمبراطور قسطنطينوس كلورس، وقد عينته قواته إمبراطورا بعد وفاة والده. ونصب نفسه إمبراطورا للغرب والشرق بفضل فتوحاته العسكرية فبعد انتصاره على أعدائه قرر قسطنطين بأن الإمبراطورية بحاجة لعاصمة في الشرق قريبة من أشد منافسيه (الفرس) الذين يواصلون تهديداتهم بغزوه. وبدلا من مدينة (تروي) التاريخية التي نظر إليها في البداية كعاصمة للشرق قرر قسطنطين اختيار مستعمرة أسسها الإغريق من ميجارا في القرن السابع قبل الميلاد وتقع في الشاطئ الأوربي للبوسفور. وهذه المدينة المسماة (بيزنطة) تتحكم في مرور السفن في المياه الغادرة التي تربط البحر الميت ببحر مرمرة ثم تصب في بحر إيجه عبر مضيق الدردنيل.
بُنيت بيزنطة على مرتفع وهناك صور يقع على ميناءها بخليج القرن الذهني وتحدها المياه من ثلاث جهات، خليج القرن الذهبي من الشمال والبوسفور من الشرق وبحر مرمرة من الجنوب والتحصين المطلوب لحماية المدينة هو بناء صور بجهة الغرب. وتتحكم بيزنطة في ممرات تجارة العنبر والفراء والمعادن والخشب المربحة المنقولة بحرا من جهة الشمال والزيت والحبوب والبردي والكتان من جهة البحر المتوسط. وكذلك البهارات المصدرة من الشرق الأقصى بالإضافة إلى التجارة البرية بين الغرب وآسيا. لقد جعل قسطنطين بيزنطة عاصمة جديدة وأشتق لها أسما من أسمه كما فعل الاسكندر الأكبر مع الإسكندرية، فبعد ستة سنوات من البناء والعمل المضني أعلنت العاصمة الجديدة (القسطنطينية) في يوم 11 مايو 330 فأقيمت الحفلات الصاخبة العابقة بالفخر والزهو المدني العتيق والمهرجانات الحضرية وسباق الجياد والعربات وأقيمت كافة الرياضات الرومانية المفضلة ووزع الطعام والملابس والنقود على السكان. وقد فضل الأشخاص الذين يقيمون في هذه العاصمة الجديدة الاسم "بيزنطيون" ليشيروا لعلاقتهم للمستعمرة القديمة "بيزنطة" وليميزوا أنفسهم كمواطنين أصليين.
.................................................. ......................................
القضية الشرقية التقليدية (مشكلة احتلال الدولة العثمانية لأراضي أوربية)
خدم الشرق الأوسط أوربا كساحة صراع يتقاتل فيها المتنافسون الأوروبيون بأقل قدر من الخسائر وهذا لا يعني البتة بأن رجال الدولة الأوربيون قد قبلوا بالقضية الشرقية كواقع مسلم به حسب المنظور الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) ولكن من هم في سدة الحكم ويهيمون على الآخرين يجدون عادة أسبابا تبرر سيطرتهم وغالبا يكون الضحايا هم الملامون. وبناء على هذا فقد اعتبرت الدولة العثمانية واقعة في الخطاء لعدم كفاءتها أو ربما لعدم عدلها أو عدم مجاراتها لمتغيرات العصر. أيضا لم تكن نظرة الأوربيون القاسية للشرق الأوسط المحاصر نظرة نفاق بل آمن الأوروبيون في ذلك الوقت بالقيم التي يقوم عليها العالم الجديد الذي يحالون إنشاءه. فهم يؤمنون بأن الشرق الأوسط يجب أن ينتقل لعالم جديد وأي مقاومة كان ينظر إليها في أحسن الأحوال كالغرق في الظلام الدامس أو أنها لا أخلاقية في أسوءا الأحوال.
وبطريقة منهجية أصبح الشرق الأوسط ساحة واسعة لجمع وتلاقي الأوربيين بطريقة منظمة.
