بيعة العقبة الأولى
في موسم سنة 12 من البعثة جاء إلى مكة اثنا عشر رجلا من الأنصار ولقوا الرسول عند العقبة ( بمنى ) فبايعوه وهذه البيعة اشتهرت ( ببيعة العقبة الأولى ) ( وعرفت ببيعة النساء )
ولم تنص هذه البيعة على حرب أو قتال ولكنها بيعة على عدم الشرك بالله ، ولاتسرقوا ، ولاتزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم خشية فقر ، ولاتأتوا ببهتان ، ولا تعصوا في معروف .
وقال لهم الرسول : من وفى منكم فأجره على الله ، وأرسل معهم الرسول ( مصعب بن عمير ) يعلمهم الدين
بيعة العقبة الثانية
كانت في موسم حج سنة 13 من البعثة فقد جاء من مسلمي يثرب 75 ( منهم 62 من الخزرج و11 من الأوس )
وامرأتان ، والتقى بهم الرسول مع أبي بكر الصديق ، وعمه العباس بن عبد المطلب وكان لازال مشركا فقد حضر مع ابن أخيه لخوفه عليه ،
فقال لهم العباس : أن محمد في مأمن بين أهله ، فأن كنتم ترون أنكم وافون له ومانعين الاذي عنه فلكم ذلك وإلا أتركوه بين أهله ، ثم بعدها تكلم الرسول معهم .
فأجابوا الرسول بهذا القول : ( والذي بعثك بالحق لمنعنك مما نمنع منه أزرنا ، فبايعنا يارسول الله فنحن والله أبناء حرب وأهل قتال )
ولكنهم سألوا الرسول قائلين : ( هل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ) ، فتبسم الرسول وقال : ( بل الدم الدم والهدم الهدم ، أنا منكم وانتم مني ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم )
الهجرة إلى يثرب وموقف قريش منها
أسس الرسول ( نواة الإسلام ) في بيعة العقبة الأولى والثانية
لذلك هاجر المستضعفون المعذبون من قرش إلى يثرب .
كما هاجر حتى الأقوياء إلى يثرب أمثال
(حمزة بن عبد المطلب )
موقف قريش
اتخذت قريش أساليب ضد دعوة النبي ونجاحها في يثرب منها :
1 - أسلوب التفريق بين الرجل وزوجته وولده .
2 - أسلوب التجريد من المال وسلبه .
3 - أسلوب محاولة إرجاع من دخل يثرب مهاجرا .
4 - أسلوب الحبس والسجن لمنعهم من الهجرة .
الفصل الخامس
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى يثرب وبناء المجتمع الإسلامي
تأمر قريش على قتل الرسول
تشاور القرشيين في ( دار الندوة ) ودار نقاش طويل بينهم في ماذا يفعلون بمحمد ، فأقترح أبو جهل اقتراح استحسنه جميع سادات قريش وهو :
( أن تأخذ كل قبيلة شابا جلدا نسيبا وسيطا فينا ، ثم نعطي كل واحد منهم سيفا صارما ، ثم يضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه ، فان فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا ، ولا تقدر بني هاشم على أن تأخذ بثأره ، ويرضوا بالدية ، وتهيئوا للإسراع في تنفيذه )
ذهب الرسول إلى أبي بكرا لصديق واخبره أن الله أذنه بالهجرة إلى يثرب ففرح أبي بكر وأعد راحلتين للذهاب معه واستأجر دليلا ماهرا اسمه ( اريقظ ) مع انه كافر لكنه يثق بأمانة الرجليين .
كان خروج الرسول في وقت تنفيذ خطة قريش لقتله ، فأطلعه الوحي على ذلك فطلب الرسول من ابن عمه ( علي بن أبي طالب ) أن ينام ليلتها في فراشه ، ولما دخلت قريش لقتل النبي وجدت علي بن أبي طالب بدلا من الرسول .
خروج الرسول ووصوله إلى غار ثور
خرج الرسول من مكة إلى غار ( ثور ) بالقرب من مكة ومكث في الغار ثلاث ليال ، وكانت تصله أخبار قريش وكلف أبو بكر أهل بيته إيصال الطعام إليهما ، فكانت ( أسماء بنت أبي بكر ) تقوم بهذه المهمة .
( وسميت أسماء بنت أبي بكر بذات النطاقين ) لأنها شقت حزام وسطها إلى قطتين وعلقت في جراب الأكل والأخر ربطت به وسطها .
موقف كفار قريش من هجرة الرسول
1 - استجوبوا أسماء بنت أبي بكر فلم يخرجوا بطائل .
2 - لجئوا إلى من يقص الأثر ووصلوا إلى غار حراء حيث انقطع الأثر ، وأبو بكر يهمس للنبي والرسول يقول له : ( ماظنك بأثنين الله معهما ) ولما وصل كفار قريش إلى الغار رأو العنكبوت مبنية خيوطه على الغار فاستبعدوا وجوده في هذا المكان .
3 - ووجدوا راعيا فسألوه هل رأيت محمد وأبا بكر فقال : لم أرى أحدا ، فرجعوا خائبين .
وصول الرسول إلى يثرب وأبو بكر واستقبالهما له
1 - جاءهم الدليل ( اريقظ بعد ثلاثة أيام ) من بقاءهم في الغار ومعه الراحلتان فركبها وسلكوا طريق ساحل البحر الأحمر ومعهم الدليل .
2 - أغرت قريش من يأتي بمحمد حيا أو ميتا إعطائه مائة من الإبل ، فاغري ذلك العطاء ( سراقة بن مالك ) فتتبع الرسول ورئه فلما رآه دعي علية فدخلت رجلا فرسه في التراب
فطلب من الرسول أن يخلصه فدعا له الرسول وخلصت يدا فرسه ، فأيقن فكان كل من سأل سراقة عن محمد وصاحبه أجاب انه لم يلقى أحدا
دخول الرسول وصاحبه أبو بكر إلى يثرب
دخل الرسول يثرب يوم الجمعة في السادس عشر من شهر ربيع الأول ، فصلى بالمسلمين الجمعة في وادي يقال له
( رانوناء ) وصلى بالناس ( وهي أول جمعه صلها الرسول بيثرب ) ، وأول ( خطبة خطبها في الإسلام ) .
ثم خرج أهل يثرب لاستقباله مكبرين ، مهللين ، مرحبين بوصوله الميمون ، فكان يوم فرح وسرور ، وابتهاج ، وغنى بنات المدين بأغنية طلع البدر علينا .
ولما دخل الرسول يثرب ( سميت بالمدينة )
مجتمع يثرب قبل الهجرة
سكان يثرب أو المدينة المنورة هم :
1 - اليهود :
وهم عبارة عن جاليات متعددة الفروع في أماكن كثيرة من منطقة يثرب والطريق المؤدي إلى الشام منهم بنو قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قريظة .
وكان اليهود يتحكمون في يثرب اقتصاديا وسياسيا قبل مجيء الرسول إليها ، وخضع لهم سكان يثرب من الأوس والخزرج
2 - الهرب ” الأوس والخزرج ”
كانت بطون الأوس والخزرج سكان يثرب من العرب ينتمون إلى قبيلة الأزد اليمنية .
والأوس والخزرج أخوان فهما من أبناء ثعلبة بن عامر بن ماء السماء .
وانقسمت كل قبيلة إلى بطون كبرى ، وكل بطن إلى بطن اصغر ، حتى وصلوا إلى أربعين بطنا .
جاؤوا إلى يثرب على اثر انكسار سيل العرم .
ثم بدأ في يثرب الصراع بينهما منها على سبيل المثال : يوم الفجار ، وحرب بعاث .
وكان اليهود يفرحون بالصراع القائم بين القبيلتين ، وكان رجل يسمى ( عبد الله بن أبي سلول ) رشح على آن يكون ملكا عليهم .
فكان قدوم النبي عليهم وهم في هذه الصراعات مقدم خير لكل منهما .
أسس بناء المجتمع الإسلامي في الدولة الإسلامية بيثرب ” المدينة ”
لما وصل الرسول إلى المدينة بدأ في وضع اللبنات الأولى لبناء الدولة الإسلامية منها :
1 - بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وحجرات سكنه .
2 - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ـ رضي الله عنهم ـ
3 - وضع صحيفة ” الدستور ” في الدولة الإسلامية .
4 - وضع ميثاق التحالف الإسلامي بين المهاجرين والأنصار
5 - وضع معاهدة بين اليهود والمسلمين في المدينة .
ارجع إلى الكتاب في ص 122 وص 123 ص 124
الفصل السادس
الجهاد العسكري للمسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
السرايا والغزوات قبل غزوة بدر
لما دخل الرسول المدينة علم أن قريش لن تتركه ينعم فيها بالاستقرار دون اذائة فقرر أن يتحرش محمد بقريش قبل أن تبدأ قريش به وهو :
التعرض لقوافل قريش التجارية أثناء ذهابها وإيابها ، أو عودتها من الشام إلى مكة وتنقسم حملات الرسول التي بدأ يوجهها إلى قسمين هي الغزوات والسرايا .
تعريف الغزوة : هي التي خرج بها الرسول مع المقاتلين .
تعريف السرية أو البعث : وهي التي لم يخرج فيها الرسول بنفسه ويعقد لوائها إلى قيادة رجل من أصحابه .
وقاد الرسول أربع غزوات قبل غزوة بدر الكبرى ، وأرسل أربع سرايا قام بقيادتها صحابته ومن أهدافها الآتي .
1 - استكشاف تحركات العدو ، وتأمين إطراف المدينة .
2 - تهديد طرق تجارة قريش إلى الشام والتعرض لقوافلهم .
3 - تحقيق الانتصارات للمسلمين الذين ظلموا من قريش .
4 - عقد المحالفات مع القبائل التي تسكن المنطقة .
5 - رغبة النبي في أن تشعر قريش أن المدينة قوة إسلامية بإمكانها قطع القوافل المتجهة إلى الشام والاستيلاء عليها .
6 - إبلاغ رسالة الله عز وجل ونشر الدعوة الإسلامية قولا وعملا .
سرية حمزة بن عبد المطلب
أول سرية : كانت سرية حمزة بن عبد المطلب ، وكانت في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة ، فقد عقد له الرسول لواء ابيض في ثلاثين رجلا من المهاجرين ، واعترضوا قافلة لقريش عند ساحل البحر الأحمر قادمة من الشام إلى مكة فيها أبو جهل ومعه 300 راكب من أهل مكة ، وكاد يقع قتال لولا وجود حليف بين الفريقين ، ثم عاد حمزة إلى المدينة دون قتال .
سرية عبد الله بن جحش
سرية عبد الله بن جحش : كانت في السنة الثانية من الهجرة
ذهب بها عبد الله بن جحش إلى ( نخلة ) بين مكة والطائف لاستطلاع أخبار قريش ، ورصد فيها أخبارهم وتدابيرهم العسكرية والحربية ، وحصل في هذه السرية اشتباك بين القرشين والمسلمين ، فانتهزت قريش ذلك وذاعت بين العرب أن محمد استحل الشهر الحرام وسفكوا الدماء لان الاشتباك وقع في شهر رجب ، وهنا نزل الوحي على الرسول يؤيد مسلك عبد الله بن جحش ، لأنه لم يشتبك بهم إلا لرد العدوان الذي بدؤوه القرشيين .
غزوة بدر الكبرى
كانت غزوة بدر الكبرى : في اليوم السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة وهي أول معركة كبيرة في الإسلام كانت بين السامين والمشركين ، وانتصر فيها المسلمون .
أسباب غزوة بدر
علم الرسول أن قريش حملت ألف بعير ، قيمتها لاتقل عن خمسين ألف دينار من الذهب ، وعليها أبو سفيان ، وحرب بن أمية ، ويقوم على حراستها 30 أو 40 رجلا ، قادمة من الشام إلى مكة ، فخرج الرسول أثناء مرورها ولم يكن في نية الرسول القتال وإنما أراد الرسول أن يعترض طريق القافلة ليفجع قريش في أموالهم وأنفسهم ، واستيلاء المسلمين على القافلة يعوض المسلمين أموالهم التي صادرتها قريش في مكة ، وحينما علم أبو سفيان بخروج الرسول والمسلمين
استنجد بأهله في مكة ، وغير مسير القافلة ، وفي الوقت الذي تأهب فيه القرشيين لإنقاذ القافلة ، أرسل أبو سفيان إلى أهله بنجاة القافلة .
لكن قريش صممت أن تسير إلى ( بدر) بأعدادها التي هيأتها لإنقاذ القافلة وكان عددهم مابين 900 أو 1000 رجل لتظهر للمسلمين ولغيرهم قوتهم .
موقف المسلمين بعد نجاة القافلة
استشار الرسول المهاجرين والأنصار فاجمعوا على ملاقاتهم فقال الرسول : ” سيروا وابشروا فان الله وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني انظر إلى مصارع القوم .
نشوب الحرب :
التقى الجمعان في يوم الجمعة 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة .
وبدأت الحرب بالمبارزة فسقط أشراف مبارزيها قتلى ، فاندفعت قريش في الهجوم على معسكر المسلمين ، وكان شعار المسلمين أحد ....احد وفي غزوة بدر حاربت الملائكة مع المسلمين .
وأسفرت غزوة بدر عن انتصار المسلمين على قريش ، وأقام الرسول ببدر ثلاثة أيام ثم عاد إلى المدينة .
نتائج غزوة بدر :
كانت هزيمة المشركين في بدر لها أصداء خطيرة على اليهود سكان المدينة ، واستعلى المسلمون في المدينة على اليهود ، فانخذل اليهود ، وظهرت أحقادهم ، وغاظهم وأرعبهم ، انتصار المسلمين في بدر رغم أنهم كانوا لايتوقعون إلا هزيمة المسلمين ، مما دفع الرسول إلا إجلائهم عن المدينة .
الفصل السابع
نشاط المسلمين العسكري
غزوة بني قينقاع
هم من يهود المدينة ، وكان لهم سوق يسمى باسمهم ،وكانوا يصنعون الذهب والفضة والأسلحة ،وكانوا مواليين للخزرج
وحلفاء لعبد الله بن أبي سلول ، وكان عددهم مابين 400 راجل
و300 دارع .
لما رحل الرسول إلى المدينة في السنة الأولى للهجرة ، كانوا جوار المسلمين ، وارتبطوا مع المسلمين بعهود ومواثيق ولكنهم نبذوها وبدأوا مع المسلمين بالشر .
وكانت غزوة بنو قينقاع يوم السبت في السنة الثانية من الهجرة
وكانوا يتحرشون بالرسول بالقول ، وبعد ذلك قرنوا القول بالفعل .
وقصتهم : أن امرأة مسلمة جلبت بضاعة وباعتها في سوقهم ، وذهبت إلى بايع ذهب منهم لتشتري مصاغا ، فجلست وكان حولها يهود ، فعابوا عليها ستر وجهها وطالبوها بكشفه ، فأبت حفاظا على عفتها ، فما كان من احد اليهود إلا أن غفلها وربط طرف درعها من أسفله بطرف خمارها .
فلما قامت انكشفت عورتها ، فصاحت المرأة المسلمة مستغيثة ، فوثب رجل من المسلمين على اليهودي وقتله ، واجتمعت اليهود على المسلم فقتلوه ، وبهذا نقض يهود بني قينقاع عهدهم .
فلما علم الرسول توجه إليهم على رأس جيش من المهاجرين والأنصار ، فلما علموا بمقدم الرسول تحصنوا في حصونهم فحاصرهم الرسول 15 يوما ، فلما أحسوا بالعجز ، طلبوا من الرسول أن ينزلوا على حكمه ، فأمر الرسول بقتلهم
فلما قامت انكشفت عورتها ، فصاحت المرأة المسلمة مستغيثة ، فوثب رجل من المسلمين على اليهودي وقتله ، واجتمعت اليهود على المسلم فقتلوه ، وبهذا نقض يهود بني قينقاع عهدهم .
فلما علم الرسول توجه إليهم على رأس جيش من المهاجرين والأنصار ، فلما علموا بمقدم الرسول تحصنوا في حصونهم فحاصرهم الرسول 15 يوما ، فلما أحسوا بالعجز ، طلبوا من الرسول أن ينزلوا على حكمه ، فأمر الرسول بقتلهم
فتوسط لهم ( عبد الله بن أبي سلول ) كبير المنافقين على أن يخرجوا من المدينة ،، فوافق الرسول على أن يخرجوا من المدينة خلال ثلاثة أيام ، واخذ الرسول أسلحتهم وما يملكون ريظة
غزوة احد
كانت هذه الغزوة في السنة الثالثة من الهجرة :
أرادت قريش اخذ الثأر من المسلمين لانتصارهم في غزوة بدر فأعدت عدتها وتوجهت إلى المدينة لمحاربة المسلمين ، وكان على رأس الجيش أبي سفيان وزوجته هند بنت عتبة ، وكان عدد الجيش 3000الاف ، وكان عدد المسلمين ألف ، وانهزم المسلمين في هذه المعركة بسبب الرماة الذين خالفوا أمر الرسول وتركوا مواقعهم من على الجبل ، فأنتهز خالد بن الوليد الفرصة وطوق المسلمين مما أدى إلى هزيمتهم
وفي موقعة احد استشهد حمزة بن عبد المطلب ، وأصيب الرسول في تلك الغزوة وأشيع انه قتل ، وكان قتلى المسلمين سبعين ، أما المشركين فقد قتل الكثير منهم ومن ساداتهم .
غزوة بني النضير سنة 4 هـ
كانت ديار يهود بني النضير على مقربة من قباء ، وكان بينهم وبين المسلمين ( عهود ) لكن بنو النضير لم يفوا بالعهود ، وفي اغلب الأحيان كان الرسول يصفح عنهم ،حتى وصل الأمر أنهم ( تأمروا على حياة الرسول ) وتبدأ القصة كالتالي
أن الرسول ( ص ) جاء إلى بني النضير يستعينهم في دفع دية الرجلين اللذان قتلهما عمروا بن الفخري خطأ في ( حادثة بئر معونة )
فقالوا له : ” نعم يأبى القاسم نعينك على ماأحببت وما أستعنت ”
ولما خلا بعضهم إلى بعض ، عزموا على قتل الرسول ، على أن يأخذ واحد منهم صخرة ويلقيها عليه ، وكان الرسول مستندا على جدارهم ، فأنزل الله عليه الوحي يخبره بعدوان بني النضير ، فنهض الرسول من مكانه وتوجه إلى المدينة فلحقه أصحابه دون أن يعلموا سبب مغادرته على هذه الصورة المفاجئة .
