[طالبه اجتماعيه]

الفصل الخامس

الفرق بين الباحث العادي والباحث الانثروبولوجي في استخدام الملاحظة:

• أن الباحث الانثروبولوجي يقصد من القيام بالملاحظة الإجابة عن مشكلات معينة نشأت من النظريات والتعميمات العلمية المتخصصة .
• ينما يقصد الرجل العادي من الملاحظة الإجابة عن بعض الأسئلة التي تنهض من الأفكار الشائعة بين عامة الناس.
• لكل منهما إذن أفكاره ونظرياته ولكن نظرة الباحث المتخصص نظرة ذات طابع منهجي لاتظهر في الأفكار الشائعة.

• نتيجة الأفكار التقدمية في القرن الثامن عشر والأفكار التطورية تبلورت مجموعة من النظريات والوسائل الحديثة .

• فالنظرية الثابتة المقررة ماهي إلا تعميما من التجربة .

• وليس الفرض العلمي الا فكرة أو رأي لم يتأكد منه بعد .

• لذالك تتجلى لنا أهمية النظريات والفروض والتي لا يمكن القيام بأي بحث أنثروبولوجي بدونها.

• كما أن تاريخ الانثروبولوجيا الاجتماعية يمثل بعض نواحيه ، المحاولات المستمرة لإحلال المعرفة اليقينية عن الشعوب البدائية محل الأفكار القديمة التي لا تستند الى حقائق مؤكدة.

• التفكير النظري عن الرجل البدائي:
كان يتراوح بين طرفي نقيض...

الكتابات الأولى القديمة الكتابات الحديثة
1- تصور حياته على أنها مزيج من الفقر والعدوان والخوف.
2- أنه متمرد لا يخضع لأي قانون .
3- انه محروم من المشاعر والعقائد الدينية .
4- يرونه مخلوقا فرديا أنانيا يفترس الضعيف.
5- يوصف بالكسل والتبلد الذي لا يمكن اصلاحهما 1- تصوره انسانا رقيقا مهذبا يعيش في رخاء وسلام ودعة .
2- أنه خاضع لكل قانون وكل عرف .
3- أن جانبا كبيرا من تفكيره يدور حول المقدسات والشعائر والطقوس الدينية.
4- يروه شيوعيا يشرك غيره معه في الأرض والمتاع .
5- يصف باليقظة والجد والاجتهاد.




سبب التضارب في الصفات:

1- الرغبة الشديدة في تغير فكرة سابقة.
2- الاعتماد في السابق على كتابات الرحالة.
3- أن أخلاق الرحالة ومزاجه الشخصي وأطباعه كان لها دخل فيما يكتبه.
4- ابتداء من القرن السادس عشر كانت تظهر أحيانا كتب تصف البدائية بطريقة رصينة تلتزم الجد والواقع.

متى بدأ ظهور الكتابات الانثروبولوجية بالمعنى الدقيق للكلمة؟

• بين منتصف القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع العشر.
• اتسع نطاق الاستعمار وبدا الوصف الاثنوجرافي في شكل دراات مفصلة على أيدي المبشرين والحكام.
• كانوا يتمتعون بثقافة أعلى من ثقافة الرحالة.

من أفضل الأمثلة التي توضح العلاقة بين الحقائق والنظريات التي تقوم عليها هي كتابات ((ماكلينان))

الأخطاء التي وقع فيها ماكلينان:

1- يرى أن الانتساب للأم هو الشكل الشائع.
2- يعتقد أن الزواج البولياندري هو الاوسع انتشارا.
3- شيوع عادة وأد البنات بشكل كبير.
4- أن الشعوب البدائية جدا لم تكن تعرف نظام الزواج والعائلة.

معظم نظريات الكتاب في ذالك الوقت غير صحيحة أو غير دقيقة لماذا.؟

• لعدم الدقة في تسجيل الملاحظات ولعدم كفاية المعلومات ذاتها.
• مع ذالك فقد نجحوا في أن يضعوا على أقل تقدير بعض الفروض عن المجتمعات البدائية التي حددت خطوات البحث الرئيسية.

• أول معهد اهتم بدراسة (( الرجل البدائي)) هو معهد الانثروبولوجيا الملكي وهو حلقة الاتصال المهمة بين العالم المقيم في وطنه والحاكم أو المبشر في الخارج وذالك عام 1843 باسم الجمعية الأثنولوجية بلندن.

