[مربط الجن]

السلام عليكم

الحقيقة وقبل أن استطرد بالرد احب أن أنوّه بأن هذه الظاهرة التي تم طرحها هنا ومحاولة مناقشتها بالاخذر بجميع الآراء ليتم بذلك تكوين فكرة عن أصل هذه الظاهرة , لم أكن أريد ان اتشارك بالنقاش لأنه امرٌ مفروغٌ منه .

ولكن وجود بعض الافكار واراء الاخوة والاخوات التي استوقفتني قليلاً أجبرتني على التعليق هنا واستوضاح بعض النقاط التي قد تغافل او تم الابتعاد عنها بهذا الحوار .

اخواني واخواتي , المسألة ليست مسألة أحقّية بتفتيش الجوال أم لأ وان كنت ضد تسميتها بالتفتيش المطلق لأن بهذا المصطلح توضع الفتاة تحت الاضطهاد اللغوي الشامل للعديد من الامور التي لم يتطرق لها هذا الفعل , فقد يثير هذا الامر الفتاة الى التعصّب وأخذ موقفٍ ضد من قام به , فالفرد هو لبنة المجتمع الأولى وهو مكونها الأصلي..حيث أتى المجتمع كوجود متأخراً عن الفرد, ونتيجة لطبيعة حاجات الفرد الفطرية وجهده العقلي والعملي تكوّن المجتمع .. ومن سمات الفرد الأخلاقية والإنتاجية تشكلت هوية المجتمع, ولم يأت المجتمع سابقا على الفرد بأي حال من الأحوال، كما لا وجود للمجتمع بدون أفراد.

وهذه حقيقة ملموسة ومحسوسة ومحسوبة، حتى في تكوّن المادة, فالسيل يتكون من قطرات المطر وليس العكس. كما أن قضيب الفولاذ والذي يعتبر من أقوى المعادن صلابة، يتكون من جزيئات كربونية تشكله. وإذا حدث أي خلل في قضيب الفولاذ المنتج أو رغب في تطويره، يتم الرجوع لجزيئات الكربون المشكلة له ومعالجتها أو تحسينها.
وإذا صدق مبدأ جودة المادة من جودة الجزيئات، الصماء غير الحاسة، المكونة لها..فمن باب أولى أن يصدق ذلك على الفرد، الجزء الأول المكون للمجتمع، الذي تحركه أحاسيس ومشاعر وينبض بالحياة.

ولا يمكن أن يزاول الفرد دوره الطبيعي بالمجتمع بدون تلبية حاجياته المادية والمعنوية التي تضمن له مستوى مقبولا من الحياة البشرية الكريمة, ولذلك اكتسب الفرد حق الخصوصية التي يجب أن يضمنها له المجتمع كحق من حقوقه المقدسة تحمي له فطرته كإنسان حر، لا يستطيع أن يعمل لا عقله ولا جهده بدون خصوصية حريته كإنسان حر كما فطره الله عليها دون غيره من خلقه.

حيث قال الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه مقولته الشهيرة غضباً على من انتهك كرامة وحرية الأفراد ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارً..؟! )

ولذلك فلتحسين المجتمع يجب تحسين الفرد المكون الأساس له..إذاً فالخصوصية كمبدأ حقوقي ينطبق أكثر على الفرد لا على الجماعة, وذلك كحق للفرد على الجماعة التي ينتمي إليها وهنا هم العائلة، وذلك بعدم اقتحام حياته الخاصة ما دام لا يضر أو يخل بحقوق الآخرين

أي إن مبدأ الخصوصية هو حق من حقوق الشخص على من يعايشه سواءً زوجة ام اخت ام أيُّا كان، يجب أن يراعى ويصان، ولكن أن يستخدم مبدأ الخصوصية لاقتحام حياة الفرد وقمعه فهذا قلب لموازين المبادئ الطبيعية والشرعية والحقوقية غير منطقي أو مبرر. وعندما يطبق هذا المبدأ بالمعكوس من قبل احد افراد العائلة بتسلط تضيع كنتيجة لذلك حقوق الشخص بشكل صارخ ومثير للجدل والاشمئزاز. وتحت سنابك منطق مبدأ الخصوصية المعكوس يتم سحق حقوق وخصوصيات الأفراد والفئات بإسم الخوف عليهم المزعوم.

ولذلك يجب على من أُنْتُهِكت خصوصيتها بالوقوف أمام من يستبيحها .. فالنقاش العقلاني هو إحراج المتزمتين و المنغلقين على أرائهم .. لذلك استعيني بسلاح الدين لمحاربة أفكارهم المتحجرة و استشهدي بآيات و أحاديث و قصص مأثورة في العهد النبوي و عهد السلف الصالح لأن الدين في صفك و بإذن الله بينصفك .