تأكد الرسول انه ليس بالإمكان التعايش معهم ، فأرسل لهم رجلا يخبرهم بالخروج من المدينة لأنكم نقضتم العهد وأردتم
الغدر بي ،ففوجئ بن النضير بانكشاف أمرهم ، ورضوا أن يخرجوا من المدينة ، وكان كبير المنافقين ( عبد الله بن أبي سلول ) كان يشجعهم على البقاء ، ووعدهم بالنصر والتأيد ، فلما وصلتهم هذه الرسالة من المنافق ، لم يخرجوا من ديارهم في مدة العشرة أيام ، فأعد الرسول رفضهم عن الخروج بمثابة إعلان الحرب ، وتوجه الرسول لمحاربتهم وضرب عليهم الحصار مدة ست ليال ، ثم أمر الرسول بقطع النخيل والتحريق فيها ، فخاف اليهود ونادوا :
( يامحمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه ، فما بال إحراق النخيل ) ونسوا أن ذلك العمل بأمر من الله لذل اليهود وهم احرص الناس على المال .
ولما خاب أملهم بالمنافقين الذين وعدوهم بالنصر ، طلبوا الاستسلام ولامان من الرسول على أموالهم ، ودمائهم ، وزرا ريهم . فأجابهم الرسول على أن يخرجوا من المدينة على أن لهم ، ماحملت الإبل من أموالهم ، ماعدا السلاح حتى لايحاربوا به مرة أخرى ، فخرجوا فمنهم من سار إلى خيبر ومنهم من سار إلى اذرعات الشام
غزوة بدر الأخيرة ( الموعد ) أو غزوة
بدر الصغرى أو غزوة السويق سنة 4 هـ
أحيانا تسمي هذه الغزوة بغزوة بدر الثالثة أو بدر الأخيرة .
سببها :
ماقاله أبو سفيان في يوم ( غزوة احد في السنة الثالثة هـ )
” موعدنا بدر في العام المقبل ”
خرج الرسول إلى بدر ومعه 1500 من أصحابه ، وعشرة أفراس .
وكان أبو سفيان قد جمع قوة قريش وحلفائها وكان عددهم 2000 مقاتل و خمسين فرسا ، ونزلوا على ( مياه مجنة )
على بعد 40 ميل من مكة .
ثم عاد أبو سفيان إلى مكة وخطب في جيشه قائلا ”
( يامعشر قريش انه لايصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر ، وتشربون فيه اللبن ، وان عامكم هذا عام جدب ، واني راجع فارجعوا ) فرجع ورجع من كان معه بعدما أكلوا زادهم .
وقالوا أهل مكة ( كأنكم ماخرجتم للقتال وإنما خرجتم لأكل السويق ، فسميت تلك الغزوة أيضا بغزوة السويق .
غزوة بني المصطلق ( المريسع ) سنة 5 هـ
بنو المصطلق ( بطن من قبيلة خزاعة الازدية اليمنية ) وكانوا يسكنون عسفان بين مكة والمدينة
والمريسع : ماء لبني خزاعة .
أسباب الغزوة :
مؤزرة بني المصطلق لقريش ، واشتراكها وإسهامها ضمن الأحباش في جيش قريش في غزوة ( احد )
ففي هذه الغزوة سيطرة قبيلة بني المصطلق على الخط الرئيسي المؤدي إلى مكة ، وأرادت أن تبقي طريق لتجارة قريش
فكانت حاجزا منيعا من مد نفوذ المسلمين إلى مكة ، كما كانت
كما كان من أسبابها أيضا أن الحارث بن ضرار الخزاعي كان قد جمع الجموع للتوجه إلى محاربة الرسول ، واستعدوا للهجوم على المدينة .
فلما سمع الرسول بتجمعهم وتحشدهم قرر مهاجمتهم قبل أن يهاجموه .
توجه الرسول إلى بني المصطلق وانتصاره عليهم
أرسل الرسول من يستطلع الأخبار ، فقابل زعيمهم واظهر انه جاء لعونهم في الهجوم على المدينة ، ولما عاد إلى المدينة اخبر الرسول بما يخطط له يهود بني المصطلق .
فخرج الرسول إليهم على رأس جيش من700 وقيل 1000 وخرج معه ( كبير المنافقين عبد الله بن أبي سلول ) وغيره من المنافقين .
وكانت السيدة عائشة بنت أبي بكر حاضرة تلك الغزوة . وصل النبي إلى ( ماء المريسع ) ودار قتال عنيف ، وانتصر الرسول وأفاء الله على المسلمين .
أهم الأحدث التي حصلت في غزوة بني المصطلق
1 - زواج الرسول من جويرية بنت الحارث التي كانت من جملة السبايا .
كان زواجها من الرسول سببا في عتق الأسرى والسبايا من قبيلتها .
دخول الكثير من قبيلتها في الإسلام علنا ، فزادوا المسلمين قوة بعد عداء .
محاولة المنافقين إثارة الفتنه بين المهاجرين والأنصار في غزوة بني المصطلق
يقال أن رجلا من المهاجرين ضرب رجل من الأنصار في رجله ، فنادي الأنصاري الأنصار ، ونادي المهاجر المهاجرين ، فقال لرسول اتركوهما .
لكن ( المنافق عبد الله بن أبي سلول ) سمع فقال : أوقد فعلوها ونحن اللذين آويناهم فأصبحوا ينافسوننا ، واستمر ابن سلول في السب والشتم والكلام القبيح على المهاجرين .
ثم جاء للرسول ونفى ماقال ، فقضى الرسول على الفتنة في وقتها ، وشاع أن الرسول يريد قتل ابن سلول بالكذب .
محاولة المنافقين الطعن في عرض الرسول في غزوة بني المصطلق
في هذه الغزوة اتهمت السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق وزوجة الرسول بحادثة ( ألأفك ) وقد تاب كل من تكلم في السيدة عائشة ماعدا ( المنافق عبد الله بن أبي سلول)
غزوة الخندق أو الأحزاب في السنة 5 هـ
الأسباب الغير مباشرة لهذه الغزوة :
1 - العداوة بين المسلمين والقرشيين .
2 - شعور قريش بمرارة الحصار الاقتصادي .
3 - إخفاق قريش في تحرير طرق التجارة إلى الشام في غزوة احد لذلك لجأت قريش إلى التحالف مع القبائل الأخرى .
الأسباب المباشرة لغزوة الخندق :
1 - رحيل يهود بني النضير من المدينة إلى خيبر لعدم وفائهم بالعهد .
2 - توجهوا هؤلاء اليهود إلى القبائل العربية وحرضوها على ضرب المسلمين ، وكونوا وفدا من العرب الذين لم يدخلوا في الإسلام وأغروهم بالأموال والإمدادات الحربية .
3 - اثأروا القبائل بأطراف نجد مثل ( غطفان ، وبني مرة ، وبني أسد ) وغيرهم من القبائل الوثنية على أن محمد عدوها
ونجح اليهود في تكوين حلف مشترك ، وكونوا جيش قوامه 10000الاف مقاتل منهم 5000 من قريش .
وخرجت قريش من مكة لمحاربة الرسول ، وكانت القبائل التي خرجت مع قريش لم تطمع في الحرب بل في اخذ الغنائم والأموال .
أما اليهود فكان أملهم استعادة نفوذهم وثرواتهم في المدينة .
حفر الخندق
دعا الرسول إلى اجتماع عاجل حضره صحابته من الأنصار والمهاجرين واستشارهم ، أيمكث بالمدينة أو يخرج إليهم ؟
فأشار عليه ( سلمان الفارسي ) بحفر خندق حول المدينة يسهل الدفاع عنها ، واتفق الجميع على البقاء في المدينة .
وحفر المسلمون الخندق في الجهة المكشوفة التي يمكن للمشركين الدخول إلى المدينة .
كان الخندق لم تكن العرب تعرفه لكنه كان من فنون الفرس في حروبهم ، فحفروا الخندق بمشاركة الرسول في ستة أيام .
وصول الأحزاب إلى الخندق
نزل المجتمعون من القرشيين في غزوة الخنق بمجمع يعرف ( الأسيال ) ، وكان الخندق مفاجأة لهم ، فوقفوا منه متحيرين
فأخذوا يتراموا بالنبال مع المسلمين ، ولما نجح ثلاثة من المشركين أن يدخلوا إلى المدينة قتلهم المسلمون
موقف المنافقين ونقض بني قريظة العهد في موقعة الخندق
1 - لما رأى المنافقون الذين مع الرسول من ضمن أفراد الجيش ، وقفوا موقفا الخيانة فقالوا ” أن بيوتنا عورة ، ونخاف أن يغير عليها العدو ” فانسحبوا من جيش الرسول .
2 - استمال أبو سفيان بنو قريظة فأرسل لهم زعيم بني النضير ( حيي بن الاخطب ) يستميلهم في أن ينضموا إلى قريش وحلفاؤها فامتنعوا في البداية وبعدها وافقوا ” وبذلك نقض يهود بني قريظة عهدهم مع الرسول ، فمعنى ذلك أن بنو قريظة أصبحوا عدوا ثالثا للرسول .
3 - لما علم الرسول نقض بني قريظة ، أرسل وفدا من أصحابه لتقصي الحقيقة ، فعاد الوفد أكد للرسول صحة الخبر بعدما سمعوا من يهود بني قريظة انه لاعهد بينهم وبين محمد
ولاعقد ، فعظمت الفتنة ، واشتد البلاء .
4 - رأى الرسول أن يخفف حدة شدة البلاء على المسلمين ففاوض زعماء بني غطفان على أن ينسحبوا مقابل اعطاعئهم ثلث ثمار المدينة ، لكن الأوس والخزرج اقترحوا على الرسول ألا يفعل فوافق الرسول .
أسباب انتصار المسلمين وهزيمة المشركين في غزوة الخندق
1 - وجود الخندق وفضل ” سلمان الفارسي ” في إرشاد المسلمين إلى حفره .
2 - صبر المسلمين وثباتهم رغم شدة الاذي والبلاء .
3 - قيادة الرسول الحكيمة الموحدة .
4 - الوقيعة بين قريش واليهود .
5 - قسوة الطبيعة والبرد والرياح ، أضعفت معنويات المشركين . ومواجهة المسلمين الأحزاب بصدق وإيمان
6 - ظهور بطولة على بن أبي طالب في حماية الخندق
نتائج موقعة الخندق
1 - فشلت قريش وحلفائها في اقتحام المدينة .
2 - انتصار المسلمين وانهزام القرشيين .
3 - تغير موقف المسلمين من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم
4 - عدم قدرة قريش الوقوف أمام المسلمين .
5 - لم يعد في مقدور اليهود التجمع لمحاربة المسلمين .
بقية نتائج موقعة الخندق
6 - كشفت حقد بنو قريظة على المسلمين .
7 - في غزوة الخندق لم يستشهد إلا ستة من الصحابة .
8 - أظهرت مناعة المدينة المنورة
غزوة بني قريظة في السنة 5 هـ
خطر يهود بنو قريظة :
هم من اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة مع المسلمين ووادعهم الرسول وهنا يكمن خطرهم في وجودهم في المدينة مع المسلمين .
ونقض هؤلاء اليهود العهد بينهم وبين المسلمين مما أحرج المواقف في موقعة الخندق .
ولم يكتفوا بنو قريظة بذلك بل انضموا إلى الأحزاب من غطفان وبنو النضير .
التخلص من الخائنين ” بنو قريظة ”
لما رجع الرسول من غزوة الخندق أمره الله أن يغزو بنو قريظة .
فأمر النبي أصحابة أن لايصلوا العصر إلا في بني قريظة ، وعدد المسلمين في قتالهم كان عددهم 3000 مقاتل .
لما رأى بنو قريظة محاطين بالمسلمين تحصنوا في حصونهم .
فحاصرهم المسلمين 25 ليلة ، وتراشق النبل بين الطرفين .
فأرسل ” بنو قريظة ” للرسول يطلبون الصلح مثل ماصالح بنو النضير من قبلهم .
تكملة بني قريظة
على أن يخرجوا من المدينة بما تحمل إبلهم من متاع وأموال وان يأخذوا نساءهم وذرا ريهم معهم ويتركوا الأرض بما فيها من حصون ودور وسلاح للمسلمين .
