عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 04-03-2012, 06:49 PM   #2

أميرة نفسي

جامعي

الصورة الرمزية أميرة نفسي

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: اللغة العربية
نوع الدراسة: تعليم عن بعد
المستوى: السابع
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 203
افتراضي رد: تتمة منهج الأدب في صدر الإسلام والعصر الأموي د/ مروان قماش

أسباب نشوء النقائض:



1. عوامل سياسية



ترجع إلى تشجيع حكام بني أمية لصرف الناس عن التفكير في السياسة والحكم فقد كانت سياستهم في بيئة الحجاز

صرف أبناء المهاجرين والأنصار عن المطالبة بالخلافة وذلك بمدهم بالأموال والجواري والرقيق وتهيئة جو المرح بالغناء

والموسيقى أما سياستهم في بيئة العراق فكانت بصرف الناس وتسليتهم بالنقائض ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن الدولة الأموية

كانت تشجع المعركة الأدبية بين شعراء النقائض إحياء للعصبيات التي تفرق بين القبائل وتشغلها عن السياسة العليا للدولة.

وكانت الاتجاهات السياسية عند شعراء النقائض سببا في إذكاء نارها .



وقد اختارت الدولة الأموية بعناية بشر بن مروان ليكون واليها على العراق وقد كان من بين مهامه إذكاء نار العداوة والخصومة

بين الشعراء وشغل الناس بهذا الشعر وصرفهم عن الحديث في سياسة الدولة لذلك وجدنا بشرا يجمع الشعراء ويوقع بينهم أو يؤلف

بينهم حسبما تقضى به السياسة فقد أبعد جريرا لأنه ناصر الزبيريين ودعا الشعراء لهجائه وقرب الراعي النميري القيسي لأن أم بشر

كانت قيسية وقرب الفرزدق والتميمي واتخذه نديما.



2. عوامل اجتماعية



مردها إلى حاجة المجتمع العربي خاصة في البصرة إلى ضرب من الملاهي يقطع به الناس أوقاتهم الطويلة كما كان أهل المدينة

ومكة يتسلون بالغناء. وقد انبرى الهجاءون في العراق يملأون أوقات الناس بأهاجيهم وسرعان ما تحولوا بها إلى نقائض مثيرة

وقد كان لتشيع جماهير العرب وحثها للشعراء على المزيد الأثر الكبير في نمو هذا الفن وتطوره فقد وجدت الجماعة في هذا الشعر

ما يسليها ويلهيها ويقطع أوقات فراغها خاصة في مدينتي البصرة والكوفة حيث القبائل العربية قد استقرت فيهما وكان عندها من

الثراء والمال الذي غنمته من الفتوح الإسلامية ما أغناها عن البحث عن أسباب الحياة والسعي وراء مؤونة العيش. كذلك تكلفت دواوين الحكومة

والدولة بدفع الأموال لأولئك الفقراء من العرب مما جعلها في حاجة إلى ضروب من اللهو تملأ بها جانبا من فراغها العريض فقام شعراء

البلدتين بهذا الدور وحولوا المربد في البصرة والكناسة في الكوفة إلى سوقين أدبيتين ينشر الشعراء فيهما قصائد الهجاء التي تسر الجماعة

وتسري عنها وتستغرق أوقات فراغها وتذهب بعض المؤلفات الحديثة إلى أن شعراء النقائض كانوا يقومون بها على أنها شيء يقصد به إلى

التسلية أكثر مما يقصد به إلى السباب والتخاصم يستدلون على ذلك بصداقة جرير والفرزدق أي بسبب تشجيع المجتمع لها في العصر الأموي.



ويدخل في العوامل الاجتماعية عودة العصبية القبلية مرة أخرى فبعد أن كان الإسلام قد خدرها في عهد النبوة والخلفاء الراشدين وجدناها منذ فتنة

عثمان بدأت تدب فيها الحياة فتعود جزعة من جديد وظلت تتأجج نيرانها طوال عصر بني أمية الذي كان لخلفائه أثر كبير في إحياء هذه العصبيات

وإثارتها ليصرفوا الناس عن المطالبة بالخلافة والنظر في سياستهم كما أسلفنا فأثاروا عصبية العرب ضد العجم والموالي وعصبية العدنانية

على القحطانية وعصبية بني أمية على بني هاشم وعصبية القبائل الموالية لهم على المناوئة وكانوا يبذلون العطاء لإثارة هذه العصبيات

وكان من نتيجة ذلك أن اطمأنت الدولة سياسيا ولكن هذا الاطمئنان لم يدم طويلا فقد أثرت العصبية في نظام الدولة بعد ذلك فهدمت أركانها وعجلت بسقوطها.



3. عوامل عقلية



مردها إلى نمو العقل العربي ومرانه الواسع على الحوار والجدل والمناظرة في النحل السياسية والعقيدية وفي الفقه والتشريع

وكانت المحاورات والمناقشات تدور في كل مكان في مدينة البصرة في المساجد وفي المجالس بل وفي الطرقات والأسواق و

على ضوء من ذلك كله أخذ شعراء النقائض يتناظرون في حقائق القبائل ومفاخرها ومثالبها وكل منهم يدرس موضوعه دراسة دقيقة

ويبحث في أدلته ليوثقها وفي أدلة خصمه لينقضها دليلا دليلا وكأننا أصبحنا بإزاء مناظرات شعرية وهي مناظرات كانت تتخذ سوق المربد

في البصرة والكناسة في الكوفة مسرحين لها فالشعراء يذهبون هناك ويذهب إليهم الناس ويتحلقون من حولهم ليروا من تكون له الغلبة .

أي أن المحاورات والمناظرات الكلامية والمنطقية في بيئات الفقهاء والعلماء كانت سببا في نشوء فن النقائض وتطوره.

 

أميرة نفسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس