المهرجان التراثي .. مجهود يستحق الشكر
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية الله عليكن جميعًا
أدهشني منظر الخيمة التراثية بين مباني الكلية ، كان يبعث الارتياح في النفس
ويشعرنا بأنه مازال هناك متسع من الوقت لاسترجاع تفاصيل الماضي
التفاصيل التي عاشها أجدادنا وآباؤنا يومًا ما ، التفاصيل الصغيرة التي كانت زخات تنبئ
لما جاء بعدها من غيث مغيث من التطور والتسابق في عالم الاختراعات
فتراث البشرية كله كان الخطوات الأولى لما وصلنا إليه اليوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل ركن من الخيمة كان يحمل طابع مختلف
فهناك ركن الجنوب الذي شممنا فيه رائحة القرية
ونحن نعبر أزقتها تاركين خلفنا بيوت الحجر والطين متأملين حياة الأجداد
وهناك ركن الشمال وحبذا زيارة للشمال ومرور بجبلي أجا وسلمى
وركن نجد معظم مافيه يدل على أن أهل نجد كانوا يتمتعون برفاهية تزيد قليلا عن بقية المناطق
فذهب العروس وغيره ، يكاد يكون حديث العهد
وهناك ركن الحجاز ، اشتقنا حينما رأيناه لزيارة المدينة المنورة، وتذوقنا حلويات الحجاز، اللدو واللبنية
وركن الشرقية هناك تذوقت حلوى بحرينية بالمكسرات لذيذة الطعم جميلة الشكل واللون
ولا ننسى ركني أهل حضرموت وأهل فلسطين المحتلة باعتبارهم جزء من تراث أهل الحجاز
أمتزجت ثقافتهم بثقافاتنا، مانسيت الشاي الفلسطيني ولا نسيت الخمير الحضرمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك تحت سقف تلك الخيمة انصهرت الثقافات وامتزجت مع بعضها، لتكون مزيج رااائع ومميز
فأنت تشتمين روائح البخور والعود وكل ركن له رائحة تميزه عن غيره
ولكنها أجمل حينما تمتزج حتى لو أصبحت قوية حادة فإن امتزاجها يشعرك بالرضا فنحن أمة واحدة
وتسمعين تراحيب الطالبات القائمات على الأركان ، كل ركن يصدح بترحيبة خاصة، تطرب لها أذنك
وتسلتذها حواسك، كل هذا يشعرك بأنك جزء من كل لايتجزأ وحدة واحدة أمة واحدة ثقافة واحدة وعقيدة واحدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا أوجه شكري للقائمين على هذا المهرجان الناجح بكل المقاييس سواء الطالبات اللاتي رأيتهن يقدمن كل
ما لديهن لاجتذاب العابرات إلى أركانهن التي صممنها بأنفسهن ومما تبقى لديهن من عبق الماضي، ومما
بُعِث في نفوسهن من نشاط وألفة وحماس لهذا المهرجان الرائع الذي استأثر بساعات من زمانهن وأعادهن
إلى الماضي بدمائهن الشابة، فكنت أرى في عيون العجائز من الخالات ممن اجتذبتهن الخيمة وهن يتتبعن
الطالبات المتزينات بزي الأجداد ، كنت أرى في عيونهن سعادة لاتوصف يخامرها شوق وحنين،
فقد تذكرن أيام صباهن فهذه الأزياء كن يرتدينها في صباهن
وأوجه شكري أيضًا للدكتورة التي اقترحت ونفذت هذا المهرجان الناجح، فيبدو أنها بذلت مجهود عظيم
تشهد له تلك الخيمة التي اجتذبت القاصي والداني وفاحت رائحة طيبها في أرجاء الكليات سواء الأدبية أو العلمية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيرًا : كم هو رائع أن يعود الإنسان لما ألفه الأجداد ولو سويعات قلائل كل شهر يستنشق فيها عبق الماضي
أختكم / سفيرة اللغة العربية
التعديل الأخير تم بواسطة Aishah AL-farhah ; 26-04-2011 الساعة 10:23 PM.
|