[رغد محمد]

’


سَلامٌ كَريمٌ عَطُوفٌ مِنهُ سُبحَانه إِليكِ غاليتِي.~


لا أعلَمْ مَا أقُول يَا صَديقتِي ؟!
فـ العُقُودُ اللؤلُؤيَّة المُكوَّنَة مِنْ ثمَانٍ وَ عِشرين نَقاء لَمْ تقِف مَعِي هَذِهِ المَرَّة لِـ تشُدَّ مِعصَمِي حَتّى أعبِّر عَمَّا يُخالِجُنِي مِنْ مَشَاعِر صَادِقة الآن.
أشَاهِدُ الجَمَيع يُعبِّر عَمَّا فِي قلبِه وَ يُبَارِكُ لَكِ اِكتِمالَ إبدَاعُكِ العِلمِي "الشَهَادَة الجامِعِيّة" وَ أقِفُ أنَا عَاجزَة بَينَ صُفُوفِ المُهنِّئين بَل أوَّلَهُم بِـ قلبِي وَ رُوحِي وَ كَيَانِي مُغرَورَقةِ الدُّمُوعِ فخرًا بِكِ وَ بِـ قلبٍ خاضَ صِعَابِ الحَيَاة وَ صِرَاعَاتِهَا المَرِيرَة بِكُلِ قُوَّةٍ وَ شَغف.
كيفَ لِي أن أصِفَ ذبذبَاتِ الصِّدِق فِي مَشَاعِرِي يَا أُخيَّتِي ؟!
فَـ مَنْ يَعرِفُ إنسَانَة تمتازُ بِـ الخُلُقِ الرَّفيعِ وَ الأدَبِ القوَيمِ وَ الرُّوحِ المُتأمِّلَةِ بِـ غدٍ أجمَل حَتمًا سَـ يَعجَزُ عَنْ تكوينِ أبجَدِيَّةٍ تليقُ بِهَا!
وَ خَالِقي يا أُخيِّتِي , فرحِتي بكِ تجَاوَزت أكبرُ المُحيطَات وَ أعمقِهَا , وَ تخطَّت السَّمَاءُ السَّابعَة , وَ تَرَاقَصَت مَعَ العَصَافيرِ وَ الطُّيُورِ المُغرِّدَاتِ , بَلْ مَا يحتويهِ قلبي الآن أكبرُ مِنْ ذلك بِـ كَثير , كثير وَ الله .!
مَازَالَ يتبَادَرَ إلى أُذُنَيَّ صَوتُكِ العذب وَ أنتِ تُخبريني " خلآآآآآص اِتخرَّجت مُشرِفةُ النَّبض " , كَم مِن السَّعَادَةِ قد اِحتوتنِي وَ ضمَّتنِي حِينهَا بِـ كُل حُب وَ أُخوَّة.
هذهِ البِدَايَة لِـ نهَايَة نجاح , فـ اغتنِمِي الفُرصَة لِـ تنثُرِي نجاحًا أكبَر يَا غاليَة !


،


أنتِ يَـ النُّورِي خِرِّيجَةُ هَذِا العَام , تركتِ أيَّام السَّهَر وَ قِلَّة النَّوم, الاِختِبَارَات وَ الدَّرَجَات, الأستاذات وَ الفُصُول الدِّرَاسِيّة, الوَاجِبَات وَ التَّكَاليف وَ البُحُوث الكَثيرَة.
كُلَّ ذلِك قد اِنتهَى , وَ ابتدَأت الحَيَاة الوَاقِعيَّة , فـ طمُوحة مِثلُكِ يـ الألماس لَن تيأس أبدًا , وَ لن تُسيطِر عليهَا مُحطِّمَات النَّفسِ بتاتًا .! أتعلَمِين لِمَ؟!
لأنَّ مَنْ تذكُر الله فِي كُلِّ حِينٍ , وَ تخشَاه حتَّى فِي شِدَّةُ الضِّيقِ سَـ تعيشُ بِـ أمَلٍ وَ لو تحدَّاهَا العَسِير !
هَكذَا أنتِ غاليتي وَ هَكذَا أراكِ دُومًا يَا الشَمعَة الدّافِئة التِّي تحترِق لِـ تُضِئ دُرُوب التَّائهين.
بِـ شهَادَتكِ هذهِ يا جميلَة , قد رفعتِ رَأس مَنْ تأنَّقتِ فِي رحمهَا لِـ تِسعةِ أشهُرٍ , فَـ ترعرعتِ بظلِّ مَنْ تفتخرُ بقولكِ لَهَا : ( مَامَا ) , فما حجمُ فخرهَا الآن وَ هِي ترَى اِبنتُها قد صَعَدت سِلَّمُ التَّفوُق ؟!
وَ تفنَّنتِ بِـ رَسِمِ اِبتسَامةٍ عَلَى مُحيَّا الـ ( بَابَا ) مُعبَّرًا عَن شُعُورِ الفخرِ بمَا أنجَزَتِ يا مُبدِعَة . صِدقًا , لا استطيعُ تخيُّل حَجم فَرَحتِهِمَا بكِ , فَـ عجزِي عَن وَصف فرحتِي بكِ كَفيلَة بإظهَار عجزِي عَن تخيُّل فرحتِهِمَا .

،’


أبجدِيَّتِي التِّي صَنعتُهَا لَكِ , كُنتُ قد سَرقتُهَا لِـ لَحَظَات مِنْ أحرُفٍ تخشَى وَصفُكِ يَـ النُّورِي حتَّى أُعلِّمُها لـِ تقول:" مُبآرَك لِك يَـ الغاليَة عَلَى تحقيقِ طُمُوحكِ وَ تخرُّجُكِ بإبداع حبيبتِي ".~
اِعذريني , أحرُفِي بَكَت إلَى أن جَفَّت عَينَيَّ مِنْ الدَّمُوع ! فَـ فِراقُ مَنْ هُمْ للسُّمُو مَدرَسَة لَـ هُو شَديدُ الوَقعِ على النَّفس يا أُخيَّتِي .~
أشعرُ أنَّ أبجَدِيَّاتٌ الكَون لَن تكفِي لِـ تصِف مَشَاعِري والله!
استودعكِ رَبِّي يَا خِرِّيجَة البَكَالِريوس .~


،