لكن الرسول لم يقبل ذلك منهم ، وأمرهم أن يستسلموا دون قيد أو شرط ، فاستسلموا على أن يحكم في مصيرهم ” سعد بن معاذ ”
” فحكم فيهم سعد بن معاذ ” وقال ( يقتل رجالهم ، وتقسم أموالهم ، وتسبى ذرا ريهم ونسائهم ) وبذلك انتهوا مما فعلوا
صلح الحديبية سنة 6 هـ
أسباب صلح الحديبية :
رأى الرسول رؤيا في منامه انه خرج الرسول في هذه السنة متوجها إلى مكة لأداء العمرة ، وساق ” الهدي معه ” تعظيما للبيت الحرام ، فبشر الصحابة ففرحوا .
وتجهز الرسول لدخول مكة معتمرا ، فخرج معه من المهاجرين والأنصار 1400 ، وليس معهم سلاح إلا السيوف في إغمادها وساق معه الهدي ، واحرم بالعمرة من” ذي الحليفة“
الحديبية
فلما وصل الرسول ” عسفان ” بلغه أن قريشا وبعض حلفائها اجمعوا على منع المسلمين من دخول مكة .
وبعثت قريش ” خالد بن الوليد ” بمائتي فارس لمنعه .
استشار الرسول أصحابه ، فأشار عليه أبو بكر الصديق أن يترك قتالهم ويستمر فقط لأداء العمرة ، ولو قاتلوا يكونوا هم الذين بدأو القتال .
فأمر الرسول الناس أن يمضوا معه ، فوصل إلى مكان يقال له ” الحديبية ” فنزل فيه .
السفارة بين قريش والرسول في الحديبية
تأكد قريش من أن الرسول لايريد حربا :
1 - أرسلت ( بديل الخزاعي ) في وفد من خزاعة سألوا الرسول عن قدومه إلى مكة ، فأخبرهم انه لم يأتي محاربا وإنما زائرا للبيت . فقال القرشيين :
” والله لايدخلها علينا عنوة أبدا ، ولا تحدث عنا العرب أبدا ”
2 - ثم أرسلت قريش ” علقمة سيد الأحباش ” فلما رأى الهدي قال : سبحان الله ماينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت الحرام وعد إلى قريش قائلا :
( والله ماعلى هذا حالفناكم ، أن تصدوا عن البيت الحرام ، من جاء معظما له ، والذي نفسي بيده لتخلن بين محمد والبيت أو لانفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد )
فخافت قريش بشق الحلف بينها وبين الأحابيش .
3 - اختار القرشيين سفيرا آخر هو ( عروة بن مسعود الثقفي )
إذا ذهبت فسوف اسمع منكم مااكره قالوا : ما أنت عندنا بمتهم
فذهب وقابل الرسول فقال الرسول : جئنا لزيارة البيت كغيرنا .
الوفود النبوية إلى قريش وبيعة الرضوان
أرسل الرسول وفد إلى قريش ـ يؤكد لهم أن المسلمين جأووا لزيارة بيت الله الحرام ولا نية لهم في القتال ، وان معهم الهدي سينحرونه ـ لكن همت قريش بقتل الوفد لولا الأحابيش منعوهم .
عاد وفد الرسول واخبره بما صنعت قريش .
وفي نفس الوقت أرسلت قريش فريقا من رجالها لهاجموا المسلمين على غرة بالحديبية ، فقبض علهم الرسول وأخذهم اسري ، ثم عفا عنهم الرسول لإظهار نيته الحسنة .
قرر الرسول إرسال ” عمر بن الخطاب ” ليبين لهم مقصد المسلمين ولكن عمر رفض ، واعتذر لان قريشا تعلم عداوته لها .
أشار الرسول لبعث ”عثمان بن عفان ” لمفاوضة قريش ، فدخل مكة وتكلم مع زعمائهم ،لكنهم رفضوا ” أن لايدخلها هذا العم أبدا ، فطلب منهم عثمان أن يطوف بالبيت لكنهم رفضوا ، وقضى عثمان ثلاثة أيام في مكة ، وأشيع انه قتل مع عشرة من المسلمين .
بيعة الرضوان
فوقف الرسول وخطب ” إن كان حقا ماسمعنا فلن نبرح الأرض حتى نناجز القوم البيعة البيعة أيها الناس ” فتوافد المسلمين يبايعونه على ألا يفروا ، ولما انتهى الجميع من مبايعته ، ضرب الرسول يدا على الأخرى ” وقال : ” هذا عثمان ”
”وقد سميت هذه البيعة ببيعة الرضوان ”
شروط صلح الحديبية
اجتمع سهيل بن عمرو على شروط الصلح وهى :
1 – أن تضع الحرب أوزارها بين الفريقين مدة عشرة سنوات .
2 - أن يرجع الرسول في هذا العام دون دخول مكة ، ويأتي العام القادم بعد أن تخرج قريش منها .
3 - من أحب أن يدخل في عهد قريش فدخلت فدخلت خزاعة ، وقبيلة بنو بكر في عهد قريش .
4 - أن يرد السلمون من أتاهم من قريش وإلا ترد قريش من أتاهم من المسلمين .
مكاتبة الرسول إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام في السنة 6 هـ واوئل سنة 7 هـ
بعد صلح الحديبية بدأ الرسول يراسل الملوك والأمراء ورؤساء القبائل :
1 - بعث الرسول إلى هرقل ملك الروم .
2 - وبعث إلى كسرى ملك فارس .
3 - وبعث لنجاشي ملك الحبشة .
4 - وبعث إلى المقوقس ملك مصر والإسكندرية .
5 - وبعث لأمير الغساسنة .
6 - وبعث للأمير هودة بن علي صاحب اليمامة .
7 ـ وبعث إلى المنذر بن ساوى أمير البحرين .
8 - وبعث إلى جيفر وعبد ابني الجلندي أمراء عمان .
9 - واختار رسولا معروفين وأرسلهم بالكتب إلى الملوك والأمراء يدعوهم للإسلام .
كتاب الرسول إلى هرقل ملك الروم في السنة 6 هـ
فوصل سنة 7 هـ
نص الكتاب :
” بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد بن عبد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فأني ادعوك بدعاية الإسلام ، اسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فعليك اسم الإرسيين ” ( أي الفلاحين ) .
