الموضوع: أنتِ و أنا ..
عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 23-04-2012, 12:57 AM

Aishah AL-farhah Aishah AL-farhah غير متواجد حالياً

لا إله إلا الله

 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
التخصص: لغة القرآن
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,365
افتراضي أنتِ و أنا ..











*

مُدّي بصرك قليلًا
تجاوزي العالم الحسيّ
وصُفّي أمام عينيك مشاهد ذكرى
تمضي بتسلل لطيف في دواخلك العميقة

انظري
هناك في بقعة التراب تلك لعبنا سويًا
وملأتِ عينيّ كما ملأتُ عينيك بالأتربة
وعدنا للمنزل وقد حملنا بين جدائلنا الكثير من الأتربة والحصيات
ومعًا تعرضنا للعتاب واللوم ، ومادمتِ الأكبر فإن لك النصيب الأكبر

انظري
هناك فوق تلك الصخور مددتِ لي يدك لألحق بك في تسلق الصخرة
وفي مشهد آخر ، مددتُ أنا لكِ يدي ، وسقطتِ وخُدِشت رُكبتك
ولم يبخل علينا الزمان بادخار ذكرى ، فجعلني في مشهد آخر أسقط
وتُخدش رُكبتي ، وتقومي بما قمتُ به ، فتنفخي الهواء الدافيء من فمك على جرحي

انظري
هناك بين أشجار التوت ، لم أنسَ نصيبك مما جمعت من تلك التوتة
ووخزات شوكه تركت بألمها اللذيذ نقشًا تذكاريًا لاتمحوه السنون
ولم تثنكِ تلك الوخزات من أن تجمعي لي من التوت مثل ماجمعتِ لكِ

انظري
هناك "العيد" قد وعدنا أهلنا بأنه سيزورنا قريبا ، فتهيأنا له بالملابس الجديدة
فرحنا وجُلنا أزقة القرية ، غير مدخرات أي مصدر يبعث السرور فينا
ونحن ننتظر "العيد" القادم الغريب ، انقضى العيد ولم يأتِ "العيد"

انظري
هناك في مدرسة القرية الابتدائية ، كنتُ ألجأ إليكِ فمازلتُ لم أتعود فراق أمي
وكنا في أيام البرد نحتال لنشعر ببعض دفء ، فتجلسيني في الزاوية
وتجلسين بجواري ملاصقة لي ، فيغمرنا الدفء النابع من قلبينا أولًا
وعندما يحلّ الضباب الكثيف ، تمسكين بيدي بإحكام إلى أن نصل لفناء المدرسة
ومن ثم إلى أن نصل فناء المنزل ، وقلبينا يتراقصان خوفا بمجرد سماع صوت ما
لانعلم ولانستطيع رؤية مصدره

انظري
هناك إنها زائرتنا الصباحيّة التي تؤدي واجب الزيارة كل يوم ، "القرود"
حينما نسمع صراختها ونحن متجهات للمدرسة نتسابق خوفًا وبعد أن نبتعد كثيرا
نتوقف لأخذ نفس ، ونتبادل الضحكات ومازال الخوف من أنهم تبعونا يغامر قلبينا

انظري
هناك الربيع وورود البنفسج ، والحلزونات ، والأرض الخضراء ، وبهجة الربيع
وسعادتنا الغامرة ، والعصافير المغردة ، محتفلةً بحلول هذا الربيع الأخضر الصافي
وقطرات الندى التي تكسو الورود والنباتات حُلّةً جمالية ساحرة آسرة

انظري
هناك مزرعتُنا الصغيرة ومياه البئر الباردة
والحشائش الطويلة التي كنا نلعب بينها لُعبة الـ"غُميضة"
والتفاحة ، وأشجار الرمان ، والليمونة ، والبرسيم
وجدتي التي تتخذ لها أحد الأحجار مقعدًا وتبدأ بإنشاد قصائد الأقدمين من شعراء القرية
وأنا وأنتِ نعتبر رحلة العمل اليومية تلك ، النزهة الأمثل
وكل الأعمال الموكلة إلينا ، المتعة الأقصى ، فنؤديها كل يوم كأنما هي المرة الأولى

انظري
هناك دُكان القرية الصغير ، المليء بالأمور العجيبة ، وتاجر القرية الرجل العجوز
الذي لم يرزق بذرية
فكنا أنا وأنتِ ، وكل صغار القرية أبناءه ، وكنا نرتاح لنظرة السرور التي تكسو ملامحه
حينما نبتهج ونطير فرحا إذا حصلنا على علبة بيبسي بعد صبر طويل

امعني النظر ، لعلكِ تجدين أننا قضينا معًا وقتا سعيدًا لا يُنسى
وسوف ندّخر ذكراه لأيام لاتشاركيني فيها تفاصيل حياتي

،،

أختي عندما علمت أنني قد أبتعد عنها ، بكت كثيرًا وأبكتني

التعديل الأخير تم بواسطة نــورهـ ; 23-04-2012 الساعة 03:36 AM. سبب التعديل: ،،، تقف أوسمتنا خجلة أمام فيض إبداعك أختي عائشة ،،، بارك الله فيكِ ،،،
رد مع اقتباس