رد: ( 6 ) أشــــــهـــر في الســـجـــــــــن...
كانت فكرة .. اقتحمت رأسي وقلبت جميع الموازين
فتبدد الخوف والقلق والتوتر
وتحول الى حالة نشوة .. والاحساس بوجود فرصة
لدروس عملية تطبيقية .. أختبر فيها ما تعلمته
وأكتشف فيها الانسان الحقيقي
الساكن في أعماقي
.
.
ذكرت لكم بأنه احساس بوجود حمل ( ان صح التعبير )
شعرت بأن هناك جنين .. !!
لا تستغربون فقد شعرت
بأنه سيأتي يوم ويولد انسان جديد
ويخرج من أعماق الألم
.
.
صحوت صباح اليوم التالي .. وتوضأت وصليت الفجر
ورفعت كفي أدعو
فلم أعرف بماذا أدعو
فقط .. رفعت كفي
وبكيت .. بكيت ..
ولا أذكر متى كانت آخر مرة بكيت فيها
لكن هذه المرة .. شعرت بطعم الدموع وهي تنساب على خدي
وتتسلل من أطرف فمي ..
.
.
لم أدعو .. ولكني شعرت بالرغبة في الشكر لله .. والامتنان لفضله
فقد يكون مايحدث الآن .. درس لطيف من الله
ليعلمني شيئا ..
ليقول لي أني جاهل !!
ليقول لي .. لا تغتر بذاتك ..
.
.
ومنذ تلك اللحظة
وأنا أشعر بسعادة داخلية
رغم موجات الاحساس بالندم .. والخوف .. والقلق
ولكن حدتها أقل بكثير من ساعة القبض علي .. والاثنا عشر ساعة التي تلتها
.
.
بدأت أفكر بعمق
ماذا يمكنني أن أتعلم
لابد وأن وراء كل واحد من هؤلاء الناس الذين معي .. لابد أن وراء كل واحد منهم حكاية .
ولابد أن وراء كل حكاية درس .. أو دروس
تستحق أن نتعلمها
.
.
اذا ياسعيد .. لابد أن تفتح عقلك .. وقلبك لهؤلاء الناس
وتجلس أمامه .. تلميذا يتعلم من أستاذه ..
/////
نعم .. هذا هو الدرس الثاني الذي خطر ببالي في تلك اللحظة
( يجب أن تفتح قلبك وعقلك لكل من حولك .. فكل واحد لديه علم قد لا تعرفه )
.
.
أما اذا أعتقدت أنك العالم .. والخبير والمستشار الذذي يتعلم منه الناس
فانك قد أغلقت على عقلك وحكمت على نفسك بالجهل
.
ابتسمت من أعماقي ( وشعرت بطعم الابتسامة بعد مرارة تلك الدموع ..
.
رفعت رأسي أتأمل وجوه رفقاء السجن .. وأبحث بين الوجود عن أول واحد أحتاج أن أقترب منه
كي يعلمني شيئا عن تجربته ..
.
.
وكان أول واحد رجل في الستين من عمره ( !! )
كان نائما على جنبه .. ولا يكلم أحد ..
وقلت في نفسي لابد وأنه كنز من الخبرات والتجارب
وقررت أن أبدأ به
.
.
|