لقد طرحت هذا السؤال المهم على عدد من العاملين في مختلف القطاعات، ووجدت أن أغلبية من لا
تربطهم مصالح شخصية وابتزاز مصلحي لمواقعهم العملية، يرون أن الابتعاد هو الحل الأفضل، لأن الصبر على مثل هذه الأمراض المجتمعية يفقد القدرة على الإبداع والعطاء والعمل والإنجاز، لأنها تضطر صاحب هذه القدرات على توجيه جزء من وقته وفي مراحل متقدمة أغلبية وقته للصراع معها، مع العلم أن الصراع معها صراع فاسد مفقد للقدرة على الإصلاح أو التطوير، حتى أن واحدا ممن تمت مناقشته في هذا الشأن أطلق على هؤلاء المزعجين وصف ''دمل ...''، وقصد بذلك أنه دمل صغير يأتي في موقع حساس من الجسد يجعل حياتك جحيما فلا تستطيع أن تجلس ولا تستطيع أن تتحرك أو أن تنام ثم لا تستطيع أن تشتكي منه لحقارة حجمه وموقعه من الجسد، لكنه مع ذلك يصبح مؤذيا للروح والجسد والعقل، ولا تجد بدا من أن ترفع الحظر عن المنطقة الحساسة وتسمح ليد الطبيب أن تتدخل للقضاء عليه وإراحتك منه، ومع أن القضاء عليه يترك بعض الألم وعدم الارتياح، لكنه يطمئن الروح والجسد على عودة العمل السليم ضمن المنظومة الجسدية السليمة.