اطلعت على خبر مفاده أن مجموعة من النساء قامت باطلاق حملات مكثفة لمقاطعة محلات اللانجري التي يعمل بها الرجال . هذا رابط الخبر
هنــــا
وتذكرت الحملات المضادة ضد القرار السابق فيما عُرف وقتها بمعركة ذات اللانجري .
ما اسعدني في هذا الخبر - بعكس المعتاد من الأخبار - هو الفكرة الكامنة وراء هذه المقاطعة والقائمين عليها والتي سأوردها في عدة نقاط .
النقطة الأولى ,, منطلق هذه الحملة نسائي هذه المرة ، وهو أمر مشجع جدا ويدل على أن المرأة بدأت بالتحرك جنبا إلى جنب مع الرجل المطالب بحقوقها ورفعة شأنها وتوسيع دائرة المشاركة النسائية مجتمعيا في اتخاذ قرارات تختص ببنات جنسها أولا وتعود بالنفع على المجتمع ككل .
وفي هذا الأمر قيمة إيجابية وحجة قوية لإخراس كل من أتهم الساعين خلف حقوق المرأة وتحديدا ضد هذا القرار أن لهم أهدافا غير ظاهرة تنطوي على نية خبيثة ! .
فالمطالب الآن النساء أنفسهن ، في شأن يختص بهن وحدهن دونا عن باقي الشنبات .
النقطة الثانية ,, الحملة هذه المرة في حال نجاحها - أتمنى ذلك - ستضرب محافظ رجال الأعمال ، أولئك القوم عبدة الدينار والدرهم والذين بدورهم سيتحركون مثل الثيران الأسبانية الهائجة ينطحون كل الجدران حتى يعود التدفق الطبيعي للأموال في حساباتهم .
وهذا هو المفترض ما ترتكز عليه التحركات داخل إطار المجتمع المدني ، الضغط ووحده الضغط الفعلي المؤلم الذي يجبر الآخرين بالوعي بوجود مطالبات حقيقية تتطلب تحقيقها على الوجه الأسرع والأمثل .
أما انتظار معجزة سماوية تسقط علينا لتغير عالمنا وتلين العقول المتحجرة العمياء عن مستجدات الساحة والظروف فهو لضرب من الحمق وضعف إدراك الواقع .
ما استغربه حقيقة والذي لم أجد له أي تفسير أولئك المندفعين ضد هذا القرار ، وهم في دعواهم يظنون أنهم مناصرين للمرأة !
عجبي ، كيف يدعون خوفهم على المرأة وشرفها وعرضها ولا يعترضون على كون نسائهم تشتري مستلزماتها الخاصة من رجال أجانب !
أنا استحي أن اُشاهد قريبا من هذه المحلات ، فكيف بالمرأة وهي تطلب من البائع السلعة الفلانية بالمقاس واللون الفلاني .
والغريب أن العاملين في هذه المحلات يتميزون عن باقي البائعين بالسوق بالوسامة واللبس الأنيق ، والذي لا أراه في محلات المستلزمات الرجالية ، أريد أن أجرب الشعور حين اشتري سروال سنة من ماركة الأصيل من بائع مهندم وسيم تفوح منه رائحة دنهل وأتابع تعابير وجهه وأنا أقلبه أمامه وربما تجريبه (؛ .
لا أدري ما هي انسب فكرة دعائية لهكذا محلات ومن ورائها الفكر الداعم لها ، تحكي قصة الإزدواجية الغبية في التفكير وثقافة القطيع الذي يدعي العيب والشرف ويبدي استعداده للإقدام على القتل دفاعا عن العرض ويرفض في ذات الوقت أن يشتري محارمه مستلزماتهم من فتاة سعودية في مكان مغلق جميع من فيه طاقم نسائي 100 % .
في كل بقاع الدنيا ، وربما المريخ مستقبلا ، تقوم النساء بهذه المهمة ، مهمة البيع في هذه المحلات التي تعرض مستلزمات النساء الخاصة ، ويرفضها الرجال وقد يفنرون منها ، رجال الغرب الكافر الديوث المنحط الداعي للرذيلة !
أتمنى فعلا تطبيق هذا القرار وتوظيف آلاف من الفتيات المحتاجات قبل أن يحتدم الأمر وتخرج الحملة عن السيطرة لتقوم النساء بعمل مسيرات في الشوارع حاملات اللانجري بدل اللافتات !
آوه نسيت ، عيب على النساء التظاهر , ربما الرجل الغيور من يقوم بذلك .
تحياتي