[Fatema Alshareef]

محلات بيع دهان

اتفقت وصديقاتي أن نجتمع في الملاهي ونقضي بعض الوقت معاً , فركضت أخرج أجمل ماعندي

لارتديه وصففت شعري ورفعته بربطة تناسب ألوان ملابسي الزرقاء , دخلت عبر البوابات لأرى

فتيات في سني أو أصغر وعلامات البراءة والطفولة والجمال التي يجب أن تملأ مكاناً كهذا قد مسحت

ومسخت وقتلت واختفت من على وجوههن وعن ملابسهن , بل حتى أنها ضاعت في خصل شعرهن

فكل واحدة منهن هدفها السامي الخالد المهم أن تلقب بـ "كووووول" ويقال لها "واااااااو" وتنجذب

أنظار جميع من في مجالها المغناطيسي إليها فقط حتى لو أشبهت مهرجاً .


فإذا أردتي الحصول على لقب " كوووول" و" على الموضة" يجب أن ترتدي بنطالاً أكبر بنمرتين

من نمرة خصرك لتنزلق حافة البنطال من على خصرك وجميع من حولك حذرين ألا يقتربوا منك

حتى لا يدوسو طرف البنطال الذي قد يسقط بأي لحظة أما إذا كنت جريئة و" قدها" انزليه تحت

خصرك إلى أسفل الورك ليفسح مجالاً لقميص يبدو "كـ روب النوم" وصل إلى الركبتين وعلى

البنطال أن يكون طويلاً للحفاظ على نظافة الأماكن العامة ومسحها بشكل مستمر , أو قصيرة

وعريضة جداً لتوفير عدم الراحة للابس والناظر وقد تنزلق بأي لحظة لتجرح عيون "المشاهدين"

أما الأساور التي لامست الأكواع فهي للستر الذي أمرنا به فبسبب طول القميص وعرض

البنطال لم يتبقى ما يكفي من القماش لصنع الأكمام فتأخذ الأساور دور الكم.


أما ما فعلوه بوجوههم فحدث ولا حرج فقد نسي بعضهن غسل وجوههن صباحاً فغسلنها بكريم

الأساس كبديل عن الماء ورسمن أعينهن بخطين يشبهان مدار السرطان ومدار الجدي والحواجب

في القطب الشمالي لوجوههن عريضة كخطوط العرض , وبين المدارين وضعت عدسات بألوان

تشبه كل شيء إلا الألوان الطبيعية.


والشعر "الكنيش" و "الكدش" وهو " آخر موضة" و"كوووول" و "وااااااااو" و "يااااااااي"

وجميع تلك الكلمات التي تقال في هذا العصر لتعبر عن "الجمال" وهو عبارة عن ترك المشط

بعيداً عن رأسك لأطول مدة ممكنة أو حتى غير ممكنة وبعد ذلك تدخلين أي معدن

(بشرط ان يكون ناقل جيد للكهرباء) في مقبس الكهرباء 220 فولت وإذا وجدت أقوى

فلا بأس , وكلما أطلت التمسك بهذه الكهرباء , كلما نفشت كشتك وتوقعت وصولك للهدف

السامي الحصول على لقب "كوووول" .

أما بالنسبة للبلوزات و" الجاكيتات" فعليك بكل ماهو صارخ (حتى تصلي لحالة الصمم التام)

ولا تنسي "حذاء الكونفرز" والذي يعني بالعربية "الحذاء المريح" وهو حذاء الرياضة الذي

وضعت "الكووول" بصمتها عليه فطمست ألوانه المريحة للأعين وتم نقعه بسائل الـ"واااااو"

الذي أعطاه لوناً كالذي دهن عدساتهن و"الميك أب" وملابسهن به , حتى ملمع الشفاه الذي

من اسمه المفروض أنه يلمع أصبح يضيئ بجميع الألوان فأين الجمال ؟ أين الألوان الطبيعية؟

وأين المشط!!؟

أين الأنوثة والبراءة والنعومة ؟؟

شعرت بأني في مركز لبيع الدهان كأنني في دعاية صباغات ملونة. يدهن بها كل شيء فلا تزول.

مما راق لي المصدر: مجلة حياة للفتيات للكاتبة رنيم قرة كهيا..

بانتظار آرائكم ,,