هذه السنوات لم يعد الشرق الأوسط نظام قوي لمواجهة أنظمة مجاورة أكثر قوة وعدائية ولكنه بدلا عن ذلك أصبح محتلا من الدول الأوربية وإن كان لم يندمج بشكل كامل بالنظام الأوروبي.
بدأت الدولة العثمانية تفقد أراضيها منذ بداية القضية الشرقية شيئا فشيئا حتى نهاية هذه الدولة تماما بعد الحرب العالمية الأولى. لقد نجح العثمانيون في بعض الحالات في الحصول على شروط أفضل نوعا ما وذلك اعتمادا على التدخل الأوروبي لتقليص المكاسب التي قد تحرزها دولة أوربية بعينها. وعليه كان عودة مستعمرة لوضعها السابق يعد نصرا للعثمانيين.
وقد ولد هذا المناخ لدى القادة السياسيون للشرق الأوسط أسلوبا دبلوماسيا يشوبه التأخير والمماطلة واللعب على عامل الوقت وإبراز النقاط الهامشية وبكلمة واحدة، رفض منح الخصم الهيمنة والمستوطنات المرغوبة سريعا. وقد تدرب العثمانيون على هذا الأسلوب جيلا بعد جيل خلال عصر القضية الشرقية. وفي نفس الوقت كانت القوى السياسية الأخرى في المنطقة سواء المستقلة تماما ما عدا المسمى مثل حكومات مصر وتونس أو أولئك القادة السياسيون محدودي التفكير الذين يعلبون خارج الحكومة المركزية العثمانية مع قوى أوروبية مؤقتة كالدروز والموارنة في لبنان أو المجموعات المحلية في البلقان يتلقون جميعا نفس المنهج والأسلوب العثماني. إن الانتصارات العظيمة للعثمانيين خلال الفترة من 1774 إلى 1923 كانت على خصوم أقل شأنا ( سواء تلك المقاطعات التي ما تزال جزء من الإمبراطورية أو المناطق العثمانية التي نالت استقلالها). ويبدوا أن العثمانيون حققوا انتصارا على اليونان فعلى سبيل المثال في عام 1897 وتصدوا أيضا لبلغاريا في حرب البلقان الثانية عام 1913. وفي الحالة الأولى كان للضغط العظيم الذي قام به اليونان منعه من أن يلحق به دمار كبير أما الحالة الثانية مع بلغاريا فقد كان لمصالح التحييد المتبادلة للقوى الخارجية الدور في منح العثمانيون النصر في الميدان. وفي كلا المثالين نرى الحدود الضيقة للمتغيرات العديدة للعثمانيين. إن شيوع نمط ( شرق أوسط بنظام إقليمي فرعي مندمج في نظام الدول الأوروبية مع نشاط سياسي مستقل) أكثر وضوحا بالمتناقضات: قوة أو ضعف العثمانيين عسكريا، انتصارات وهزائم العثمانيين والتي في كثير من الأحوال تعتمد على نتائج الأحداث أو تكون نتائجها عكسية. هُزم الجيش العثماني مرتين من قبل قوات محمد علي في الثلاثينات من القرن الثامن عشر ولكن النشاط الدبلوماسي الأوروبي منع محمد علي من تحقيق مأربه من هذا النصر ومكن كذلك القوات العسكرية للإمبراطورية العثمانية من الظهور بمظهر أكثر قوة.
من ناحية أخرى، ، قاتل العثمانيين جيدا في حرب القرم وفي الحرب الروسية العثمانية لعامي 1877- 1878 فقد جلب العثمانيين أسلحة كافية لميدان القتال وفي بيلفنا (حاليا بليفن في بلغاريا) شن القائد العثماني أسامة باشا عملية ذكية صد بها الهجوم الروسي وقام بثلاث هجمات على مدى ستة أشهر، ومع ذلك فإن الصمود في بليفن لم يساعد العثمانيون كثيرا. ربما لم تجرؤ روسيا على استنهاض المعارضة الأوروبية التي يمكن أن يسبب دخولها للقسطنطينية في التحريض.