• لكي تتقدم الدراسات الأنثروبولوجية ينبغي على الأنثروبولوجيين أن يقوموا هم أنفسهم بالملاحظة.

• حتى نهاية القرن التاسع عشر لم يكن أحد من العلماء قد قام بالدراسة الحقلية .

• وكان من أوائل الانثروبولوجيين من بينهم ماكلينان يشتغلون بالمحاماة بينمت سبنسر كان فيلسوفا أما الكتاب الذين خلفوا من بعدهم في ميدان الأنثروبولوجيا فكانوا في الأغلب من العلماء الطبيعيين وقد تعلم جميعهم اختبار الفروض على ضوء الملاحظات التي يقوم بها هو نفسه فالعالم لا يوكل الى الأشخاص العاديين القيام بالملاحظة نيابة عنه .

نقطة التحول التي مرت بها بريطانيا في الدراسات الأنثروبولوجية ترتب عليها أمرين مهمين:

1- بدء ظهور الأنثروبولوجيا كعلم يحتاج الى التخصص والتفرغ الكاملين حيث غالبا يستخدم الأنثروبولوجي الملاحظة بالمشاركة أي بالمعايشة.
2- اعتبار الخبرة الحقلية عنصرا جوهريا في تمرين الطلاب والدارسين لهذا العلم وتكوينهم.

نقاط الضعف في الدراسات الحقلية الأولية :

1- قصر المدة التي كانوا يمضونها بين تلك الشعوب .
2- جهلهم بلغاتهم.
3- عدم توطيد العلاقات بينهم وبين الأهالي.
أول محاولة لفحص النظريات الاجتماعية بالرجوع الى مجتمع تقليدي معين هي دراسة راد كليف براون وقد درس سكان جزر الاندمان .

يعتبر أول من نجح في الدراسات الحقلية ( مالينوفسكي ) الذي أنفق دراسته لسكان الجزر التروبرايند أربع سنوات كما كان أول أنثروبولوجي يستخدم لغة الأهالي أنفسهم في إجراء البحث.

شروط نجاح الدراسة الحقلية:

1- أن ينفق الأنثروبولوجي في هذه الدراسة فترة كافية من الزمن .
فالباحث المحدث ينفق الان فترة تتراوح بين العام الواحد والأعوام الثلاثة في دراسة شعب واحد مما يتيح له الفرصة لملاحظة الحياة الاجتماعية في كل فصول السنة وتسجيلها بكل تفاصيلها ثم اختبار النتائج بطريقة منهجية منسقة.

2- أن يكون طيلة الفترة التي يستغرقها البحث على صلة وثيقة بالأهالي الذين يعمل بينهم.
3- أن يستخدم في حديثه معهم لغتهم الوطنية.
4- كما يدرس كل ثقافتهم وحياتهم الاجتماعية فقد كانت الدراسة الحقلية السابقة فاشلة بسبب زيارتهم الخاطفة للمجتمعات المتأخرة نادرا ما كانت تستمر أكثر من بضع أسابيع .

• أن يضع الأنثروبولوجي نفسه في مصافهم بكل شئ فهو يختلف عن رجال الحكومة والمبشرين في أنه لا يتمتع بأي سلطة أو مركز يحاول إبرازه والاحتفاظ بهيبته.
• لذا فإنه يقف موقف الاتزان والحيدة بعيدا عن الجنود كما في الاستعمار أو الوسطاء فالأنثروبولوجي يذهب الي المجتمع بمفرده دون أن يرافقه أحد من بني جنسه أو من نفس ثقافته مما يضطره للإلتجاء الى الأهالي أنفسهم بحثا عن الرفقة والصداقة والفهم الانساني.
• فالانثروبولوجي المدقق يدون في مذكراته الخاصة تفصيلات كل شئ حتى الامور التافهة مثل طريقة حلب الأبقار أو طهي الطعام لذالك فهو يدرس الموضوع في علاقته بكل أنواع النشاط الإجتماعي بالإشارة الى بناءهم الاجتماعي .
شروط شخصية الباحث في علم الإنسان:
ماهي المطالب والمميزات التي يجب أن تتوفر في من يقوم بمثل هذه الدراسة.؟
1- أن يكون تلقى تعليما جامعيا في الأنثروبولوجيا .
2- وأن يكون على معرفة واسعة بالنظرية العامة وباثنوجرافية المنطقة التي سيدرسها.

