مدخل 
العطاس من الله عز وجل يحبه الله لأنه يدل
على النشاط والخفة وشرع للإنسان إذا عطس أن يقول " الحمد لله "
لأنها نعمة أعطيها فليحمد الله عليها , فيقول إذا عطس ,
سواء كان في الصلاة أو خارج الصلاة في اى مكان كان ,
فإذا عطس كان حقاً على كل من سمعه أن يقول له "يرحمك الله "
ويرد عليه العاطس بقوله " يهديكم الله ويصلح بالكم "
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله جل في علاه:
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
الأحزاب21
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "
إن الله يُحِبُّ الُعطاسَ وَيَكْرَهُ التَّثاُؤبَ، فَإذَا عَطَس أحَدكُم وحمد الله تعالى
كانَ حقَّا على كل مسلم سمعهُ أن يقول له يرحمك الله وأما التّثاوب فإنما
هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردُّهُ ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضَحِكَ منه الشيطان"رواه البخاري.
إن من حقوق المسلم على المسلم أن يشمته إذا عطس ،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا عطس
فحمد الله فشمته" فقيد ذلك بما إذا حمد الله .
فإذا عطس الرجل وحمد الله وسمعته فشمته، يعني قل : يرحمك الله ، فإذا قلت يرحمك الله ،
وجب عليه أن يقول : يهديكم الله ويصلح الكم ، هكذا جاء الحديث عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه يقول في الجواب :" يهديكم الله ويصلح بالكم"
حُكم تشميت العاطس إذا حمد الله ؟
لكن هل تشميت العاطس إذا حمد فرض عين أو فرض كفاية؟ يعني :
هل يكفي واحد من الجماعة إذا شمته عن الجماعة، أم لا بد على كل من سمعه
أن يشمته؟ والجواب : أنه ذهب بعض العلماء على أن التشميت فرض كفاية ؛
فإذا كنا جماعة وعطس رجل وقال الحمد لله ، فقال أحدنا له : يرحمك الله كفى.
وقال بعض العلماء : بل تشميته فرض عين
على كل من سمعه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسم قال :" كان حقاً
على كل من سمعه أن يقول يرحمك الله " وظاهر هذا أنه فرض عين ،
فعلى هذا كل من سمعه يقول له : يرحمك الله ، ويقول هو : يهديكم الله
ويصلح بالكم ، ويكفى منه ردّ واحدٌ على الجميع ، إذا نواه للجميع كفى.
إذا عطس شخص ولم يحمد الله ؟
فإن عطس ولم يحمد الله فلا تقل : يرحمك الله، تعزيزاً له على عدم حمده لله
عزّ وجلّ ، يعني كما أنه لم يحمد الله فاحرمه هذا الدعاء ، فلا تقل له :
يرحمك الله ، ثم هل تذكره وتقول : قل الحمد لله أو لا تذكره ؟ والجواب :
من المعلوم أنه يحتمل أنه قد ترك الحمد تهاوناً، ويحتمل أنه تركه نسياناً ،
فإن كان تركه نسياناً فذكره وقل له : احمد الله ، وإن كان تركه تهاوناً فلا تذكره
، ولكن أين إلى العلم بذلك ؟ وكيف أعلم أنه نسيان أو انه تهاون؟ ظاهر الحديث "
فحمد الله " أنه إذا لم يحمد الله لا تشمته ولا تذكره مطلقاً.
ولكن يمكنك فيما بعد أن تعلمه وتقول له: إن الإنسان إذا عطس فإنه يحمد الله
على هذا العطاس؛ لأن العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، العطاس
دليلٌ على نشاط جسم الإنسان ، ولهذا يجد الإنسان راحة بعد العطاس.
-عن أبي موسى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ "إذا عَطَس
أحدُكُم فحمد الله فشمتوه، فإنْ لم يحمد الله فلا تُشمتوه"رواه مسلم.
- آداب العطاس :
- ينبغي للإنسان إذا عطس أن يضع ثوبه على وجهه وفى ذلك حكمتان: الأولى : انه قد يخرج مع هذا العطاس أمراض تنتشر على من حوله .
الثانية : انه قد يخرج من انفه شيء مستقذر تتقزز النفوس منه , فإذا غطى وجهه صار ذلك خير .
مخـــرج
ذكر أن اليهود كانوا يتعاطسون عند النبي - يعني يتكلفون العطاس من أجل أن
يقول لهم : يرحمكم الله[408] ، لأنهم يعلمون أنه نبي وأن دعاه بالرحمة قد ينفعهم ،
ولكنه لا ينفعهم ؛ لأن الكفار لو دعوت لهم بالرحمة لا ينفعهم ذلك ، بل لا يحل لك أن
تدعو لهم بالرحمة إذا ماتوا ولا بالمغفرة، لقول الله تعالى : (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (التوبة:113).