رد: هنا ... تجمع طالبات الاستاذه نهى البكري الشباب وقيم المواطنه
الفصل الثالث
مفهوم وقيم المواطنة في المجتمع السعودي
مفهوم القيم :*يشير مفهوم القيم الى العناصر البنائية المشتقة من التفاعل الاجتماعي التي تستخدم لوصف مبادئ و قواعد هامة في ذلك التقاعل مثل تحديد الذات والتقبل واتجاه عدم اصدار الاحكام وغيرها من اهداف عمليات التفاعل بين الافراد والجماعات ومن القواعد التي تحكم تعامل الافراد و الجماعات في أي مجتمع كما تحكم التعامل بين المجتمعات الانسانية
*للقيم اوجه متعددة دينية واخلاقية واقتصادية وسياسية وتربوية وغيرها
*القيمة معتقد اصله الشيء المفضل والمرغوب
اقسام القيم :
1-قيم رئيسية وعامة يدور حولها نظام المجتمع
2-قيم في مجال العموميات الثقافية تحظى بقبول وتقدير غالبية افراد المجتمع
3-قيم خاصة لفئة اجتماعية دون اخرى بحيث تشكل جزءا من الثقافات الفرعية في المجتمع
خصائص القيم العامة والرئيسية:
1-تعتبر القيم معتقدات مصدرها الثقافة وهي اما معتقدات وصفية او معتقدات تقويمية يتم على اساسها الحكم على موضوع معين وبذلك تضبط سلوك الافراد
2-تتسم القيم بالاستمرار النسبي فهي متغيرة ومتطورة وليست ابدية الا انها ليست دائمة التغير والتبدل فهي تستمر ولكن ممارستها يمكن ان تضعف او تتوقف او تتبدل لظهور ظروف جديدة او لتغلب قيمة على اخرى
تكون القيم :
*يتم تكون القيم من خلال الافكار والممارسات اليومية لأفراد المجتمع والتي تكتسب اهمية خاصة لديهم حيث تظل عالقة في الاذهان ويتم التأكيد عليها واتخاذها محورا للمعاملات والعلاقات اليومية وبذلك تعتبر القيم احكاما مكتسبة من الظروف الاجتماعية المحيطة بالفرد ويقتنع بها ويتشكل ادراكه وسلوكه وفقا لها وبالتالي تحدد مجالات تفكيره ونمط سلوكه وتؤثر في تعلمه
*مثال: قيمة تحمل المسؤولية والانتماء وهي قيمة يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه وتختلف طبيعة وقوة تأثير هذه القيم بأختلاف المجتمعات والجماعات لكنها من القيم التي تحظى غاليا بالقبول والتقدير كما انها تشكل قيمة ذاتية جديرة بالاهتمام لدى فرد معين او تتسم بالعمومية لتصبح محل تقدير واهتمام المجتمع بجميع افراده وجماعاته
قيمة المواطنة:*تعد قيمة المواطنة احد القيم المحورية التي تمثل العلاقة بين الانسان والمكان الذي ينتمي اليه والذي يعيش فيه
*هي قيمة ذات اهمية لدى المجتمعات الانسانية كونها وسيلة هامة لتحقيق الاهداف التنموية
ماهو تعريف المواطنة والمواطن:يعد مصطلح المواطنة من المصطلحات الحديثة نسبيا وان كانت هناك محاولات لدى بعض المفكرين القدماء لتعريفها
المواطنة في ابسط صورها:انتماء الانسان الى بقعة ارض ما ويعرف المواطن: على انه الانسان الذي يستقر بشكل ثابت داخل دولة ما ويحمل جنسيتها ويشارك في تحقيق اهدافها ويخضع للقوانين الصادرة عنها ويتمتع بشكل متساو مع بقية المواطنين بمجموعة من الحقوق ويلتزم بأداء مجموعة من الواجبات تجاه الدولة التي ينتمى اليها
تعريفات المواطنة:*تعريف دائرة المعارف البريطانية: العلاقة بين الفرد والدولة تستند في عمقها على منظومة من الحقوق والواجبات وهي اساسا جوهريا في التشكيل الحديث للدولة وترتكز المواطنة على ركائز ثلاث وهي المساواة والعدالة والحرية
*تعريف الموسوعة السياسية:صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه الى الوطن
*تعريف قاموس علم الاجتماع: مكانة او علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي من خلال هذه العلاقة يقدم المواطن الولاء وتتولى الدولة الحماية وتستند هذه العلاقة بين الفرد والدولة الى انظمة الحكم القائمة
