جرائم كيميائية ......
بهض العناصر الكيميائية سامة جدا .... و قد تكون قاتلة و لكن لفترة قريبه كان الناس يجهلوا ذلك ..
و هذه بعض القصص ...
عندما رأت إحدى أميرات القرن الثامن عشر كبريتيد الزرنيخ ولونه الذهبي الأخاذ أصرت على أن يدهن به قصرها وكان هذا المركب حينذاك يستخدم في الطلاء والتلوين ولكنها بمرور الوقت بدأت تعاني من أعراض مرضية عجيبة، بدأ جسمها يذبل شيئا فشيئا آخذة في شيخوخة غريبة واستحال شعرها الذهبي الأشقر إلى الللون الأشيب وبدأ جلدها في التغضن والهزال والوهن ماحيا كل نضارة الشباب والصبا
حار الأطباء في وضعها أيما حيرة ولم يعرفوا لهذا التغير المفاجيء الذي اعترى الأميرة الشابة التي كانت في الخامسة والعشرين من عمرها ولم يمهلها المرض حيث وافاها الأجل بعد ذلك بقليل
اكتشفوا فيما بعد أن السبب هو الطلاء الذهبي البرّاق حيث أن كبريتيد الزرنيخ المستخدمة فيه مادة طيّارة ونتيجة لاستنشاق الأميرة المستمر زاد تركيزه في خلايا جسمها وبدأت تظهر عليها آثار هذا المرض الغريب
جدير بالذكر أنه بعد هذه الحادثة تم منع استخدام كبريتيد الزرنيخ في أعمال الدهان وتلوين اللوحات الذي ولاشك كان سببا في وفاة الكثيرين قبل هذه الأميرة
|
تاي – إتاي باللغة اليابانية تعنى الألم الشديد وهو مرض ظهر أول مرة في مدينة توياما اليابانية سنة 1950 نتيجة التسمم بالكادميوم
القصة تبدأ عندما صنفت مدينة تاياما كواحدة من أكبر مدن التعدين والمناجم للذهب والفضة تلاها الرصاص والنحاس ثم الزنك إبّان الحرب الروسية اليابانية والحرب العالمية الأولى ثم زاد الطلب على معادن المدينة أثناء الحرب العالمية الثانية، من عام 1910 حتى عام 1945 بدأ تسرب الكادميوم بكميات متزايدة نتيجة لعمليات التعدين المتلاحقة حيث بدأت الأسماك في البحيرة تموت وتذبل نباتات الأرز الذي يعتبر المصدر الرئيسي لغذاء اليابانيين ونتيجة لتلوث الماء والغذاء بالكادميوم بدأت تظهر أعراض هذا المرض العجيب على سكان المدينة حيث سجلت أول حالة عام 1912
كلمة أتاي – أتاي itai-itai هي مرادف للصراخ بكلمات الألم الشديد وهو مرض يسبب تلين العظام والفشل الكلوي ويسبب آلاما شديدة لا يستطيع الفرد تحملها
لم يكن السبب معروفا حتى عام 1946 حيث كان الناس يظنون انه بسبب نوع نادر من البكتريا وعندما ازداد التلوث في المدينة بدأت البحوث الطبية عام 1950 للبحث عن مسببات هذا المرض الغريب الذي أصاب الكثيرين من سكانها وكان الاحتمال الأكبر هو بسبب التلوث بالرصاص حتى جاء الدكتور أوجينو وفريقه سنة 1955 واكتشف أن المسبب الرئيسي للمرض هي مركبات الكادميوم التي تطلقها صناعات التعدين
اشتكى سكان المدينة بعدما ذاع الخبر وبدأ التحقيق في القضية سنة 1961 وبعد التحقيق تم اكتشاف أن مصدر هذه السموم هي محطات شركة متسوي وشركة سميلتنج كاميوكا للتعدين على بعد 30 كيلومتر من المنجم وتم إخطارها من قبل وزارة الصحة بضرورة إيجاد حل أو وقف العمل، قامت الشركات ببناء حوض لمخلفات التعدين والتي تحوي الكادميوم بدلا من صبها على النهر لكن بعد أن عانى الكثيرين من المرض وتتالت بعدها الأحداث حيث ظهرت حالات جديدة في مناطق أخرى غير مدينة توياما وتقدمت 20 عائلة ببلاغ إلى المدعي العام وملاحقة الشركتين قضائيا وتمت محاكمة الشركتين 1970 وصدر الحكم ضدهما في أغطسس عام 1971
|
الصوره المرفقة .... تبين قوة المرض ..... عشان كذا أستغرب لما اشوف طلاب و طالبات في المعمل جالسين ياكلوا و يشربوا و مستهتريين بلبس البالطو و القفازات و النظارات الواقية ....
أما الخطر الاكبر هو المخلفات الصناعية ...