وسعت روسيا لتصفية الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت. و كان ضعف الدفاع العسكري العثماني خلال شهري يونيو وديسمبر من العام 1877 محفزا لدور دبلوماسي أوروبي لتكون أوروبا الذراع الروسي. إن تجارب قرن قبل 1877 تقترح أن يكسب العثمانيون على طاولة المفاوضات أكثر مما يكسبونه على الأرض فعليا وأجبرت الدولة العثمانية على التخلي على خمسي أراضيها وخمس من سكانها حوالي 5.5 مليون نسمة نصفهم من المسلمين. ولم يكن أحد يؤمن في تعافي الامبراطورية العثمانية في هذه الظروف ومع ذلك كانت القوى العظمى الأروبية ممتنعة عن القيام بعمل حاسم ضد الدولة العثمانية حيث أن القضاء على هذه الإمبراطورية قد يخلق فوضى لا حصر لها وفي نفس الوقت كانت القوى الأوربية قلقة بشأن تقاسم الغنيمة (الدولة العثمانية) وبقيت كل دولة أوروبية تنظر وتراقب بقية الدول وتستعد بخطط طارئة للانقضاض على الدولة العثمانية حال تدهورها للفوز بأكبر قدر من الغنيمة. لقد أفضى هذا التوتر الأوروبي إلى نشؤ شكل معقد جدا من الدبلوماسية بين الأوروبيين، فبدأت الأحداث الاستباقية الحذرة والمراهنات والطرق الدبلوماسية الاستكشافية والتوسع في وضع خطط طارئة. وظهور هذه الأنماط الدبلوماسية كان علامة على تجزئة الإمبراطورية العثمانية. وظهرت هذه المخططات من عصر (كموك كيناركا) وحتى (لوسين) وكان بعض منها يعتمد على التفكير المتأني والبعض الآخر أكثر اندفاعية وكان بعضها أيضا جدي بينما الآخر هزلي
خطط تقسيم الدولة العثمانية:
1781-1782: مقترح كاثرين للنمسا: اقترحت تقسيم كامل للدولة العثمانية وإعادة بناء الإمبراطورية الإغريقية وتُحكم من القسطنطينية ويكون الحاكم هو حفيدها.
199-1801: اقتراح القيصر بول لفرنسا
1806: اقتراح روسي بأن تحتل بريطانيا مصر بينما تحصل روسيا على الإمارات (مولديفيا و والشيا)
1807: محادثات بشأن تقسيم الإمبراطورية العثمانية بين نابيلون والقصير الاسكندر خلال معاهدة مفاوضات (تيلست)
1829- 1830: خطة رئيس الوزراء الفرنسي الطموحة لإعادة تعيين الحدود في أوروبا تتزامن مع تقسيم الدولة العثمانية.
1833: اتفاقية منشنقراتز بين روسيا والنمسا لوضع خطط طارئة
1844: الإئتلاف الروسي الانجليزي (مذكرة نيسرود) وأيضا خطة طارئة
1853: جهود القيصر نيوكلاس لإقناع بريطانيا بأن حالة الطوارئ قادمة وأن رجل أوروبا المريض بدأ في الاحتضار.
1876-1877: التخطيط الروسي النمساوي للعمل على تقسيم الدولة العثمانية ولو جزئيا في وقت "الأزمة الشرقية"
1876: خطة بيسمارك لتسوية النزاعات الأوروبية عن طريق تقسيم الدولة العثمانية
1895- 1896: ساليسبيري، مبادرات التقسيم مع ألمانيا سواء كـ "بالون تجارب" أو جس نبض حقيقي (اختلف في ذلك المؤرخون) وقاموا باتخاذ خطوة لتخلي بريطانيا عن دعم الإمبراطورية العثمانية.
1915-1917: التجمع المحير لبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا لمناقشة وقت الحرب ويشار إلى هذا التجمع كـ "اتفاقية ساكيس بايكوت"


.................................................. .................................................
الشرطة والحرس في التأريخ الإسلامي
شهد عصر معاوية تطورا في مفهوم الشرطة والحرس فقد تحول إلى مؤسسات قائمة بحد ذاتها. وقد وجدت بعض المراجع القليلة للشرطة من عصر الخلافة "ا وما بعدهم". وفي الأصل مصطلح الشرطة قُصد به (اختيار القوات) وتطور بعد ذلك ليعني "البوليس" أو قوات الأمن. وفي العام 33هـ / 653م كان لحاكم الكوفة سعيد بن العاص "صاحب شرطة" وكان للخليفة علي بن أبي طالب مسئول شرطة يدعى قيس بن سعيد وذلك بعد رجوع الخليفة من موقعة صفين. وقد أمر معاوية بأن يكون الحرس والشرطة برفقته ليلا نهارا بعد فشل الاغتيال المدبر له عام 40هـ/ 661م. وتعد قوائم بأسماء قادة شرطة الخليفة وكان كل القادة تقريبا من القبائل العربية خلاف قادة الحرس (أصحاب الشرطة) الذين كان معظمهم من غير العرب (موالي).
إنه لمن الواضح من خلال حكم معاوية تطور الشرطة في العراق. فكان حاكم البصرة عبد الله بن عامر الذي عين عام 41هـ/ 661م لديه شرطة. وتحت المغيرة بن شعبة في الكوفة عملت الشرطة في مهام الأمن. وأسس زيد بن أبي سفيان بعد توليه حكم البصرة عام 45هـ/665م الشرطة بقوة بلغت 400 رجلا وكانت مهامها تتمثل في فرض القانون والنظام وحظر التجول. وقامت الشرطة بالمهمة السياسية الحساسة المتمثلة في القضاء على هجر بن عدي عام 51هـ/ 671م، وقامت الشرطة تحت إمرة قائدها حسين بن تميم بدور رائد في قتل الحسين بن علي في كربلا عام 61هـ/ 680م. وكان لدى عبيد الله بن زياد شرطة مزودين بالسيوف وكان ثلاثين منهم يعملون بقصره بالكوفة حيث تمكن في العام 60هـ/ 680م من قمع الشيعة أتباع مسلم بن عقيل بينما كان يقوم بهجوم مضلل. وعندما أراد قاطع الطريق عبيد الله بن الحر تحرير زوجته، شن هجوم مباغت على السجن في الكوفة بالفؤؤس والكلاليب الحديدية، وتصدت هنا الشرطة لهذا الهجوم. وكان للشرطة دور احتفالي فعندما قام مرافق الحاكم وزياد بعمل برتوكول لقائد الشرطة يحمل حراب احتفال أمامه كانت الشرطة مسلحة بالسيوف ولكن الأسلحة الحقيقية كانت العصى (عامود) تستخدم لقمع الاحتجاجات المدنية. وسمى قائد الشرطة – والذي كان من أصل عربي- بأمير الشرطة في البداية ولكن "صاحب الشرطة" طغى على هذا المسمى. وقد وظف زياد الحرس وكان تعداده 500 رجل ويكون اجتماعهم في المسجد.
وبنهاية حكم معاوية أصبحت الشرطة والحرس وحدتين عسكريتين بحيث أصبحت جزء أساسي من أجزاء الحكومة الإسلامية. وكان قائد شرطة الخليفة والحرس (صاحب الشرطة وصاحب الحرس) جزء رئيسيا من الدولة في العهد الأموي وأوائل العهد العباسي. وكل عاصمة منطقة في الدولة كان لديها الشرطة الخاصة بها ويعين الصاحب بأمر الحاكم وعادة يكون من المعروفون لديه. ويصح القول بأن الشرطة والحرس كانتا القوات الجاهزة والحاضرة للخلفاء والحكام.
