تعالت الأصوات المطالبة باعتماد الشهادات العليا التي تم الحصول عليها عن طريق التعلم عن بعد، والتي صدرت من أعرق جامعات العالم. وأكد بعض الحاصلين على هذه الشهادات أن التعليم عن بعد الذي يعنى بفصل الطالب عن المعلم في الزمان والمكان والاتصال غير المتلازم بينهما لم يلق رواجا داخل الأوساط التعليمية في المملكة. وعبر الحاصلون على هذه الشهادات عن دهشتهم من تجاهل وزارة التعليم العالي لشهاداتهم الأكاديمية التي أفنوا سنين عمرهم بغية الحصول عليها. وأكدوا أن جميع دول العالم تعتمد مثل هذه الشهادات إلا في المملكة، وأنهم يعاملون أكاديميا خارج الحدود بينما تهمش شهاداتهم في الداخل.
واعترت أوساط المثقفين حيرة وتساؤلات لا سيما أن المملكة تسعى بجهود حثيثة لنشر مفاهيم التعليم الإلكتروني بكافة أشكاله وصوره.
"الوطن" طرحت الموضوع على مجموعة من المتخصصين والأكاديميين في السعودية، فقال حاتم الغامدي الحاصل على درجة الدكتوراه عن طريق التعلم عن بعد إن الحصول على الشهادات العليا مطلب شرعي لكل طالب علم ارتأى تطوير ذاته وقدراته. وأضاف أن التعلم عن بعد هو السبيل الأوحد للحصول على الشهادات العليا في وقت يتزاحم فيه المئات للحصول على مقعد في جامعاتنا. وقد ظهرت أنماط وأنواع من التعليم تهدف إلى تسهيل فرص التحصيل العلمي مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة.
وأشار إلى أنه في ظل هذا المناخ، ولهذه الحيثيات ابتكرت منذ سنوات عديدة مضت، وخصوصاً في البلدان المتقدمة فكرة التعلم عن بعد والتي تتجاوز الكثير من المألوف في الجانب التعليمي، وتكسر العديد من القيود التي قد تعيق الدارس وتقف حجر عثرة دون إتمام تحصيله، وكذلك تذليلاً وتسهيلاً لكل راغب في تحسين وضعه وتطوير ذاته.
أما محفوظ السالمي، الذي يعكف على دراسة الماجستير من جامعة كولمبوس في الولايات المتحدة الأمريكية، فأثار علامات التساؤل حول تجاهل وتهميش هذا النوع من التعليم في بلادنا في الوقت الذي تعترف به كل جامعات الدنيا. وأضاف أنها فرصة مواتية لينهل طالب العلم من هذه الينابيع المتعددة وهو في بيته، ويستطيع أن يتتلمذ على أيدي أكبر وأفضل هيئات التدريس والمتخصصين في كل قسم يريده ويختاره.
أما الدكتور خالد آل حسن مدير عام الدراسات والمعلومات بالوزارة، فيرى أن مفهوم التعليم عن بعد اختلط بالتعليم الإلكتروني والتقني، ما سبب لبسا حيث إن التعلم عن بعد مفهوم أوسع ذو بعد فيزيائي. وأضاف أن المملكة وضعت أقدامها في هذا المجال منذ استحداثها مفهوم الانتساب. وقال إن جامعاتنا بدأت تنحى منحى مختلفا في هذا المجال متمثلة في جامعتي الإمام والملك عبدالعزيز حيث بدؤوا بالتدرج في هذا النظام. وأضاف أن نظرة سلبية اكتنفت التعلم عن بعد لأنه لم توضع له القواعد الضابطة. وقال آل حسن إن التعليم مليء بالفئة التقليدية الذين لم يتمرسوا في نظام التعليم عن بعد فأنى لهم أن يحكموا على جدواه أو فشله.
وشدد الدكتور عثمان العامر مدير تعليم منطقة حائل على أهمية التعليم عن بعد والذي يرقى بتفكير المجتمع ويحقق احتياجاته. وأضاف أن المملكة طاردة وليست مستقبلة لأعضاء هيئة التدريس، مؤكدا أهمية فرض التعليم عن بعد في كافة المدن وخاصة النائية التي تفتقر إلى التخصصات الإبداعية.
مصدر الخبر:
http://www.college-help.org/WatSep13051.htm