[أبو غيث]

غريب ... فكنا والكثيرين نحسب أن القرصنة إنتهت منذ زمن بعيد ...
وكثيرين لم يعرف عنها ولو مصطلحاً إلا من بعض الأفلام التي كانت تدور على أحداث وحكايات
أشبه بالأساطير ....

فسبحان الله ....
عادت اليوم القرصنة بشكل قوي وفرضت نفسها كخطر واقعي على المجتمع الدولي أجمع ...
فمنذ إختطاف السفينة الأوكرانية التي كانت تحمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة والتي لا تزال بحوزتهم إلى أن وقعت
العملية الكبيرة ... وهي الناقلة السعودية والتي أخذت الأنظار بشكل ملفت ...

فالناقلة السعودية -سيريوس ستار- والتي تتبع لشركة النقل البحري الفرنسية فيلا انترناشونال والتي
تملكها الشركة السعودية أرامكو ....
والتي تبلغ حمولتها حوالي 340 ألف طن .. اي ما يعادل 2 مليون برميل من النفط ...
وهذا العدد يمثل ربع ما تنتجه السعودية في اليوم ... أو في ما يستهلكه بلد يومياً كفرنسا ...
ويبلغ طول السفينة حوالي 310 متر ...
وبهذا تعتبر من أكبر ناقلات النفط .. مع ان هناك اكبر منها .. فيوجد ناقلات بسعة 500 ألف طن ...
فالناقلة تعتبر أكبر عملية قرصنة شدها العالم المعاصر .. وبالرغم من إزدياد وتواجد القوات الغربية
للحد من عمليات القرصنة إلا أنه يبدو أن القرصنة لا زالت في نشاطها وهذا قد يعطي دليلاً على قوة
خطر القراصنة ومدى إحترافيتهم ...

فقد ذكرت إحدى الصحف الأمريكية تحقيقاً عن الحادثة وذكروا لقاء مع أحد القراصنة وذكر فيه رداً على
سؤال حول كيفية قيامهم بالقرصنة .. فذكر أن العملية للقرصنة لا تحتاج سوى لعشرين بحاراً يتوزعون في الغالب
على ثلاثة قوارب ... ثم ينتشرون بحثاً عن فريسة ويتم إستدراج ومتابعة السفينة حتى تقع في فخهم ...
ثم يطلقون أعيرة النار على السفينة .. ثم يستولون عليها بعد ما يستسلم ربان السفينة ...

على كل حال .. نتمنى القضاء على هذا الوباء ... ونتمنى أن يخرج الإجتماع الذي عقد أمس للدول المطلة
على البحر الأحمر بقرارات مساعدة في قتل هذه الظاهرة ...