كتاب الرسول إلى كسرى ملك فارس
كتاب كسرى ملك فارس :
” بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس ، سلام على من اتبع الهدى ، وأمن بالله ورسوله ، ويشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وان محمد عبده ورسوله ، ادعوك بدعاية الله ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فاسلم تسلم ، فان أبيت فان إثم المجوس عليك ”
غزوة خيبر في السنة 7 هـ وهذه الغزوة من الغزوات المهمة
غزوة خيبر في السنة السابعة من الهجرة :
1 - وفد اليهود الذين حرضوا الأحزاب على غزو المدينة المنورة وقد تحركوا ، فكان لزعماء بني النضير دور كبير في حشد قريش والأعراب ضد المسلمين وطعنهم في ظهرهم
2 - كما قام يهود خيبر بالاتصال ببعض القبائل وعقدوا معهم حلفا مشتركا لضرب المدينة والقضاء على محمد وكان من تلك القبائل ” غطفان ” و ” ووادي القرى ” و ”وادي تيماء ”
وغيرهم ممن جاورهم .
بقية غزوة خيبر ص 190
فلما علم الرسول سار إلى خيبر في جيش قوامه 1600 من أصحابه ، منهم 100 فارس ، وحمل راية المسلمين ( على بن أبى طالب ) .
فتحركت قبيلة ” غطفان ” لمساعدة قبيلة ” خيبر ” .
قام المسامون باتخاذ أسلوب الخديعة ، فسربوا أخبار بأن المسلمين سيتوجهون للأغرة على قبيلة ” غطفان ” فصدفت ” غطفان ” الخبر ورجعت إلى ديارها وتركت قبيلة ” خيبر ” بدون مساعدة .
بقية غزوة خيبر
فنزل الرسول إلى خيبر من جهة الشام بين ” غطفان ” و ”خيبر ” .
كان وصول المسلمين إلى خيبر في الليل ، ولم يتعرضوا لأهلها بأذى .
فلما خرج المزارعين من يهود ” خيبر ” في الصباح فوجئوا بالمسلمين فرجعوا إلى حصونهم وهم يرددون محمد وجيشه
فحا صرهم الرسول ، واشتبك الطرفان في القتال وقتل قائد يهود ” بني قريظة ” .
بقية غزوة خيبر
وبعد قتال ثلاثة أيام سقط ” حصن ناعم ” الذي كان مستودع لأسلحتهم .
ثم أخذت الحصون تستسلم واحدة بعد الأخرى ، حتى اكتمل الفتح ، وأصبحت تلك المنطقة الحصينة ومافيها من أموال غنيمة للمسلمين .
وكان الرسول في بيته أن يجلي يهود ” بني قريظة ” ، لكنهم طلبوا منه أن يبقوا فيها ويزرعونها مقابل أن يدفعوا نصف ماتنتجه الأرض للمسلمين ( وسمي ذلك بالخراج ) .
بقية غزو خيبر
فوافقهم الرسول على ذلك ، على أن يكون للمسلمين الحق في إخراجهم منه متى أرادوا .
وقد بقوا فيها حتى أخرجهم ( عمر بن الخطاب ) .
ثم عرض الرسول على ” فدك ” الاستسلام على شروط خيبر فقبلوا دون حرب .
وكذلك صالح ” وادي أهل القرى ” على تلك الشروط نفسها .
واستسلم كذلك يهود ” تيماء على الشروط نفسها .
عمرة القضاء في سنة 7هـ ص 193
في شهر ذي الحجة سنة 7 هـ خرج الرسول إلى مكة قاصدا ” العمرة ” تنفيذا لصلح الحديبية ، واشترطت عليهم قريش أن يدخلوا مكة والسيوف في إغمادها ، وان يقيموا بمكة ثلاثة أيام يعتمرون ثم يعودون إلى المدينة لايمسهم سوء .
دخل الرسول مكة راكبا ناقته ومعه اصحابه وكان عدد المسلمين 2000 ماعدا النساء والصبيان فكان منهم من شهد الحديبية .
وطاف المسامون بالكعبة ، وامرهم الرسول ان يظهروا القوة
يتبع عمرة القضاء
والجلد في طوافهم ، لان قريشا أشاعت أنهم ضعفاء ، وإنها قد أوهنتهم وأضعفتهم حمى يثرب .
( وسميت تلك الغزوة بغزوة القضاء )
وتسمي هذه العمرة بأربعة أسماء هي :
1 - عمرة القضاء .
2 - عمرة القضية .
3 - عمرة العصاص .
4 –ـ عمرة الصلح .
سرية أو غزوة مؤتة سنة 8 هـ ص 194 ـ 197
وهي من الغزوات المهمة
أسباب الغزوة :
أرسول الرسول محمد ” دحية الكلبي ” إلى هرقل ملك الروم ،
وأرسل ” الحارث بن عمير الاذدي ” إلى أمير البصرة وكان اسمه (الحارث بن شمر الغساني ) يدعوه فيه إلى الإسلام ، فلما نزل ” مؤتة ” تعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني ،
فما كان من أمير الغساسنة إلا ربطه وضرب عنق الرجل لأنه آتيا من الرسول .
فلما بلغ ذلك الرسول استنفر جيشا وجهزه وار سلة لتأديب أمير
بقية غزوة مؤتة
” شرحبيل الغساني ” الذي خرج على التقاليد والأعراف السياسية والدينية التي لاتحبذ قتل الرسل المبعوثين .
استاء الرسول لهذا الاعتداء فأعد جيشا من 3000 مقاتل وكن ذلك في السنة 8 من الهجرة ، وعين عليه قادة إذا قتل قائد يتولى بدله الآخر .
1 - مولاه زيد بن الحارثة .
2 - جعفر بن أبي طالب .
3 - عبد الله بن رواحة .
بقية غزوة مؤتة
نصائح الرسول للجيش في مؤتة :
1 - أن لايقتلوا النساء والأطفال .
2 - وان يقتلوا المكفوفين .
3 - وان لايهدموا المنازل .
4 - وان لايقطعوا الأشجار .
واستعد الروم لملاقاة المسلمين في ” البلقاء ” شرق نهر الأردن وضموا معهم القبائل العربية المحالفة لهم .
تكملة غزوة مؤتة
وجهزوا جيشا ضخما يقال انه مئة ألف ، بينما كانت قوة المسلمين غير متكافئة مع هذه القوة ، واندفع المسلمون بحماسهم إلى القتال وعدم التراجع .
وجرت المعركة قرب ” مؤتة ” ، وسقط المسلمون فيها واحدا تلو الآخر فمات
1 - ( زيد بن الحارثة ) وتبعه
2 - ( جعفر بن أبي طالب ) وتبعه
3 - ( عبد الله بن رواحة )
يتبع غزوة مؤتة
ثم تولى قيادة الجيش ( خالد بن الوليد ) ، وكانت هذه أول معركة يشارك فيها خالد بن الوليد بعد إسلامه .
أدرك خالد بن الوليد خطورة الموقف فأعاد تنظيم الجيش ، وبدل الميسرة بالميمنة ، وجعل قسما من الجيش يتقدمون من الخلف كأنهم مدد جديد لإهام الروم ، وبذلك تمكن خالد من الانسحاب المنظم ، ولم يفقد إلا قليل من جنده لم يتجاوز عددهم 13 شهيدا .
وأكدت المصادر أن الروم أحجموا عن ملاحقة المسلمين داخل
يتبع غزوة مؤتة
الصحراء ، وعاد خال بن الوليد بمن معه إلى المدينة المنورة .
فقال أهل المدينة : يافرار يافرار ، وقال الرسول ليس بالفرار ولكنه ” الكرار” إن شاء الله وأثنى الرسول على قيادة خالد الحكيمة ونجاحه في عملية الانسحاب .
وقد نبهت هذه الغزوة إلى خطر الروم في بلاد الشام .
فتح مكة سنة 8 هـ أسبابها وإحداثها ص 198
اعتبرت قريش غزوة ” مؤتة ” انهزام للمسلمين ، فنقضت ( شروط صلح الحديبية ) الذي عقدته مع الرسول حين ساعدت ” قبيلة بني بكر بالسلاح والمال ” ضد حلفاء المسلمين من بني خزاعة ، فأوقعوا بهم بعض الخسائر في الأرواح والأموال عند مكان يقال له ” الوتير ” .
وقد دفع هذا الموقف ” بني خزاعة ” بأن تستنجد بالمسلمين ، فأرسلوا رجلا خزاعيا إلى المدينة فأنشد أبيات من الشعر أمام الرسول يستنصره .
يتبع فتح مكة
فقال الرسول : ” أنصرت ياعمرو بن سالم ، لانصرني الله إن لم انصر بني كعب ” .
لم تكن قريش تفاجئ الرسول بالحرب ، وإنما بعث الرسول إليهم من يخبرهم بين دفع الدية في قتلى الخزاعيان أو البراءة من حلف أبي بكر ، أو القتال ، فاختارت القتال ، ثم تراجعت قريش ، ورأت أن مافعلته صريح للعهد الذي بينهن وبين الرسول ، فاستقر رأيهم على أن يبعثوا ابوسفيان بن حرب إلى المدينة ليتفاوض مع الرسول في تجديد معاهدة الحديبية
يتبع فتح مكة
وعندما وصل أبا سفيان إلى المدينة ، دخل على رسول الله يعرض طلب قريش ورغبتها في ” تجديدا لصلح ” .
فاعرض عنه النبي ولم يجبه .
فاستعان بكبار الصحابة مثل: أبي بكر الصديق ، وعثمان ، وعلي بن أبي طالب ، ليتوسطوا بينه وبين الرسول فرفضوا
عاد أبو سفيان إلى مكة من غير أن يحظى بأي اتفاق .
وإمام نقض قريش للمواثيق ، عزم الرسول على فتح مكة .
يتبع فتح مكة ص 199
ومن العوامل التي ساعدت الرسول على فتح مكة :
1 - أصبح للمسلمين قوة عسكرية في المدينة بعد تخلصها من غدر اليهود وإخراجهم من المدينة .
2 - زادت هيبة المسلمين عند القبائل العربية ودخل أكثرهم الإسلام .
3 - اطمئن المسلمين بسلامة قوتها عند تحركها لقتال قريش .
4 - ضعف قريش اقتصاديا وعسكريا وفقدانها مكانتها القديمة عند القبائل العربية .
يتبع فتح مكة
5 - قوة المسلمين اقتصاديا خاصة بعد فتحهم ” لخيبر ” سنة 7 هـ وحصولهم على غنائمهم .
فاخفي الرسل استعداده ” لفتح مكة ” ، حتى لا تستعد قريش لمقاومته فيدخلها ” دون قتال ” .
خطة الرسول العسكرية لدخول مكة :
1 - قسم قواته إلى أربعة أقسام ، يدخل كل قسم من إحدى جهاتها ، وأوصى أن لايقتلوا إلا من قاتلهم ، ويحاولوا بقدر الإمكان يدخلوها ” سلما ” وان لايريقوا ” دماء ” .
يتبع فتح مكة
وكان القادة هم :
1 - لزبير بن العوام .
2 - خالد بن الوليد .
3 - أبو عبيدة بن الجراح .
4 - سعد بن عبادة .
على أن يدخل كل واحد منها من جهة حددها له الرسول ، ثم استبدل الرسول كتيبة سعد إلى أبي قيس بن سعد بن عبادة ،
لانه سمعه يقول اليوم ” الملحمة ” اليوم ” تستباح الحرمة ”
يتبع فتح مكة
لم يقع قتال بينهما إلا مناوشات بسيطة ، واقبل الرجال والنساء يبايعون الرسول ويدخلون الإسلام وعرف هذا اليوم بيوم ” الفتح ”
اول عمل قام به الرسول في مكة :
1 - كسر الأصنام التي حول الكعبة وكان عددها 360 صنم .
2 - ووقف على باب الكعبة والجموع من تحته ثم قال : لإله إلا الله وحده لاشريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده واعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده .
يتبع فتح مكة
3 - ثم قال ” يامعشر قريش ماتروني فاعل بكم ؟ قالوا : ” خيرا أخ كريم وابن أخ كريم ” .
فقال الرسول : ” اذهبوا فأنتم الطلقاء ” .
قم جاء النساء وبايعوا الرسول وتولى عمر بن الخطاب بيعتهم .
4 – أمر الرسول ” بلال بن رياح ” أن يرفع صوتت الحق من على ظهر الكعبة معلنا .
( الله واكبر الله واكبر ، اشهد أن لإله إلا الله ، اشهد أن محمد رسول الله )إلى آخر الأذان .
الفصل التاسع
المرحلة الأخيرة من جهاد الرسول حتى وفاته
1 - وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .
2 - غزوة ” حنين ” وحصار الطائف .
3 - عام الوفود .
4 - حجة الوداع .