المراجع " أسلحة الخليفة" بقلم هوف كيندي، أصدرتها راوتليج لندن
.................................................. .الأراضي العربية كمناطق تركية
كانت بقية الدول العربية في الشمال الأفريقي تدور في فلك الهلال التركي الصاعد ومنها الجزائر (دولة نوميديا الرومانية) كانت هي الأولى ففي عام 1518 بعد فتح مصر بسنة واحدة قام خير الدين باربرسا واخيه، وهما قرصانين عثمانيين ولدا في اليونان بغزو الجزائر ووقف الانتهاكات الاسبانية ومنحوا الأرض للباب العالي وبالمقابل منحت الدولة العثمانية خير الدين لقب "قائد القادة" أرفع وسام عسكري. بدأ خير الدين بناء ارستقراطية عسكرية بفيلق من الإنكشارية "تعني الجنود أو الجيش الجديد" كعمود فقردي لهذه الارستقراطية كما نظم للسلطان أسطولا مجهز بأسلحة جيدة وطاقم محنك من المنشقين النصاري اليونانيين والإيطاليين. وكان الأسطول جاهزا لتنفيذ سياسات الإمبراطورية في البحر المتوسط بل أنه جعل أسم الإمبراطورية العثمانية يفشي الرعب في الساحل الأسباني. كما فعل الإنشكارييون الذي جعلوا اسم الدولة العثمانية مهيبا على ضفاف نهر دجلة شرقي تركيا. وبهذا تم تثبيت جار خطر غربي تونس (أفريقيا الرومان) واستغل خير الدين النزاعات على العرش في تونس وقام باحتلالها عام 1534 ومع هذا لم تخضع كمنطقة تركية حتى أربعين عام تلت، وقاد القوات البرية القائد سنان باشا وهو قائد لامع من أصل ألباني وتمكن هذا القائد أيضا من شن حملة عام 1568 أبان توليه حكم مصر على اليمن وأخضعها للحكم العثماني. وقبل سنان باشا كان هناك قائدا بحريا عظيما ربما كان من أصل نصراني يدعى بيريريس وكانت حروبه جنوبي وشرقي ساحل الجزيرة العربية واحتل عدن، 1547 ومسقط 1551 وواصل هجماته حتى راس الخليج العربي. واكتشفت مؤخرا خريطة لهذا القائد تدعى خريطة كولومبس وتوضح المحيط الأطلسي وأمريكا
تسمى حكام تونس ب" بيك" لقرن من الزمان ثم تغيير هذا اللقب بعد العام 1705 ليصبح "داي" .
طرد سنان باشا وقائدين تركيين آخرين فرسان السير جون حاكم مالطة من طرابلس وذلك قبل وضع نهاية للحكم الأسباني وللعائلات المحلية في تونس وفي عام 1551 احتل سنان مدينة طرابلس (طرابلس الغرب) ويعود الاسم الإغريقي لطرابلس إلى ثلاث مستعمرات فينيقية- قرطاجية وشكلت في ذلك الوقت مع الأراضي المجاورة مقاطعة طرابلس تحت الحكم الروماني. وكان العنصر البربري هو الأضعف في المنطقة في ثلاث دول باستثناء المناطق الجبلية في المغرب الأقصى (موريتانيا الرومانية) حيث يشكل البربر نصف السكان وقد ازداد عدد البربر ليس من الشرق إلى الغرب فحسب بل أيضا من الشمال إلى الجنوب.