• ولكي ينجح الباحث لا بد أن يكون قادرا على أن ينسى نفسه ويتخلى عن مقومات شخصيته بغير تحفظ.
• كذالك لا بد أن يشعر الباحث بالاهتمام والانعطاف ازاء موضوع دراسته.

السؤال الذي يتبادر الى اذهاننا.
هل اختلاف شخصية الباحث يترتب عليه أي اختلاف في نتائج البحث ؟
لا يوجد اختلاف جوهري في الحقائق الواقعية التي يقوم الباحثون المختلفون بتسجيلها وان كان هذا لا يمنع بالطبع من وجود بعض الاختلافات الفردية حتى على مستوى الادراك الحسي .

ولعل من أهم الأمور التي يشترك فيها الباحثون الأنثروبولوجيين:
1- نوع التدريب الذي يخضعون له بحكم تخصصهم .

أهم ما ينبغي أن يتقيد به الباحث منهجيا:
هناك خطوات ينبغي على الباحث أن يتبعها للوصول الى أفضل النتائج:
1- اختياره لمجتمع الدراسة وموضوعها.
2- تحديد الموضوع الذي ينبغي بلغة واضحة.
3- أن يختار الموضوع أو مكان البحث يبدأ بقراءة كل ماكتب عن الموضوع أو مكان البحث وذالك لان الاطلاع على التراث السابق يفيد الباحث في تجنب تكرار موضوع الدراسة وفي البدء حيث انتهى الاخرون.

الامورالواجب مراعاتها من قبل الباحث الأنثروبولوجي :
• من المعروف أ الدراسة الأنثروبولوجية لا تكون الا دراسة حقلية لذالك على الباحث الميداني عند دراسته لأي مجتمع ان يراعي الأتي:
1- مراعاة مستوى المبحوثين واتجاههم وظروفهم المتغيرة.
2- مراعاة ما يطرأ على المجتمعات البشرية من تغير دائم.
3- مراعاة تقاليد المجتمع من الصعب جدا أن نقوم بدراسة عن أثر الخمر على الناس في مجتمعنا حيث أن مجتمعنا اسلامي أو عن العلاقات الشاذة.










1- مراعاة مستوى المبحوثين واتجاههم وظروفهم المتغيرة:
• عند دراسة المجتمعات التقليدية مثلا فان صيغة السؤال المباشر الذي يتطلب اجابات مباشرة لم يكن شيئا ملائما لأن السكان هناك لايملكون تصورات محددة عن اغراض حياتهم ومطالبهم وهم كذالك لا يستطيعون تفسير دوافعهم بسهولة.
• يجب على الباحث أن لايقصد سؤال المبحوث في وجود رئيسه أو شيخ كبير.
• ابتكر الباحثون الكثير من الحيل ليتمكنوا من الحصول على استجابات من المبحوثين ومن أبرز تلك الحيل الفعالة الفخر بانجازاتهم في مجال صناعة الأسلحة والابتكارات الجديدة كذالك حديث المبحوث عن عائلته وعن أصول وفروع العائلة وتسمى هذه الطريقة بالطريقة ((الجينالوجية )).

2- مراعاة ما يطرأ على المجتمعات البشرية بشكل دائم:
على الأنثروبولوجي أن يتذكر بشكل دائم أن المجتمع الذي يبحثه يعيش في مرحلة تغير دائم حتى المجتمعات التقليدية التي تتمسك بتلك العادات والتقاليد وذالك عن طريق الاتصال بين الثقافات فقد ذكرنا سابقا أن المجتمعات المنعزلة أصبحت الان قليلة .

3- مراعاة تقاليد المجتمع :
يجب على الباحث أن لا يسأل عن أمور تتنافى مع قيم المجتمع وتقاليده فلا يسأل في مجتمع متدين عن الشذوذ الجنسي ولا يسأل مجتمع اسلامي عن أهمية تربية الخنزير كذالك في المجتمع الغربي لا يمكنه طرح قضية تحتوي على خصوصية اسلامية كتعدد الزوجات مثلا.

وذالك يكون بفضل اقامة الباحث في المجتمع فيسمح له مراجعة وحذف بعض الأسئلة التي تتناقض مع تقاليد مجتمع بحثه .

واذا لم يلتزم بعادات المجتمع بكل سلوكياته اليومية فإن المجتمع لن يتقبله أو يتعاون معه.