حين تفقد الحره شم الجبال , ولاتقوى بجناح الذل ان تنأى وتغرد بعيدا عن الحضيض ....
هناك في ذرى الرفعة والشموخ .......
عندها ستبقى لزيمة القاع , مع بغاث الطير في اوحال الرذيله ,تحوم حول الجيف , وتقتات عليها ....
في الاسبوع المنصرم كنت في زيارة لاحد معارفي والذي يرقد في المستشفى بعد حادث مروري تعرض له ,,
وماهي الا لحظات من ان دلفت الباب متجاوزا كاونتر الاستقبال ميمما نظري للامام حتى تناها لمسمعي صوت ضحكات ناعمه تنبيء بان هنالك عارض لحدث غريب !!
التفت تجاه الصوت في عجل واذا بي بفتاتين تعملان بنفس المستشفى وقد اماطتا عن وجهيهما جلباب الحياء , يرتدين الابيض من الباس بياض الثلج وتتسدل للاسفل تنانير بالوان الطبيعه الزاهيه زهاء الانفس الصافيه , وقد امالن خصلات شعر تبرز بالقوه فوق الجبين وتحت الشيله المطرزه , اماله تترجم سر مايعنيه كل هذا التكلف والاستعراض ,, استعذت بالله من الشيطان بعد ان زاغ بصري ذات الشمال مستحضرا في قلبي سيدة ذاك القصر واني لم اكن لأخنها في الغيب ,,
واصلت المسير قدما وهن يسرن خلفي وشعرت ان الخطى تستحث على وقع صوت الكعوب وان الركب يقترب !!
وقد ارتاع قلبي ووجل ,, احسست ان رائحة الطيب الفاخر قد تمكنت داخل الشعب الرئويه , وقد حاذوني في المسير ,,
عندها قررت التظاهر بانني لا اعرف الغرفه حتى اتجاوز هذا الموقف الرهيب , بادئا باول غرفه على اليسار وكدت ادخلها لولا خشيتي من وجود عائله بداخلها فاستدرت للجهه المقابله وقد بدا علي الارتباك , وما زاد الامر سوء انني اضحيت علامة استفهام ,, فنادت عليه احداهن وقد توقفن سائله عن اسم المريض الذي اقصد زيارته فتلعثمت بالكلام بادئا ب((عفوا هل تقصدينن )) فاجابتني (( ضاحكه ضحكه جرائه تمزق نياط القلب العائد للتو من غياهب الافتتان ومن هجير المشاعر تحت ضوء القمر في كبد السماء )) نعم انت هل تحتاج اية مساعده فقلت كلا – نعم – لاادري!! ,, عجنت الطين بعد بله !! ازدادت الضحكات وارتفعت الهمسات ,,
ثم تجاوزتهن بجرائه تفوق جرائتهن ووصلت الى غرفة صاحبي _ وقد سائني حاله _ شافاه الله _ وقد بدا وجهه شاحب بعد تلك النظاره , وصوته خافت بعد الجهاره , وجسمه ذابل بعد الرشاقه ,, بادلني التحيه وقد فز في همه يريد معانقتي وهو واقف رغم محاولتي ثنيه عن ذلك الى انه اصر ان ينهض واقعدني جنبه , واطمئننت على صحته فبشرني انه الى خير وفي تحسن مستمر ,, فحمدنا الله ,, وتبادلنا الاحاديث الوديه ,, الا انه لاحظ علي انني ابدو شارد الذهن على غير عاده (( وقد كان الخيال يجوب بي كل ماخذ )) فاغنعته بان لاشيء ,, وفجئه دخلت علينا احداهن وانهت مهمتها على عجل وكأنها فطنت لي ان وجودها يجعل وكأن على راسي الطير ,, وماهي الادقائق معدودات حتى قدمت الاخرى ورمغتني بنظرات حداد لا اعلم دافعها ولامحركها وباعثها , زادت علي من سخونة الموقف ,,
وتكرر الامر في تبادل ملفت للادوار ,, وقلت في نفسي اخلاص وتفان في العمل , ولكن رئيت الامر صار حكرا على صاحبي ,, عندها استأذنته للخروج ,,
وفي طريقي دارت في راسي كل علامات الاستفهام وانتهت قبالة الكوانتر على العلم اليغين ,,
لقد ظفرن بشاب مستظرف احال الموقف معهن الى حفله من النكات والضحكات بصورة فجه وفي تحد صارخ حتى لابسط ابجديات اخلاقيات العمل ,,,,,,, انتهى
انا افخر واحترم مهنة التمريض للبنات وبكل جديه لكن وجه الاستفهام والتسائل هنا هو :س- هل وصل بنا الحال ان يكون بهو المستشفى كمثل صالة عرض لارقى واحدث صرعات الموضه والمديلات العصريه في الملبس والعطور وحتى طريقة مضغ علك اللبان ؟
س- لماذا ايها الساده اذا اراد المرء ان ينأ بنفسه عن كل رزيه وسقط تاتيه الدنيا بين يديه في تبرج وسفور ؟
س- لماذا لايكون لدينا نحن الشباب مساحه تجعل هناك فارق بين من تسرق وقت الدوام لتمرح على حساب الحياء وبين من لايوجد لديها مساحه اصلا تفرق بينما اذا كانت على كرسي الدوام او على اخر في شاليه على شاطيء البحر ؟
وختاما اقول .... يا ايتها الشريفات :
يانقيات الجيوب , وبريات العيوب , انتن قرت العين ,ومنية النفس , ومحل الانس ....... لكن خالص الود محضا محضا , وصافي صدقا صدقا ,,,
انتن دوما تحلقن عاليا وعلى قمم الشم الباذخات والرواسي الشامخات ,,,
فهناك تعيش الاحرار ...
ولامكان لنواعق الطير...
,,,,ودمتم على خير,,,,