عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 26-06-2011, 10:13 AM   #4

Aziza Yahya

azoOoz~ سابقاً

الصورة الرمزية Aziza Yahya

 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 497
افتراضي كن فيلسوفاً ..!



"إن الميزة الوحيدة اللازمة لكي يصبح الإنسان فيلسوفاً جيداً هي قدرته على الدهشة"

هذا ما يخبرنا به النرويجي جوستاين غاردر، الذي يعمل أستاذاً في الفلسفة وتاريخ الفكر في روايته
-عالم صوفي- التي حققت نجاحاً باهراً و أوصلتهُ للعالمية ،حيثُ تُرجِمت إلى أكثر من ثمانٍ وثلاثين لغة ..!



دار المنى | ترجمة حياة الحويك عطية| مكتبة جرير |550 صفحة| RS 79

الذي لايعرف أن يتعلّم دروس الثلاثة آلاف سنة الأخيرة ، يبقى في العتمة. *غوته

الاقتباس لغوتة في أول صفحات الرواية كفيلٌ بأن يجعلك متلهفاً لقراءتها و إلتهام مافيها من دروس،
بالطبع هي ليست مجرد رواية ..! كما كنت اعتقد في بادئ الأمر ، فـ بمجرد وصولي لـ الصفحة 19
عندما أرسل الفيلسوف المجهول لـصوفي أربع أوراق كبيرة مطبوعة على الآلة الكاتبة ,كانت تحمل
عنوان أو سؤال _ماهي الفلسفة ؟_من هنا تشعر بأن وقت الجدّ قد ابتدأ , حيث يقوم غاردر بطرح
الأمثلة والتساؤلات التي تجعل الإنسان يفكر ويتأمل و ينصدم أيضاً عندما يشعر بأنه مغمور في فراء أرنب !.



"هل مازلتِ تتابعينني يا صوفي ؟"

في كل مرة و بعد أن يلقي عليك غاردر بكمٍ لا بأس به من المعلومات والأحداث يطرح هذا السؤال ،
وكأنه يعلم بأنك تحتاج لمن ينبّهك حتى تعود من رحلة التأمل التي انطلق فكرك إليها ،وتتذكر أنك
تمسك برواية بطلتها هي صوفي وليس أنت ..!



"كانت صوفي قد أصيبت بدهشة عميقة ,إنها نسيت أن تتنفس ,وهي تقرأ .!"

هذه حال من يقرأ عن الفلسفة لـ المرة الأولى ، عندما تواصل القراءة لا تشعر بتلك الرغبة الملّحة في
معرفة من هو صاحب تلك الرسائل ، بقدر ما تتمنى أن تقرأ المزيد من الرسائل والمزيد من الفلسفة ،
مشّوق جداً هذا الـ غاردر .



"الميزة الوحيدة اللازمة لتصبح فيلسوفاً هي أن تندهش "

و بـ التعوّد على محيطنا وعلى الأشياء من حولنا ، تقل الدهشة فـ تتلاشى الفلسفة ، لا يعني ذلك أن لا
نعتاد أو نتكيّف مع مايجري ويحصل حولنا حتى نصبح فلاسفة , لكن ينبغي علينا عدم تقبل كل شيء
كما هو بدون مبررات وبدون معرفة الأسباب ..بدون تفكير ..بدون وعي ولا تأمل .



"عندما تنام الأسطورة على ورقة , يمكن أن تصبح موضوعاً للمناقشة "

كذلك لو وضعنا أي شيء على ورقةٍ ، سيصبح موضوعاً للنقاش بعد أن كان لا شيء كـ تلك
الأساطير.



"أن الناس قد أحسوا دائماً بالحاجة إلى تفسير الظواهر الطبيعية "

ربما لم يكن باستطاعتهم الاستغناء عن ذلك ؟ إذن .و بما أن العلم لم يكن موجوداً .فقد اخترعوا
الأساطير وهذا يعني أن العلم قد وفرّ الكثير من الجهد والعناء ..عناء التفكير ,والتفسير لفهم مايحدث
حولنا .



"أقول فيلسوف ولا أقول فيلسوفة , لأن تاريخ الفلسفة محصور بالرجال
.فقد كانت النساء مقموعات,كنساء ,وككائنات مفكرة .مما يؤسف له ,لأننا خسرنا بذلك شهادات كثيرة .ولم تستطع المرأة أن
تأخذ مكانها في تاريخ الفلسفة ,إلا في القرن العشرين "


قد لا تتفاجأ كثيراً عند قراءتك لهذا الكلام ..
فالمرأة لم تستطع أخذ مكانها في تاريخ الفلسفة لسبب ما , أظن أنه التدّوين وكتابة ماكانت تعتقده
..يبدو أن الرجال وحدهم الذين تمكّنوا من التدّوين والكتابة في تلك العصور,لذلك وصلتنا مؤلفاتهم
الفلسفية .

في القرن العشرين التقى مصادفةً زعيم التيار الوجودي بول سارتر بـ رفيقته سيمون دوبوفوار في أحد
المقاهي ،والتي كانت أيضاً فيلسوفة وجودية كما أنها طالبت بحقوق المرأة من خلال كتابتها
ومؤلفاتها الأدبية :



ليس هناك برأي دوبوفورا "طبيعة مؤنثة"ابدية ،أو "طبيعة مذكرة"ابدية، بل إن هذا ماتحاول الرؤية
التقليدية أن تجعلنا نؤمن به.


..


فلاسفة الطبيعة ،سقراط،أفلاطون ،ارسطو،القرون الوسطى ،عصر النهضة ،ماركس ،داروين ،فرويد
أسهب في طرحها غاردر بأسلوب سلس ومثير يجعلك ملماً بتاريخ الفلسفة لدى الغرب بشكل خاص
،فهو لم يتطرق للحديث عن فلاسفة العرب والملسمين ومنهم ابن خلدون الذي استفاد من مقدمته الغرب
قبل العرب .



إذا أردنا مدخلاً سهلاً إلى تاريخ الفلسفة ، فهذا هو الكتاب المطلوب .

لم اكن اتمنى أن انتهي من قراءتها

عندما وصلت لنهاية الكتاب شعرتُ ببعض الحزن

فقد عشت معه فترات جميلة .. ومررت بأحداث مثيرة ومشوّقة .. جعلتني أفكر .. و أفكر ..و أفكر.

لم يخطر لي من قبل أن اطرق باب الفلسفة ، ولكن بعد عالم صوفي بتُ أطمح للمزيد .

لتحميل النسخة الالكترونية هنا .

قراءة ممتعة ().

 

Aziza Yahya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس