طيب ياأخي الكريم تلميذ منتسب,
لاأخفيك أنني حينما قرأت المقال أحسست إنني ( في الجنة) ولست في الدنيا,
فقد وصفت (أو وصف الكاتب ) حال أمريكا بأنها هي رائدة العالم في العدل والإخاء والمساواة والمحبة والسلام وأنه ليس بها لاظلم ولا غش ولا خداع ولا جرائم وأن شعبها من ملائكة الرحمة!
بلد ترتفع فيه نسب الجريمة بشكل كبير للغاية ويشكل ازديادها الغير مسبوق-حالياً- ظاهرة تقلق الحكومة الأمريكية!
بلد لاتستطيع أن تخرج فيه لوحدك ليلاً خوفاً من العصابات المنظمة,
بلد يغتصب فيه يومياً أكثر من ألف فتاة!
بلد تنتشر فيه عصابات المافيا وتجارة السلاح والمخدارت انتشاراً يفوق في بعض الولايات دولاً كاملة!
بلد يعبئ الجيوش الجرارة لقتل وتعذيب وانتهاك أعراض أناس لاذنب لهم إلا أنهم اختاروا ديناً لم ترضه أمريكا الحرة(المسالمة)!
بلد يتهم فيه ثلة أعضاء مجلس الشيوخ بالإدمان والمثلية!<هذا حال الشيوخ فماذا عن الشباب؟
هذا ماجال ببالي الآن ولو تصفحت المواقع لوجدت العجب العجاب!!
صدقني أخي الكريم لو أن هذا العربي ذهب إلى أي دولة عربية -أو إسلامية- ورأى مثل هذا النظام فلن ينبس ببنت شفة,
ولكن كل مافي أمريكا يستحق المديح والإشادة ولو كان لايساوي جناح بعوضة!
للأسف إنها عقدة الخواجة التي تلازمنا دوماً!!
وبالنسبة لما قلته عن فكر التحزيب فلعل أمريكا هي من بدأت به بفصلها بين البيض والسود أو مايسمونهم(النيجرو)حتى في الحافلات العامة إلى أن أتت روزا باركس وقامت بما يقم به الزنوج ولعلك تعرف هذه القصة كاملة.
ولعلك قرأت أيضاً عن ارتفاع نسبة الجرائم العنصرية (حالياً) أي بعد انتخاب أوباما,
كم تمنيت أن يكون فكرك أنت أشمل وأوسع حينما تأتي لنا بمميزات قليلة لدولة تخفي ورائها عيوب عظيمة,
ولو عدت لنقاط الإعجاب في الموضوع فستجد أن كثيراً مما علمته لك أمريكا موجود في كثير من بلاد العالم,
على سبيل المثال:
أحد أقربائي كان في أندونيسيا-المسلمة- قبل عدة أيام,يقول نسيت محفظة نقودي عدة مرات لأجد من يلحقني بها كل مرة!
رأيت من يرحب بي أشد الترحيب وينشد لي ( طلع البدر علينا) حينما علم أنني من المملكة,
رأيت شعباً يتسم بطيبة وبساطة وعفوية وتلقائية لم أكن أتخيلها,
رأيت أمناً وأماناً أشعرني بأنني في بلدي لم أخرج منها,
ألم تعلمنا أندونيسيا أيضاً؟؟
أم أنها يجب أن تكون ولاية تابعة لأمريكا لكي يتسنى لنا التعلم منها!
أخي :
لاننكر أن لديهم مميزات(ولدينا عيوب) لكن كان الأجدر بك أن تقف على المميزات والعيوب لكي يستطيع القارئ تكوين فكرة واضحة وسليمة لا أن تأتي بمميزاتهم فقط وعيوبنا فقط لتثبت لنا أنهم الأفضل وأن علينا اقتفاء أثرهم دوماً !