*
للأسف الشديد أن هذا أصبح عُرف للمجتمع ، رأيي بالطبع هو نبذ هذا الأمر تمامًا
يبدأ الأمر بالمهر ، عندما يتم دفع مهر من ستين ومافوق مالمغزى من هذا المبلغ الكبير
هل أصبحت الفتاة -مع احترامي لها- بضاعة معروضة للبيع وقابلة للمزايدة وحبذا لو وجدنا من هو قادر على دفع الأكثر !
مهور تتجاوز الستين ألف ، لماذا هذا المبلغ المهول ؟ لأجل ملابس عطورات اكسسوارات مكياجات وغير ذلك من التجهيزات التي لاتحتاج لمبلغ بهذا القدر ، وبإمكان الفتاة أن تحصل على معظم ما تشتريه من المهر بعد الزواج ، فمثلًا لو أنها تشتري من المهر بعض الملابس الخاصة ، وبعض الأمور الأخرى الضرورية ، وتستبقي جزء من مهرها لمعاونة زوجها ، ثم بعد الزواج وبعد الاستقرار المادي والخروج من أزمة سداد متأخرات تكاليف الزواج ، لها أن تطلب من زوجها ما تشاء من ملبس وغيره ، لأن البضائع تتجدد وتتغير باستمرار ، ومن الغباء أن يُصرف المهر كاملًا في فترة لاتتجاوز الشهر ربما
لو أن الفتيات يتعقلنّ في هذا ويحتجين على غلاء المهر الذي يحدده الوالدين ، وإن لم يجدن لذلك سبيلًا ، فمن الحكمة والعقل أن يتركن نصف أو لنقل ثلث ذلك المهر لمساعدة أزواجهن في إقامة حفل الزواج
أو ربما يتركن مبلغًا للسفر ، لأن الزوج بعد تكاليف الزواج يكون غالبًا غير قادر ماديّا على السفر لقضاء فترة بسيطة خارج المملكة
حديثي هذا عن المهر فقط ، أما المبالغة في تكاليف إقامة حفل الزواج التي ما أنزل الله بها من سلطان ، فهي أمر مفروغ منه بالنسبة لما أرى ، أرى أنها حرام ولا تجوز بأي حال من الأحوال ، فهي تبذير وإسراف ، وهي تبتعد كثيرًا بشكل سخيف وحقير عن الغاية الأساسية من إقامة الحفل ، التي هي الإعلان والإعلان فقط
والتي تتحقق بقاعة صغيرة لا تتجاوز قيمة استئجارها عن ثمانية آلاف ، ووليمة مختصرة تجمع المقربين ، دون عصيان لله ، هكذا الأمر بسيط جدًا ومريح للنفس ، فلا تكلّف ولابهرج ولا بذخ ولا تبذير ولا أي من هذا
حتى أن الفتاة في زواج مختصر كهذا ، تكسب أجر في الحاضرات ، فبحكم صلات القرابة الوطيدة بين جميع الحاضرين -فهم سيكونون غالبًا الأخوال والأعمام لكلا العريسين فقط- وبذلك ستضطر الحاضرات إلى الاحتشام وعدم التعري ، لأن حفلات الزواج الموسعة ثلت الحاضرات تقريبًا لايحسبون أي حساب للداعين ، فلا يجدن حرج من لبس الملابس التي تكشف أجزاء كبيرة من أجسادهن
ثم في الزواج المختصر يسهل التحكم بامتداد وقت السهر ، فلا يمتد إلى وقت نزول الله للسماء الدنيا
على الشباب والفتيات الاعتقاد والإدراك بأن للزواج قدسية تترفع به كثيرًا عن الماديات ، وأن الغاية منه أسمى وأعلى من أن توضع العراقيل المادية في طريقه
غالبًا يقع اللوم هنا على تكاليف الزواج المادية ولكني أرى بالإضافة لذلك
شعور الشاب كما قالت أخت روبي أن الزواج "تدبيسة"
وأؤكد أيضًا على كلام الأخ مجبور أوادعها