[رغد محمد]

’

هِيَ سَمرَاءٌ هَارِبَة مِنْ هُمُومٍ لَم تُشكِّل مَوسُوعةِ بَقايَا للنِّسيَان ,
فَـ تجَاعِيدُهَا التي تزدادُ يَومًا بعدَ يَوم المَمزُوجَة بـ إسوِدَادٍ مَهول حَولَ عَينيهَا تُظهرُ لَنَا خفايَا تفاصِيلُ حَيَاتُهَا ,
فَـ مَنْ اِعتادَت علَى سِقايَة الآخرَين مِنْ مَنبَعِ الأمَان وَ الحُب وَ التَّوَاضُع جَديرَةٌ بِـ الذِّكِرِ فِي مَجَالِسِ الإحَسَاس بِـ الآخرَين.
أُجزِمُ أنَّ مَنْ لا تملِكُ قلبًا كـ قلبهَا سَـ تتحوَّل حَيَاتُهَا إلَى مُوميَاءٍ مُتحرِّكَة !
لَستُ أبَالِغ , فَـ مِنْ المُتوقَّعِ ذلك مُنذُ أنْ نَشَأت تلكَ الفتاة فِي قريَةِ الاِبتِسَامَة وَ الرِّضَا عَن الذَّات بعيدًا عَنْ مَدينةُ العُلُو النَّفسِي المُتخصِّصَة في نَزعِ الرَّحمةِ مِنْ القلب ,
وَ دِرَاسَة أنواع النُّكرَان وَ التَّكبُر بِـ أنوَاعِهِ المُنكرَة.
لِـ نعُد لِـ تلكَ الفتاة _ مَنبُوذَة المُجتمَع _ ,
فَـ هِي بعيدةٌ عَن التَّثقيفِ وَ التَّعلُّم وَ مَعَ ذلِك تملِكُ مِن الخِبرَات وَ الحِكَم الكَثير وَ عَاشَت قِصَصًا لا تُحصَى.
حتمًا سَـ تستغرِبُونَ مَا سَـ أقولَه ! أتعلَمُونَ مَن هِي .,؟!
هِي لاشَيء بِـ النِّسبَةِ لَهُم ,
فَـ قِرَاءةُ مَلامِحُهَا ليسَ بالأمرِ الصَّعِب , وَ على الرَّغمِ مِنْ ذلك ,
هُنَاكَ مَنْ يَصعُبُ عليهِم ذلك وَ هُم الجُهَلاء الذينَ يَحسبُونَ أنَّ الدُّنيَا مِلكَهُم وَ أنَّهُ لا
يُوجَد أفضَلُ منهُم عِلمًا وَ ثقافة _ وَ رُبَّمَا دِينًا _!
للأسَف ,
مَافائدةُ العِلم إنْ لَم يُعلِّمُكَ كيف تشعرُ بـِ الآخرَين ؟
وَ مَا ثمرَتُهُ عليك إنْ لَم تُسَاعِدهُم وَ تُحسِن عليهِم .؟!
بِـ التَّأكيد هُناكَ مَن سَـ يُتمتِم وَ يُهمهِم تجَاهُلاً لمَا قرَأ , لابَأس , قد اِعتدتُ عَلَى ذلِك .!
لِـ نعُد لِـ تلكَ النَّقيَّة , فقد لَفتنِي ثوبهَا الأسوَد ,
لا , بَل أصبحَ لَونهُ هكذا .! بمَا أنَّهُ ليسَ لديهَا مَا ترتديهِ غيرَهُ قط !
فقد كَانَ مَليئ بِـ الألوَان الزَّاهِيَة البَاهِيَة التي تُسعِدُ النَّفس وَ تُشرِحُ الصَّدِر. وَ مَعَ تغيُّر النُّفُوس الضَّالَة مَالَ إلى السَّوَاد وَ يَزيدُ إسوِدَادًا لَحظةً بِـ لَحظة .!
لقد أعطَت وَ أعطَت للآخرَين الكَثير وَ الكَثير وَ لازَالَت تعطِي على أملِ أن تلقَى السَّبيل للحُب وَ الاِحترَام وَ التَّقدِير ,
وَ مَعَ ذلِك فقد بَخِلَ عليهَا الآخرُون حتَّى بِـ السُّلامِ عليهَا حَينمَا تعبُرُ جَانِبَهُم !
حتمًا هِي لا شَيء !
لاَشَيء , لاشَيء !! ألا تُدرِكُون ذلك .؟! أم أقنعتكُم بِـ تلكَ الفِكرَة ؟!
إذًا , لِمَ تسألونِي عَنهَا ؟! لِمَ أكمَلتُم قِرَاءة أحرُفِي المَليئة بِـ الشَّفقة علَيهَا .؟!!

*

فَوضَى عَارَمَة مَليئة بِـ السُّكُر !! ,
انتهَى.
لا أُحلَّل النَّقل بدون ذِكرُ المَصدَر .,!