[رنيم سليمان]

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته



إلى متى سنظل نتبع الغرب في كل شيء وسنستلم حتى لتغيير لغتنا لكي نتعلم ..؟؟


الانفتاحيه هي سبيل لإغراء من اسَتهواه التتبع الأعمى - غير المقيد - والغربُ أهلٌ لذلك !



بل إلى متى سنظل نتحدث مع الأجنبي القادم إلى بلدنا بالانجليزية بينما نحن إذا سافرنا سنضطر للحديث بغير العربية ؟؟


سأعلق على هذا السؤال بموقف

في الإجازه الصيفيه للعام السابق كُنا في أحد فنادق - النمسا -

وعند الاستقبال كان أبي قد ولَى أخي مهمة التحدث مع المسؤولين في الفندق

لمعرفة طريق سوبرماركت كبير .. إلخ


فلم يجد أخي إلا امرأه عند الاستقبال فبدأ بالتحدث معها

وأنا على الجهاز - في تلك الأيام كنت أراقب التسجيل في الجامعه والنتائج -

لاحظت من بعيد بأنه لم يفهم الطريق جيدًا خاصَة أنً أخي الأكبر - درس خارج المملكه - لم يكن موجودًا

ولا حتى أبي فاستصعب على أخي الثاني الأمر وفي النهايه قال وكأنه يتحدث مع نفسه - يعني أقدر أجيها من الخلف -

قالت :



طبعًا تقدر ! ثم استدركت قولها وقالت : لااا ، بضحكه !




فعاد أخي وهو يشتم وو وقال - الأخت لبنانيه - بعد كل هذا المجهود

كان بإمكانها من البدايه شرح الطريق بالعربيه ومع ذلك فضلت الانجليزية

وقد صُورت لنا في البدايه وكأنها - أجنبيه لاتتحدث إلا اللغة الانجليزيه -

رغم أن أخي يجيد الانجليزيه لكن بالطبع لا يُقارن بِهما .







هل ستشعر بحرج إذا دخلت لمطعم أجنبي هنا بالسعودية ولم تكون قادر على تحدث الانجليزية ..؟؟


لا بل و - مستحيل - أن أشعر بالحَرج في أمرِ سطحي تافه بالنسبه لِي

رغم أن الكثير يتعجب حين يعلم بأنني قد سافرت مرارًا لخارج المملكه - اضطرارًا -

ومع ذلك لا أتحدث اللغة الانجليزية كما يتوقعون فأنا أترك التصرف لباقي أفراد العائلة ماداموا معي

ولا أبادل الغرب إلا الابتسامة وحسن المعاملة وإن احتجت للغة فذلك قليل وفي - الذوقيات غالبًا -



كما أن أخي إلى يومي هذا يعيبني إذا نطقت كلمة بـ - آكسنت - غير مُرضي لذائقته

أو حرف بنبره غير صحيحه وكأنني أرتكبت جُرمًا عظيمًا فدراسته بكندا أثرت بِه من نواحي عديدة

وإلى الآن مازلت أجاهد أن أغير ماتم إفساده - طبعا لا أقصد اللغه فاللغة مقدرة جيدة

ولكن ما أعنيه جوانب هامه لايجب أن تحال للأسوأ -



قد أشعر بالحرج إن كَثرُت أخطائي في لغة الأم أو أجدتُ أساسيات لغات أخرى وتغافلت عن لغتي

وإن أشغلتني عن أمور أعظم من هوامش وزيادات الحياة .



أهو نوع من الرضا بهوان حلّ بنا بعد أن سلبت علومنا وانقلب الحال من قوة إلى ضعف ..؟؟


ياليته وقف على - رضاهم - بَل كثيرًا ماتكون : رغبه جنونيه مُلِحه



هل ياترى سيأتي يوم نرى البسيطة كلها تتحث بالعربية ويكون الطب (( عربيّ ))..؟؟


بإذن الله .




أنا لا أعارض تعلم لُغات الغير مثل - اللغه الإنجليزيه - سواء لأمن شرهم

أو سهولة التعامل معهم خاصة إن أجبرتنا الظروف إلى ذلك أو في سبيل الدعوه لمن استطاع


لكن هُناك فرق بين مَن تستهويه اللغه فيراها تحضرًا

أمثال المصطلحات التي وُضعت في غير محلها كمن يرتكب الخطأ ويراه عقلانيه حضريه

فتضيف لَها بعض الكلمات المُقتطعه بين جمله وأخرى ظانَة أنها تُثير المُستمع بمدى الثقافه والتحضر


فهل رأينا رجلًا أجنبيًا تتخلل كلماته مُصطلحات عربيه ينطقها بفخرِ واعتزاز ؟



وتعلم هذه اللغة رغبات وميول - خارجه عن إطار ميولي -

لكن المهم والرسالة الضرورية :


لا مانع من التعلم في مجالاتِ متعدده باختلاف طريقة هذا المجال ومايحوي من لغة أو أسلوب

الأهم أن إبداعنا في هذه المجالات يبقى أمرًا جانبيًا وليس في مُنتصف الأولويًات أبدًا

ويبقى أثرُه كعلم وفائدة لا أكثر وتظل الثوابت ثوابت بعيدًا عن الانجرافات التي تأخذنا إلى الاغترار بما لايجب


أقرب مثال شقيقتي درست البكالريوس في علوم الحاسبات بـ - الانجليزي - وتخرجت " ماشاء الله " بامتياز عالي

وهي الآن في ماجستير لتخصص آخر ومازالت تُكمل مسيرتها

ومع ذلك فهي أديبه مُبدعه في اللغه العربيه هُمُها الأول والآخر - الإسلام -



" نحن نتعلم اللغه ومايُفيد وليست اللغة ومايتبعه أهل هذه اللغة

نحن نَختار بالعقل المُطبق للشرع فقط "




بالنسبه لي لا أجيد إلا أساسيًات اللغة الانجليزية

أما الاستزادات والتُعمق علًي أتطرق لَها - ولا أظن - إن انتهيت من اللغة العربية

وماوجب علي من إيصال بهذه اللغة الأصليه الثابته .



جعلكم الباري ذُخرًا وفائدة تُعم هذه الأمة أيًا كانت الوسيلة ~