*تعريف المواطنة من منظور نفسي:المواطنة هي الشعور بالولاء والانتماء للوطن وللقيادة السياسية التي تسعى لتوفير الاشباع للحاجات الاساسية وحماية الافراد من الاخطار المحتمله
*تعريف عام شامل:العضوية الكاملة المتساوية في المجتمع بما يترتب عليها من حقوق وواجبات وهو مايعني التعامل بشكل متساوي بين ومع افراد الشعب كافة الذين يعيشون فوق تراب الوطن دون ادنى تمييز وفق معايير قائمة على الفكر او الجنس او اللون او المستوى الاقتصادي او الانتماء السياسي وغيرها
قيم محورية مرتبطة بالمواطنة:
1-المساواة: تمكن الجميع من الحصول على العديد من الحقوق مثل التعليم و العمل والجنسية والمعاملة المتساوية امام القانون والقضاء واللجوء للاساليب القانوينة
2-الحرية: في ممارسة الشعائر الدينية وحرية التنقل داخل الوطن وحق التعبير عن الرأي والمناقشة مع الاخرين حول مشكلات المجتمع ومستقبله وحرية المشاركة في المؤتمرات او اللقاءات ذات الطابع الاجتماعي
3-المشاركة:تتضمن العديد من الحقوق مثل: المشاركة بأبداء الرأي في اتخاذ القرارات الخاصة بالمجتمع والعمل وكذلك الاشتراك في الجمعيات التطوعية لتقديم الخدمات لكل افراد المجتمع
4-المسؤولية الاجتماعية:تشمل الواجبات احترام القانون احترام حرية وخصوصية الاخرين الشعور بالمساواة في الحوقو والواجبات وكذلك الاحساس بالمجتمع والمشاركة في تقديم العون و الخدمات للاخرين والحث على العمل والاهتمام بقضايا ومشكلات المجتمع
ثانياً:المواطنة مفهوم متطور ومتعدد الابعاد*في القرن الحالي وبتأثير من العولمة والتغيرات الثقافية والاجتماعية العالمية تزايدت قوة الشركات متعددة الجنسيات وسقطت الحواجز التجارية مقابل تقلص اهمية الدولة القومية وتراجع قدرتها على تأمين ولاء مواطنيها السياسي كما ان انتشار وسائل الاتصالات وزيادة اعداد المهاجرين وتدفق رأس المال اثر وضوح دور المواطنة وظهرت الحاجة الى التوصل لانواع جديدة من المواطنة تتجاوز حدود القومية وقيود الدولة فقد تطور مصطلح المواطنة وظهرت انواع ومفاهيم ذات دلالات متنوعة جديدة للمواطنة من ابرزها:
1-المواطنة العالمية وتشمل معاني متعددة منها:
*الاعتراف بتعدد الثقافات واختلافها
*الاعتراف بتعدد الديانات واختلافها
*المشاركة في حل الصراعات بطرق سليمة
*تشجيع السلام العالمي
*فهم الاقتصاد العالمي
*الاهتمام بالشؤون الدولية
*احترام حقوق الاخرين وحرياتهم
*الاعتراف بوجود ايديولوجيات سياسة مختلفة حول العالم
2-المواطنة الكونية
*ظهرت لمواجهة الانتماءات القومية الضيقة عن طريق مجموعة جديدة من الحقوق والواجبات القابلة للتطبيق على الافراد وليس الدولة القومية فقط وان تختفي بعض الممارسات السلبية للسلطة والاكراه بهدف بناء الخصائص العامة للدولة بالحوار والاجماع
3-المواطنة العابرة القومية :
*تعترف بأن الدولة حقيقة وان الغالبية العظمى من المواطنين على الساحة الدولية سوف يربط بينهم تواصل التمسك بالانتماء الوطني ولكن ازديادات عدد الاشخاص ذوي الارتباط باكثر من دولة ادى الى الحاجة لوجود نوع من المواطنة تعطيهم حقوقا في كل البلدان التي يرتبطون بها وهذه المواطنة تهدف الى ايجاد مؤسسة تجمع بين المواطنة القومية كما تتعرف بالارتباطات القومية المتعددة
ثالثا:المواطنة الوطنية ومتطلبات مصداقيتها:*اشتقت كلمة المواطنة من مصطلح الوطن ورأى فيها ابناء الوطن الحب والوفاء له والتضحية بالغالي والتنفس في سبيله والارتباط واضح بين المواطنة والوطنية حيث تحمل معاني الولاء للوطن والغيرة عليه بينما تشكل المواطنة اطارا فكريا للمواطنة بمعنى ان الوطنية عملية فكرية والمواطنة ممارسة فقد يكون الفرد مواطنا لكن قد لايكون وطنيا
*الوطنية مصطلح متعدد الابعاد يحوي معاني سياسية واقتصادية ونفسية واخلاقية وثقافية وهي مفهوم انساني شامل بشكل عام ويشير مصطلح الوطنية الى تلك العاطفة القوية التي يشعر بها المواطن نحو وطنه وتتاكد بروابط ثقافية ودينية دعامة توجب على المواطن ان ينتمي الى وطنه وان يبذل كل مافي وسعه من اجل رفعة وطنه وان يقدم مايستطيع في سبيل المحافظة على سلامة وطنه واستقراره وبذلك فان الوطنية لاتكون بالقول بقدر ماتكون بالفعل حيث تتطلب الاخلاص في العمل والصدق في التعامل و الغيرة على المصلحة العامة
*تتضمن الوطنية الصادقة الصفات التي لابد من توافرها في افراد المجتمع ليتمكنوا من اداء واجباتهم تجاه خالقهم ثم انفسهم وولاة الامر ومجتمعهم وامتهم من اجل التمتع بحقوقهم بصفتهم مواطنين صالحين في مجتمع تتكافا فيه الفرص وتقوم العلاقات فيه على اسس متوازنة ومنتظمة وشرعي
متطلبات الوطنية الصادقة والفعالة تقوم على :
1-التمسك بمحاسن الاخلاق التي حددتها الاديان السماوية ومنها الاسلام وحث على التخلق بها وهي كثيرة منها: الاعتماد على النفس-الايمان بالقضاء والقدر- الاخلاص- القناعة وانكار الذات
2-الابتعاد عن مساوئ الاخلاق التي حذر منها الاسلام والتي تعتبر من انواع السلوك والفكر المنحرف مثل :الغش-الغدر-الكذب-الكسل-افشاء الاسرار
3-الاخلاص ويتضمن ذالك عدم النفاق وتجنب التضليل وهو من القيم الاسلامية الرفيعة كما انه من مكارم الاخلاق ومحاسنها لذا يعتبر الاخلاص احد عناصر المواطنة الصالحة في الاسلام
4-التكافل الاجتماعي الذي يحقق العدالة والتعاون بهدف تحقيق مبدأ المواطنة الفعالة
رابعاً:قيم المواطنة في المجتمع العربي السعودي جذورها مصادرها مبادؤها ومحدداتها:
المواطنة كمجموعة من الحقوق تعترف بها دساتير وقوانين الدول الحديثة لمواطنيها على قدم المساواة تمتد في جذورها الى العصور القديمة فعند الاغريق مثلا شكلت الممارسة الديمقراطية لأثينا نموذجا لها وعند العرب يبرز القرب من مصطلح المواطنة وقيمها في مايحمله الاسلام بمبادئه الجوهرية من المساواة في الحقوق والواجبات الى جانب مبادئ العدل والانصاف مع انتشار مفهوم الوطن بوصفه ارضا واضحة الحدود في البلاد العربية خلال القرن التاسع عشر برز الوطن الذي يقتصر على بلد عربي معين باعتباره اقليما متكاملا واضحت الوطنية في عالم متغير تعتمد على الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي
وفي المجتمع العربي السعودي ترتبط جذور المواطنة بالوطنية التي تتمثل في العاطفة القوية التي يشعر بها المواطن نحو وطنه والرابطة الروحية المتينة التي تشده اليه اللتان تجبان عليه ان يحب وطنه وان يبذل كل ما في وسعه من اجل رعته وان يضحي بكل مايملك في سبيل الله ثم المحافظة على سلامة وطنه وامنه واستقراره لكن الوطنية لاتكون بالقول قدر الفعل المرتبط بزيادة مساهمة الافراد في العمل الاجتماعي والتي تصبح ممكنة عند توفر الظروف والشروط الملائمة
*ولقد شكلت جذور المواطنة في المجتمع السعودي اساسا هاما لترشيح قيم الوفاء فيه وقاعدة رئيسية لبناء مفهوم المواطنة والوطنية من خلال عنصرين اساسيين يرتبطان بالوطن حددهما بعضهمم بمايلي:
1-ولاء مورث كرصيد لدى الانسان مصدره الهوية التاريخية للمواطن ومكوناته الاساسية لغوية واجتماعية ودينية وقبيلية وعائلية
2-ولاء مكتسب وهو رصيد متغير ينمو او يقل بناء على المحصلة النهائية لما يقدمه الوطن للمواطن ومايلقاه منه فاهم مايبحث عنه المواطن هو كرامة العيش والحياة واذا قدم الوطن للانسان الحياة الكريمة وصان حقوقه فأن ذالك يؤدي الى تنامي المكتسب من الولاء وبذالك يضيف الى الولاء المورث ومايعزز الوطنية
*وتستند القيم الخاصة بالمواطنة في المجتمع السعودي الى علاقات اجتماعية وخصائص شكلت طبيعة المواطنة فيه وفق المحددات التالية:
1-المملكة العربية السعودية دولة عقدية لانها تقوم من حيث اساسها التكويني على عقدية وتصور للوجود على فلسفة تنبثق عنها تشمل نظام الاخلاق والتشريع والعلاقات الاجتماعية
2-المملكة العربية السعودية دولة اسلامية ولايجوز وصفها بانها دولة دينية او علمانية بالمفهوم الغربي الاوروبي ذالك ان الدولة الدينية يحكمها فقهاء في الدين بصورة مباشرة او غير مباشرة فالمجتمع السعودي مسلم يقوم امره على واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والبيعة للملك في المملكة العربية السعودية يتولاها اهل العلم والعلماء وغيرهم وبياعة الشعب
3-المملكة العربية السعودية دولة اخلاقية من خلال التاكيد على العبودية لله والالتزام باداب واخلاقيات الاسلام التي تقدم مصلحة الجماعة
4-المملكة ايضا دولة حضارية لديها اهداف ايجابية في ميادين العلم والاقتصاد وكل ماينفع المواطنين ويخدمهم
مبادئ المواطنة في المجتمع السعودي:
1-المشاركة: تتمثل في مبدأ الشورى الذي حث عليه الاسلام
2-العدل : وهو مبدا مفروض على كل من يستلم السلطة
3-الحرية وهي متاحة للجميع دون استثناء مادامت وفق احكام وتعاليم الاسلام ومحققة لمصلحة الفرد والمجتمع
4-المساواة: وهي من الاسس التي يقوم عليها المجتمع السعودي حيث يتساوى الجميع امام القانون فلا فرق بين مواطن واخر بناء على اللون او العرق او الجنس او المركز الاجتماعي او المستوى المادي
واجبات المواطنه: كما كفلت المواطنة الحقوق للمواطنين المتمثلة بالمشاركة والعدل والحرية والمساواة فان هناك واجبات تقابل هذه الحقوق ويجب الالتزام بها لتحقيق المواطنة الكاملة ومنها:
1-المشاركة في تحديد اهداف المجتمع
2-الحفاظ على مقدراته
3-تغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية
4-الاخلاص في العمل
5-الصدق في التعامل
6-الغيره على المصلحة العامة
خامساً: المواطنة والتركيبة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية
يتمتع سكان المملكة بشكل عام بدرجة عالية من التجانس الثقافي والاجتماعي حيث توزعت المناطق السكانية على اربع قطاعات وتم توطين السكان الرحل عام 1950 وبالتالي بدأ الانسجام الاجتماعي بين السكان وبدأت اهمية العصبية القبلية بالتضاؤل تدريجيا الا انها لم تتلاشى نهائيا حيث استمر ارتباط التركيبة السكانية بشكل من الانتماء القبلي القائم على السلالة والاسر,كما توجد قواعد صارمة لدى الاسر تراقب من خلالها قواعد زواج القربى للحفاظ على نسل الاسر وانتمائهم
• محددات التركيبة السكانية واثرها على السكان:
1-الدين: يعتبر المحور الرئيسي في التشكيلة السكانية ومحددا لنمو العلاقات حيث يتمثل السكان لمبادئ الدين او اصول العقيدة ويحملو لها الولاء التام
2-المهنة: كان المجتمع قديما مقسما الى فئات مهنية وكانت وراثة المهنة تؤدي الى وراثة الوضع الاجتماعي وقد استمرت المهنة اساسا للتكوين الاجتماعي لفترات طويلة الا ان الوضع اصبح مختلفا الان حيث اصبح شغل المهن
يعتمد على قدرات الافراد او توافر الفرص الوظيفية او الرواتب التي تتيحها المهنة وذلك تسبب في تكدس السكان في مناطق دون غيرها وكثرة الطلب على مهن دون غيرها
3-التربية والثقافة: العلاقة بين التربية والاهداف الثقافية والاجتماعية عامل اساسي في التكوين الاجتماعي لذا يتوقع ان يكون لزيادة اعداد المثقفين ادوار تربوية وتنموية كثيرة تؤدي الى تطوير المجتمع
4-نظام القيم: لها دور اساسي في التركيبة الاجتماعية وهي تختلف باختلاف الاجتماعات
5-نظام التعليم: يؤدي دورا هاما في توحيد وتجانس التركيبة الاجتماعية وتوحيد الفكر وضبط السلوك
• من خصائص التركيبة الاجتماعية السعودية والتغيرات التي تشهدهاطرأت تغيرات على التركيبة السكانية في المجتمع السعودي نظرا لتسارع التغيرات المحلية والعالمية المتتالية و امتدادها لتشمل حياة البشر على مختلف الاصعدة مما ادى الى العديد من التحولات الايديولوجية والثقافية والاجتماعية ومع ذلك بقيت الوحدة الوطنية كأحد الاهداف التي تسعى لها المجتمعات الحديثة لتحقيق النمو الاجتماعي الذي تسعى اليه حيث استندت السياسة التنموية للمملكة على مدى العقود المختلفة الى توحيد الهوية والتغلب على كل التمايزات الثقافية والاجتماعية والقبلية وعدم المساس بالثوابت الدينية
سادسا: المواطنة والمكتسبات الحضارية والاجتماعيةهناك تأثير متبادل بين قيم المواطنة والمكتسبات الحضارية فأنتشار قيم المواطنة يعتبر من اهم العوامل التي تؤثر على نمو او تدهو المكتسبات الحضارية حيث ان التطور في المكتسبات الحضارية يجب ان يصاحبه تغير في النواحي المعنوية والفكرية حتى لايحدث مايسمى بالهوة الثقافية و هي احدى اهم المشكلات الاجتماعية والثقافية التي تنجم عن اختلال التوازن الاجتماعي وتخلف المكتسبات المعنوية عن المكتسبات المادية وتبرز قيم المواطنة هنا كأهم المكتسبات المعنوية كقيم تسعى لجمع افراد الوطن حول احترام المنجزات الحضارية والمحافظة عليها باعتبارها اهدافا
1-الممارسات الحضارية والاجتماعية وتحقق قيم المواطنة واهدافها العامة
تكمن اهمية المكتسبات الحضارية والاجتماعية في ماتقدمه من اسس لمجتمع قائم على العدالة والسلوك القويم فضلا عن شيوع المساواة بين المواطنين على اساس الحق وانتظام العلاقات الاجتماعية لصالح استقرار المجتمع
واستناد الى ذلك فللمواطنة قيم واهداف عامة تحاول تحقيقها من خلال مجموعة من الاهداف والممارسات الحضارية والاجتماعية منها
1-غرس النظم القيمية والحضارية والاجتماعية في نفوس الافراد
2-غرس الطموح والارتقاء بالافراد
3-تدعيم الهوية الوطنية لدى الافراد
4-تدعيم الشخصية بالانتماء للمجتمع والحفاظ على مقدراته
2-الاليات الحضارية لتحقيق فهم المواطنة
يوجد ارتباط واقعي بين مفهوم الاتجاهات والدوافع والرغبات والحاجات ومع ان القيم تتكون في مواقف عديدة من الحياة التي تمارس بين افراد المجتمع
فانها تحظى بالتقدير حينما تكون لكل المجتمع وفي مصلحته وتعبر حضارته كما انها تعد تعبيرا عن مواقف اجتماعية تحدد طبيعة العلاقة بين ابناء الوطن وتنتج ايضا عن السلوك الاجتماعي الذي يشكل شبكة العلاقات التي تؤثر في تكوين الاتجاهات نحو المواطنة
وهذه القيم تؤثر بشكل مباشر في المجتمعات من الناحية الحضارية والاجتماعية ومن خلال مجموعة من الاليات التالية :
1-التضامن الاجتماعي 2-العدالة الاجتماعية 3-الحرية 4- الديمقراطية 5-الكرامة
3-التنشئة الاجتماعية ودعم الانماط الفكرية والسلوكية لتأكيد قيم المواطنة
*تقوم التنشئة الاجتماعية بتأكيد قيمة المواطنة من خلال اكساب الافراد مجموعة من الانماط الفكرية والسلوكية منها:
1-التكيف مع المجتمع والاخرين
2-الاستقلالية في الكسب والاختيار والتعبير
3-تكوين الاتجهات النفسية والاجتماعية الايجابية
4-تكوين القيم الخلقية والوجدانية في نفوس الافراد حسب معايير المجتمع
سابعاً:اهم المكتسبات الحضارية والاجتماعية والمؤثرة في الافراد والمجتمعات1-قبول مبدأ المواطنة في المجتمع :لابد من توافر العناصر التالية
*النية الحسنة *ثقافة الديمقراطية *تنمية قيم المواطنة
*مؤسسات المجتمع المدني *تطوير البنية الاجتماعية التقليدية
*المشاركة الايجابية الفاعلة *تعزيز فهم مشترك وواضح للقضايا والمشكلات
2-الانتماء: الانتماء للدين والقيم يكون من خلال:
*الكرامة المجتمعية
*التخلق باخلاق المجتمعية والقدوة الحسنة
*تجنب كل مايسيء الى الكرامة الوطنية
*بذل الجهود من اجل المحافظة على تنمية المجتمع
ثامناً: التواصل بين المجتمعات والاجيال في ضوء الثوابت الدينية وقيم المواطنة
*من الظواهر السلبية لسوء التواصل بين الثقافات والاجيال
1-تصاعد وتيرة التعصب او العنف او الارهاب او التطرف
2-مقاومة التغيير ورفض الاختلافات وتجنب التواصل الفعال والمثمر
*متطلبات التواصل الفعال
1-التواصل مع الاخر في التصور الاسلامي
*ان الاخر انسان له حصانته وكرامته
*النصوص الاسلامية اكدت على اخوة بني الاسلام
2-الحوار:
*الحوار الموضوعي(الخارجي-مع الاخر):والاخر قد يكون موافقا او مبانيا ومغايرا في العرق والانتماء والجنس والثقافة والرأي والمواقف وربما تصل المغايرة الى درجة العداء والصراع ويتضمن هذا النوع من الحوار مراجعة الكلام في شأن ما او رأي ما لتعزيزه فالحوال حول تصويبة او تطويره يؤدي الى الاتفاق او التجانس او التكامل وهو مايفيد بانه نظام لغوي للتخاطب بين المتحاورين
*الحوار الذاتي (الداخلي-المونولوج) وهو ذو قيمة كبرى في هذا المقام لانه اداة مراجعة المرء لاعماله وسلوكه وارائه وتصوراته وابحاثه ليصل فيها الى حالة يرضى عنها ويتقبلها المجتمع بقبول حسن ولاتتعارض مع القيم الخلقية ومبادئ الشريعة السمحة
*وللحوار اداب وله قيمته العلمية وانعدامه او عدم الالتزام بادبه يقلل من الفائدة المرجوة منه للمتحاورين حيث ان بعض الحوارات تنتهي قبل ان تبدا هذا ويعتبر الحوار مع الاخر قديما قدم البشرية وينبثق من :
*اعتراف كل طرف بالاخر
*احترام كل طرف للاخر وعدم الوقوع في استخفاف أي منهما للاخر في منزلته وثقافته وجنسه ولونه
*الايمان بالندية والمساواة في منزله الطرفين اذ لايجوز الانطلاق من العصبية والهوى او الهيمنة والتسلط
*الانفتاح على الاخر نفسيا وفكريا وموضعيا وعدم وضع شروط مسبقة لمراجعة أي مسألة او موضوع وعدم اللجوء الى قوة الحجة والتفوق بالحديث لاثبات الذات على حساب الاخر
*الوعي بالذات هوية وكينونة واعتماد الرغبة في الحوار والثقه به والارادة والمعرفة وتبني القيم في الوصول الى اهداف مشتركه تفيد الجميع فالحوار بهذا المبدا يحقق العدالة ويبعده عن السقوط في الجدل العقيم غير المنتج فالحوار ينبغي ان يقوم على النظام اخلاقي يساهم في تحقيق اهدافه ويدعم استمرار وفاعلية وظائفة

مادعوة أنفع ياصاحبي من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن ياقارئاً أن تسأل العافيه والغفران للكاتبه
|
التعديل الأخير تم بواسطة سما العز ; 02-03-2012 الساعة 08:27 PM.
|