أصبحت طرابلس وتونس والجزائر من ضمن مقاطعات العثمانيين ولكن الحقيقة أنها شبه مستقلة وحكامها كانوا من نفس المنطقة لفترات طويلة وورثوا حكمهم لأبنائهم وأحفادهم. وميز هذه المناطق الثلاث أن الحكم فيها للأقلية العسكرية. وكانت تدفع الجزية السنوية للباب العالي والتي كانت تأخذ شكل هدية أكثر منها جزية. وشهدت هذه الدول الثلاث اضطرابات يثيرها عملاء للدولة العثمانية. من 1771 إلى 1835 حكمت الدولة (قرامانلي) (حكام سلالة واحدة). لقد أدى ضعف الأسطول العثماني من بداية القرن السابع عشر وما بعده لضعف قبضة الدولة العثمانية على أفريقيا وسمح ذلك للحكام في أفريقيا سواء ذو لقب "باشا" أو "بيك" أو "داي" بممارسة قدر عظيم من الحكم الذاتي أكبر بكثير مما يصير في مصر وسوريا.
تحولت المناطق البربرية إلى ولايات قراصنة وكانت هذه الولايات تقود حملات القراصنة لمواجهة المسحيين تحت مسمى الجهاد واصبحت القرصنة مهنة مربحة للفرد وللحكومة. وتم فرض مبلغ معين على الأسرى والغنائم. فالأسير يتحفظ به طمعا في الفدية أو يباع كرقيق. وكان هذا الدخل هو المصدر الرئيسي لخزينة الدولة لنحو ثلاثة قرون بل أن سفن القراصنة كان لها تواجد دائم كوحدات في الأسطول العثماني. لقد كان معظم المخربين الذين يجلون في البحر الابيض المتوسط من المسلمين الأسبانيين المنفيين وقد أصبح عملهم التخريبي وباء في البحر وبلغ هذا النشاط ذروته في النصف الأول من القرن السابع عشر متعرضا لسواحل إيطاليا وفرنسا وأسبانيا. وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر فرضت العمليات البحرية البريطانية والفرنسية احتراما لأعلامها في البحر ولكن بعض القوى في المنطقة استمرت في دفع الجزية لضمان حصانة مواطنيها وتجارتها من هجمات القراصنة وأن كانت تلك الحصانة تعد مؤقتة ومن هذه القوى هولندا والدنمارك والسويد وحتى الولايات المتحدة الأمريكية دفعت الجزية مقابل سلامتها. وفي العام 1783 اشتركت في حرب مع الجزائر، قيادات لصوص البحر. وفي عام 1801 أصر كرمانلي (حاكم) طرابلس على زيادة مبلغ الجزية المقدر 83000 دولار الذي تدفعه الولايات المتحدة سنويا منذ العام 1196 وعلى أثر ذلك نشبت الحرب التي استمرت أربع سنوات وفي 1815 قامت قوة مقاتلة بحرية من أمريكا بزيارة طرابلس وكانت هذه الخطوة هي المحفز لتطوير الأسطول الأمريكي.
إن معظم الفتوحات في شمال أفريقيا كانت خلال حكم سليمان الأول (1520- 1566) ابن فاتح سوريا ومصر والرجل الذي تحت إدارته بلغت الإمبراطورية العثمانية أوج قوتها، فقد فقدت هنقاريا جزء كبيرا من أراضيها فحوصرت فينا واحتلت رودوس. وبهذا كانت الامبراطورية العثمانية تمتد من بدابيست على نهر الدانوب إلى بغداد على نهر دجلة ومن شبه جزيرة القرم إلى نهر النيل وتعتبر بذلك أكبر دولة اسلاميه في العصور الحديثة وليس هذا فحسب بل أعظم دولة صمدت وبقيت على مر العصور وحكمها ما لا يقل عن 36 سلطانا من العثمانيين خلال الفترة من 1300 إلى 1932.
عرف سليمان بين شعبه بلقب تشريفي (القانوني) لقوله "أنا القانون والقانون أنا" وبسبب ذلك اعتمدت الاجيال اللاحقة أنظمة تحمل هذا الاسم. كلف سليمان حاكم حلب 1549 المدعو ابراهيم الحلبي بتجميع كتاب (ملتقى الأبحر) وبقي هذا الكتاب القانون المعتمد للعثمانيين حتى القرن التاسع عشر حيث بدأ التوجه للإصلاح على النهج الأوروبي. كان سليمان حاكما عظيما فكان مجلسه من أعظم المجالس في أوراسيا. تأمل معي في هذه الرسالة الموجه إلى ملك فرنسا:
" أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين ، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين ، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والأناضول والروملّي وقرمان الروم ، وولاية ذي القدرية ، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر أنا السلطان سليمان خان ابن السلطان بايزيد خان إليك يا ملك فرنسا..........."

بنى سليمان في العاصمة وبعض المدن الأخرى المساجد والمدارس والمستشفيات والقصور والأضرحة والجسور وقنوات المياه والخانات والحمامات العامة وبنى المعماري سنان 235 منها وهو مسيحي من الأناضول ووجد طريقه الى القسطنطينة كمجند وأصبح بعد ذلك معماري مشهور وقام بأرقى أعماله عندما بناء المسجد المسمى "السليمانية" تجسيدا لاسم سيده وللتفوق على سانتا صوفيا. وتزيد قبته بستة عشر قدما عن كاتدرائية جستنيان وزين المحراب والجدار الخلفي للمسجد بالبلاط الفاخر على الطراز الفارسي وكانت الإضاءة تنير المدينة على البسفور.
امتزجت الثقافة التركية وتأثرت بعناصر عدة كالتواصل مع الفرس وكان تواصل العثمانيين بالفرس حتى قبل الهجرة إلى غرب آسيا. وجاءت الزخارف الفنية والأنماط الأدبية والأفكار السياسية كتمجيد الملوك. وساهم البيزنطيين عن طريق سلاجقة الروم في التأثير على الدولة العثمانية وجلب فكرة المؤسسات العسكرية والحكومية ولكن فوق كل هذا كان تأثير العرب واضحا وجليا على الدولة العثمانية فالعرب هم معلمو الترك كما كان الإغريق معلمي الرومان فأكتسب الأتراك من العرب العلوم والدين بمبادئه الاجتماعية والاقتصادية وكذلك الحروف العربية التي استمرت حتى 1928. وبينما وجدت في آسيا الوسطى نصوص تركية أدبية مكتوبة وأن كانت قليلة إلا أن الرسم السرياني كان متواجدا واستعيرت الالاف من المصطلحات الدينية والعلمية والقانونية من العربية والفارسية والعديد منها ما زال ضمن اللغة التركية اليوم.
لقد كانت الامبراطورية العثمانية – مثلها مثل الرومان والعباسيين قبلهم- نظاما عسكريا يحكمها سلالة واحدة ولم يكن هدفها رفاه تابيعيها بقدر رفاه السلطان. وهؤلاء التابعين هم من جنسيات عربية عدة: سوريين وعراقيين ومصريين وبربر وأكراد وأرمن وسلافين (شعوب شرق أوربا –هندوأوربيان) وأغريق وألبانيين وكان لهذا اثره في التنوع والتمازج واللغة حيث ضم آل عثمان بحد السيف هذ التنوع في دولة واحدة. وفضلت العائلة الحاكمة في تركيا لقب عثماني على تركي. بقي الأتراك أقليه مهيمنة ولكنهم لم يحالوا القيام بأي عملية استعمار للبلاد العربية بل أنهم أيضا حافظوا على نقاء دمائهم بعدم الزواج من غير المسلمات ومنح الجنسية لكل من يدخل في الإسلام ويتكلم التركية وينضم للخدمة المدنية والعسكرية فتم تجنيد الغلمان وكذلك الاستفادة من الشباب من غيرا المسلمين في الأعمال العسكرية والخدمية ودفع كثير من هؤلاء القادة لاحقا في العاصمة وبهذا كانت الامبراطورية العثمانية هم من ضمت مختلف الجنسيات ومكنتهم من تبؤ أرقى المناصب.



...........



 

حسين العتيبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس