عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 24-10-2008, 10:19 PM   #24

بوليمر®

الصورة الرمزية بوليمر®

 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: English Literature
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: متخرج
البلد: منطقة المدينة المنورة
الجنس: ذكر
المشاركات: 14,683
افتراضي مشاركة: ::: دروس خصوصية منهجية لمسرحية هــامــلت من مادة شكسبير Lane - 448 :::

نكمل عندما قال هاملت لوالدته
(كفاك عصرا ليديك , ودعيني أعصر قلبك ...)

==================================

وبدأ هاملت يعبر للملكة المنتحبة عن عار وعذاب شعر بهما لتحولها عن نبل ومجد أبيه الملك هاملت إلى خيانة ومكر عمه كلوديوس الوضيع , ( ملك من مزق ورقع ).
بكت جيرترود طيلة الوقت وهي تتوسل إلى هاملت ليكف عن مهاجمتها بكلماته القاسية , لكنه لم يستطع الكف عن ذلك . فجأة برز طيف الملك هاملت لينذره بأن كلوديوس هو من يجب معاقبته لا الملكة جيرترود . تحدث هاملت إلى طيف أبيه , و عندما رأت جيرترود ابنها يتحدث مع شيء غير مرئي , أدركت بأنه مجنون تماما , وحاولت أن تهدئه .

طمأنها هاملت بأن ( ذلك ليس جنونا ...) لكنه رد على عطفها الحزين بفيض من الحب والالتماس , متوسلا إليها أن تلجأ إلى التوبة , وأن تفكر بزوجها المتوفى وتحيا حياة أكثر طهارة , فلا تسمح لزوجها الجديد أن يقترب منها .

ثم أخبرها : ( يجب أن أقسو كي أكون رحيما ) وأخيرا تمنى لها ليلة سعيدة وتركها لدموعها .

وفي غمرة حزنها الشديد , أخبرت جيرترود كلوديوس عن جنون هاملت و مقتل بولونيوس . فأدرك كلوديوس في الحال أنه كاد يكون هو نفسه الضحية وأن هاملت شكل تهديدا مباشرا لسلامته . ومع ذلك ينبغي أن يتوخى الحذر لأن الأمير محبوب جدا في الدنمارك و سيبرز احتجاج عنيف لو حدث له أي مكروه .
يجب عليهم تجنب الفضيحة وإخفاء موت بولونيوس وأن يبعدوا هاملت إلى إنكلترا على الفور . وافقت جيرترود على ذلك كله . لكن كلوديوس خطط مع رفاق هاملت في الرحلة أمر تنفيذ ترتيبات سرية لقتله فور وصوله إلى إنكلترا , وذلك دون علمها .

سر هاملت لمغادرته الدنمارك , حيث نسي عبء انتقامه للحظه , لكن ذلك لم يدم طويلا . فعلى مسافة قصيرة من السينور , وعلى الطريق إلى ساحل , واجه مع رفاقه جيش فورتنبراس أمير النروج . كان فورتنبراس ذاهبا لمهاجمة بولندا بسبب خلاف حول ( رقعة ارض صغيرة .. قدر قشة ) . لم تكن الأرض ذات قيمة كبيرة , لكن المسألة تطال الشرف , وكان فورتنبراس يخاطر بحياته وحياة الآلاف الآخرين من أجل ذلك . لام هاملت نفسه مرة ثانية , فأين شرفه ؟ لماذا لا يزال هو على قيد الحياة و لم يأخذ بعد بثأر أبيه ؟

عانت عائلة أوليفيا من الصدمة أثر الأخرى . فأخوها بعيد _ والآن توفي والدها فجأة و بشكل غامض . و في غمرة هذا الحزن الثقيل و الشديد اختل عقلها . فأخذت تتجول في الحقول تجمع الأزهار و تنثرها على الأرض و كأنما تنثرها على قبر , وتغني مقاطع من أغنية نظمت فيها مقاطع محزنة تتحدث عن موت والدها .

سمع ليرتيس بنبأ وفاة والده والطريقة السريعة السرية التي دفن فيها , فقفل عائدا ثائرا من فرنسا للانتقام . وعندما سمع من كلوديوس كيف قتل بولونيوس و كيف دفعت أوفيليا إلى الجنون , ثارت ثورته ولم يعرف جنوده حدودا . فسأل لماذا لم يعاقب القاتل في الحال , فقال له كلوديوس , إن الملكة مولعة جدا بابنها بحيث تمنع اتخاذ أية إجراءات من شأنها التسبب بمزيد من الحزن لها , كما أن شعبية هاملت بين الناس أسفرت عن مزيد من التقييدات.
لكنه طمأن ليرتيس بأن الأمير سينال عقابه و أوشك أن يفضي بالسر الكامن وراء إرسال هاملت إلى انكلترا . في هذه الأثناء وصل رسول حاملا رسالة من هاملت نفسه يقول فيها إنه عائد إلى السينور في غضون الأربعة وعشرين ساعة .

أدرك كلوديوس أن خطته الأولى للتخلص من الأمير قد فشلت . فاقترح خطة جديدة في الحال . فقد رغب ليرتيس في الأخذ بثأر أبيه . فليتحدى هاملت في دورة مبارزة . إذ أن هاملت المعروف ببراعته الفائقة بالمبارزة بالسيف , عبر عدة مرات عن رغبته في المبارزة مع منافس ماهر مثله , وباستطاعة ليرتيس إزالة الطبقة الواقية لحد السيف , وقتاله بالحد المكشوف فيقضي على هاملت _ و هكذا يبدو أن القتل حدث صدفة .

و في غمرة مرارته وافق ليرتيس في الحال , حتى أنه اقترح فكرة أفضل . فهو سيشبع طرف السيف بالسم حتى إذا ما خدش هاملت فقط يكون الجرح مميتا .
فرح كلوديوس لهذا التجاوب السريع و لم يتردد في اقتراح ضمان أخير . إذ سيجهز شرابا ساما . فإن فشلت كل المحاولات , سيضمن كلوديوس أن يتلقى هاملت الشراب السام عند توقف المبارزين لتناول المرطبات خلال الجولات .

حينئذ قاطعتهما الملكة الباكية وهي تحمل نبأ مأساة أخرى . فقد غرقت أوفيليا .
أخبرتهما أن هنالك صفصافة تنموا بانحراف فوق الجدول , تسلقت أوفيليا الصفصافة لتعلق أكاليل الزهر.فانكسر غصن متدل و سقطت أوفيليا إلى الماء وهي تغني مقاطع صغيرة من أغنيتها ثم طافت في اتجاه مجرى النهر إلى أن ابتلعتها المياه أخيرا .

قابل هاملت صديقه هوراشيو و أخبره كيف قبض عليه القراصنة و أعادوه إلى الدنمارك , بينما تابعت السفينة إبحارها إلى إنكلترا . لكنه اكتشف خطة كلوديوس لقتله وأدرك أن عليه التصرف بسرعة .
وفي الطريق إلى قلعة السينور , مر الصديقان عبر باحة معبد حيث كان حفار قبور يجهزان لمأتم و يحفران لقبرا جديدا , و كانا يتبادلان النكات وهما يزيلان التراب والعظام والجماجم و يلقيان بها جانبا . توقف هاملت للتحدث إليهما و قد أدهشه أسلوبهما الواقعي اتجاه الحياة والموت .

أخذ يراقب عندما التقط أحدهما جمجمة وقال أنها جمجمة مهرج الملك , يوريك . كان هاملت يذكر يوريك جيدا , فتذكر مرة أخرى مدى قصر وتفاهة الحياة . قال و هو يتفحص الجمجمة : ( وا حسرتاه على يوريك المسكين . كنت أعرفه يا هوراشيو , رجلا لا حد لمرحه و لا يضاهى في براعته)
دخل موكب جنائزي إلى باحة المعبد , فوقف هاملت و هوراشيوا جانبا لأن الموكب ضم الملك و الملكة وليرتيس . فتساءلا : من مات ؟ بعد ذلك عندما نثرت الملكة الأزهار على الجثة وقفز ليرتيس إلى القبر المفتوح ليقبل أخته قبلة الوداع , لم يستطع هاملت تمالك نفسه أكثر من ذلك . إن أوفيليا هي التي ماتت ! لم يعرف كيف ماتت أو لماذا شتمه ليتيس , لكنه قفز بدوره إلى القبر وهو يحتج .

) لقد أحببت أوفيليا أكثر مما يحبها أربعون ألف أخ فلو جمعوا حبهم لها لن يساوي مقدار حبي(

كاد ليرتيس أن يقضي على هاملت هناك , لكن الموجودين فرقوا الرجلين المتخاصمين , وعندما ذكر كلوديوس ليرتيس بهدوء أنهما اتفقا على خطة معينة , حاول ليرتيس أن يهدئ من روعه .

بذل هاملت جهده أيضا ليهدأ وليعود إلى طبيعته , وبعد ذلك , أحضر موظف في البلاط رسالة من الملك يقترح فيها إقامة مبارزة ودية مع ليرتيس , فوافق في الحال .

و مرة أخرى راوده نذير بوقوع مأساة . فهناك شيء ما جعل قلبه مثقلا, فاقترح هوراشيو تأجيل المباراة , لكن هاملت رفض .

استعد المتبارزان , واجتمع كلوديوس وجيرترود وحاشيتهما بترقب لمشاهدة المتبارزين . ضم الملك يدي ليرتيس و هاملت تعبيرا عن الصداقة , فقدم هاملت _بصراحة وصدق _ العذر للأذى الذي تسبب به لـ(أخيه ) بتصرفه الأحمق.

بدأت الجولة , فقام هاملت بالضربة الأولى ثم بالضربة الثانية . ومن شدة الفرح لرؤية أبنها المحبوب وقد استعاد عافيته و أخذ يبارز بشكل ممتاز , التقطت الملكة قدح نبيذ لتشرب نخب نجاحه . إنه القدح المسمم _ لقد شربته قبل أن يتمكن الملك من منعها . احتدمت المبارزة أكثر , وحقق ليرتيس ضربة _ فالتحم هاملت مع خصمه و قد أخذته الدهشة لشراسة الهجوم وخاصة انه نزف من جرح , فأوقع كل من الرجلين سيفه أثناء القتال , وصدف أن استبدلاهما عند التقاطهما . بعدها هاجم هاملت بعنف أيضا , وحقق ضربته الثالثة _ لكن هذه المرة بالسيف المفتوح المسمم , فأخذ ليرتيس يترنح .
أحست الملكة بالمرض , فقال الملك بسرعة : لقد أغمي عليه لرؤية النزيف ,لكن الملكة قالت لاهثة : لا , لا , الشراب , الشراب ... أوه يا عزيزي هاملت ! الشراب , الشراب , لقد سممت !

هتف هاملت : يا للغدر ! ابحثوا عنه !

فقال ليرتيس المحتضر : إنه هنا يا هاملت

أنت في قبضة المنية , لم يبق لك إلا نصف ساعة من الحياة , وسلاح الغدر في قبضتك مسموم غير مفلول ... وأمك سممت لا أستطيع أكثر ... الملك ... الملك , هو الملوم .

نظر هاملت إلى السيف في يده .

والحد مسموم أيضا ! إذن عليك به يا سم !

واندفع بقوة طاعنا الملك وبعد ذلك وكأنما لم يكن طعنه كافيا , دفع بعنف ببقايا الشراب المسموم في فمه . أخذ بثأر أبيه أخيرا .

همس ليرتيس بالكلمات : لنتبادل العفو يا هاملت النبيل , ثم سقط ميتا .

قال هاملت لاهثا : سأتبعك لكن هوراشيو المخلص لم يشأ العيش دون صديقه , وكاد يشرب من القدح المسموم , فاستطاع هاملت أن يمنعه قائلا : إني أموت يا هوراشيو . فاروي عني وعن قضيتي الحقيقة ...

صدحت الأبواق .فقد كان الأمير فورتنبراس عائدا مظفرا من بولندا وجاء ليقدم احترامه لملك الدنمارك . لكن لم يكن للدنمارك ملك ولا خليفة مباشر له . وقد سمي هاملت وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فورتنبراس الشاب الشجاع ليتولى الخلافة على عرش الدنمارك , ثم رقد بسلام بعدما قال الراحة في السكوت.

 

توقيع بوليمر®  

 

.



ربي كما أبكيتني
.
يوم ولادتي و الناس حولي يضحكون؟
.
أضحكني يوم موتي
.
و الناس حولي يبكون

 


التعديل الأخير تم بواسطة بوليمر® ; 24-10-2008 الساعة 10:22 PM.
بوليمر® غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس