[ذكرى مؤلمة]

ما جعلني انقل طرح هذا الموضوع الا لما يعانيه المعلمات في جميع انحاء المملكه من حوادث مؤساوية لبعد المسافات ورغم حركة النقل الهائلة لهذا العام الا انها لم تحقق رغبت الكثير في ذالك مما يجعل حياتهم في خطر...

فتعد حوادث المعلمات بمثابة شبح يهدد هاجس الصبا والأمومة,, والذي يغتال هذا الشبح زهرة الفتاة التي طالما أن سهرت الليالي بالكفاح تخطوا بخطوات ثابتة نحو بناء مستقبلها.. كالطير حينما يشدوا مع وقت الشروق.
ولكن لصور هؤلاء الفتيات يذهبن لمدرستهن قبل الشروق والبعض يذهبن قبل تكبيرة المؤذن لصلاة الفجر...
يحتضنون دفاترهم التي ترضعها أقلامهم الحمراء والزرقاء وربما السوداء ولكن ربما تختلط هذه الألوان بدمائهم الزكية في حادث مروري مروع.

ومن هذه الصور نستشف منها صورة معلمة كانت تحلم بالنقل من قرية تبعد 200 كيلو متر عن منزلها ولم تفلح خطابات ولي أمرها التي تكدست في أدراج أحد المسئولين دون النظر في أمر هذه الفتاة التي كانت تعد العدة لترتدي ثوب زفافها بعد انتهاء عامها الدراسي ولكن ارتدت ثوب ابيض ناصع البياض يكسوها في قبرها ومن المحزن أن ولي أمرها حينما قام المسئول بتقديم واجب العزاء له على قبر ابنته قال له وين خطاباتي اللي كنت اكتبها لك هذه نهايتها دفنتها لي في ها لمقبرة حسب الله ونعم الوكيل..

وفي صورة أخرى تعول معلمة في منطقة نائية أطفالها الخمس وهي حامل في شهرها الخامس ويفقدون هؤلاء الأطفال أمهم في حادث مروري مروع تطايرت أشلائها على جنبات الطريق تلوح بدمائها بدون مجيب..

وأخرى تقوم بتوزيع بطاقات دعوة في مدرسة قريتها التي تعمل بها وذلك لتدعوهم لحضور زواج أخوها الصغير في أحد قصور المدينة وبعد ذلك ودعت هذه الدنيا بحادث مروري مروع..

ومعلمة أخرى غربلتها السنين من قرية لقرية ومن محافظة لمحافظة ولم تستقر إلا في القبور..
فأين دور وزارة التربية والتعليم,, نحن مؤمنين بالقضاء والقدر ولكن لماذا لا يتم تعيين المعلمات من نفس القرى لنكبح بذلك جماح هذه الحوادث فقد يبادر البعض بالقول اللي ما تموت تحت عجلات السيارة فسوف تموت على فراشها ولكن سوف يستمر مسلسل حوادث المعلمات كل يوم .


واختلطت دمائهم بدفاتر التحضير..


تناثر الجسد وبقيت أقلام معلمات القرى ودفاترهم شاهدة على العصر..

رجل امن يقرأ ورقة تحضير معلمة فارقت الحياة..

ملابس المعلمات .. عبايات ملطخة بالدماء..

كما هو مدون على واجهة الكتاب ( اضحك مع الطلاب والمعلمين )..

محتويات كانت بحوزة المعلمات ولكن ...

صورة لحافلة المعلمات من الداخل...

أزهق الحديد أرواح المعلمات وبقي الحديد شاهد...

صورة لحافلة المعلمات من الخارج...

الحافلة وبجوارها جثث المعلمات...

رجل امن يقوم بتغطية جثة سائق المعلمات...

جثتان لمعلمتين قد قضوا في الحادث...

هذا ما بقى من التحام في حوادث المعلمات شاحنة تحتضن سيارة بها مجموعة من المعلمات انتقلوا جميعهن إلى جوار ربهم...

ما يفل الحديد إلا الحديد .. ولكن في هذه الصورة قد فل أروح معلمات في عامهم الجديد..

حادث هؤلاء المعلمات يبقى ذكرى مؤلمة حيث قضت معلمة وزعت دعوات زفافها قبل هذا الحادث بعدة أيام..

أخرجت الجثة من ركام هذه السيارة وبقي القلم شاهداً على حوادث المعلمات...

رجال الدفاع المدني يخرجون إحدى المعلمات المتوفيات في وقت الصباح الباكر.,.

في هذا الحادث توفيت المعلمة خديجة والمعلمة عزيزة وبقيت ذكراهم مؤلمة في أذهان عائلتهم..

ماذا يوحي لك يا عزيزي المشاهد صورة مقدمة هذه الشاحنة التي كانت طرفاً في حادث المعلمات..!

الشاحنة في صورة أخرى...

وسائل نقل منتهية الصلاحية تقود معلمات إلي قبورهم...



بعد هذا كلة لا يبقى لنا سوى ان نقول..
لا حول ولا قوة الا بالله..
رحمهم الله وألهم اهلهم الصبر والسلوان..

أسف على الإطاله..
لكم ودي واحترامي.