[Aowedh Alsolmi]

أنا ورجلي المكسورة في مبنى المباحث العامة


انكسرت رجل أخوكم العبد الفقير وأوصى الطبيب بتجبيرها من أعلاها لأدناها
وأوصى بوضعي في المستشفى لمراقبة الحالة الذي ولله الحمد خرجت منه من ظهيرة الغد
لزمت المنزل وزارني الكثير من الأخوة والأصدقاء والأقارب وكلٌ منهم يحمل وصفة يزعم أنها تسرع في التئام الكسر ,
نزلت الأقلام ونشرت الصحف وأصبحت جبيرتي هي الصحيفة الحرة التي سيصول فيها ويجول أصدقائي وأربابي في الفكر من الخفافيش المنتشرة في النت
بدأت بتواقيع ومن ثم أعمدة كتلك الأعمدة الصحفية وتوالت الآراء حتى أن البعض أصبح يرد على مقال سابق في جبيرتي
أحدهم يقول ” جئت ولم أجدك , أين كنت ” وأحدهم يقول ” مالي أرى رجلك ألوان ملونة بنهج واحد متأسلم لا مجال للحرية المنحطة فيها ”
وأحدهم كتب قائلاً ” أطلع مع شارع صاحب السمو إلى شارع الأمير فلان وأسال عن مركز لعلاج مرض معين يقولون هل تقصد مركز الأمير فلان لعلاج كذا , وأفتح الصحف ولا أكاد أعد أسماء الأمراء فيها , حتى أن صحيفة ما اختصرت صلى الله عليه وسلم بـ ( ص ) ولم تختصر بعده بسطرين جملة صاحب السمو فلان بن فلان بن فلان أطال الله بعمره وأبقاه ”
وأحدهم علق على جبيرتي ” لماذا لا ينزع الإعلام السحنة البوليسية التي يتقلدها , بالأمس اتصلت على قناة محلية لكي أطرح

مداخلتي فسألوني وراء الهواء , من أنت ؟ كم رقم هاتفك الثابت ؟ لا تعطينا رقم جوال !
ما هي مداخلتك ؟ أغلق الخط ونحن سنتصل عليك لكي تتأكد أنك لن تفلت من أجهزة الدولة فيما لو أفلتت منك كلمة ما على الهواء ”
وأحدهم علق على الجبيرة ” من لديه أي معلومة عن موقع بري شاغر للتنزه لا يكون قريباً من أملاك خطيرة فليتواصل معنا عبر …………….. ”
وأحدهم قال ” خذوا شهاداتي وامتيازاتي الجامعية وسيرتي العبقة وخذوا أفكاري واختراعاتي وأعطوني وظيفة في بلد الواسطة هذا ”
وأحدهم تعمق جداً في مكان عاموده الذي كتب فيه ” كل شيء في هذا البلد يتوارث حتى مرض العمى لم يخرج من منصب المفتي العام ابداً ”
إحداهن كتبت ” لو تغنجت ورميت الحجاب وكتبت غثاء من الكلام لاستضافتني الصحافة ونشروا غثائي كرواية في أقرب معرض كتاب ”
أحدهم كتب ” جراح الأمة ما تشفيها قمة ولا سلام ولا تطبيع ولا سخافة عباس وقريع ”
وزادت أعمدة الحرية في قدمي المكسورة وزاد الضغط على السيرفر الذي هو مجلسي فقد أنتشر عند الناس هذا المنفذ الآمن للتعبير عن حرية الرأي
فليس هناك أي تتبع للأي بي ولا أي بريد إلكتروني يرتبط بالجبيرة فقط قلم وأنزع عنك قبعة الخوف وعبر
أنا شخصياً لم أكن أتندر من الكتابة أنما كان أكثر ما يزعجني هو كثرة المتصفحين الذي يقلبون رجلي يميناً ويساراً لعلهم يحظون بمقال لم يقرأ سابقاً .
جاء موعد زيارة الطبيب وذهبت إليه ومعي جبيرتي الحرة والصوت الآخر الآبي
وبعد إجراء الأشعة السينية قام الطبيب يقرأ ما كتب في جبيرتي ومرت خمس دقائق ومن ثم أكثر وأكثر والطبيب يزداد تبسماً
ومن ثم قال لي : يبدو لي أن كسرك لم يلتئم بعد , أذهب وعد لي بعد 3 أسابيع
ويحي 3 أسابيع من الحرية المفرطة التي لم أتعود عليها ولم يتعود عليها أي مواطن
سحبت رجلي وخرجت فتذكرت أن الطبيب لم يشاهد أصلاً صور الأشعة فكيف عرف أن الكسر لم يلتئم
أردت العودة لولا أن شخصان أمسكا بيدي من اليمين والشمال
فقلت : شكراً لا أريد مساعدة
فصاح أحدهم : أنت الساخر أبوشمس
فقلت : نعم والعياذ بالله
سحبوني وكوموني في سيارتهم فعرفت أنه الموت الذي لطالما فررت منه وعرفت أن ليل العشاق بسرعة أنفضح
وفي المبنى المشهور سطحوني على سرير وقاموا يهيلون علي بالأسئلة وأنا أدفع بالتي هي أحسن ولا أملك غيرها دفعا
وعذري أنني لم أكتب ولم أخط ولم تكن الجبيرة مولودة معي وعليه فلن تدخل معي جنة ولا نار ولن اخذ بجريرتها أبداً
ومن ثم هامت الأسئلة حتى وصلت ….
من كتب كذا وكذا وأنا أجيب فلان وفلان
ومن كتب كذا وكذا وأجيبهم أيضاً ذاك فلان وفلان
وتوالت الأيام علي وأنا على سريرهم الوثير
حتى من الله علي وخرجت من عندهم معززاً مكرماً
ووصلت منزلي وتوافد من بقي من أصحابي ممن نسيت أسمائهم ولم أذكرهم فسلمهم الله حتى حين
ولما أستوينا بالمجلس غرر الشيطان بأحد الأصحاب وقام متوجها لي وبيده قلم
ورفع ثوبي مؤملاً أن ينال فراغاً في جبيرتي لكي يفرغ مكبوتاته الفكرية
ولكنه وجد مع الأسف خطان أخضران وبينهما العبارات التالية

عفواً، الجبيرة المطلوبة غير متاحة. Sorry, the requested splint is unavailable.
——————————————————————————–
——————————————————————————–
إن كنت ترى أن هذه الجبيرة ينبغي أن لا تُحجب تفضل بالضغط هنا.
If you believe the requested splint should not be blocked please click here.
لمزيد من المعلومات عن خدمة الإنترنت في المملكة العربية السعودية، يمكنك زيارة الموقع التالي: www.internet.gov.sa
For more information about internet service in Saudi Arabia, please click here: www.internet.gov.sa

للكاتب السآخر ابو شمس ..