عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 24-12-2010, 02:40 AM
الصورة الرمزية فاقدة أبوها

فاقدة أبوها فاقدة أبوها غير متواجد حالياً

مشرفة مُتألقة سابقة

 
تاريخ التسجيل: May 2009
التخصص: English ولله الحـمــــد والمنّــــــة
نوع الدراسة: تعليم عن بعد
المستوى: السادس
الجنس: أنثى
المشاركات: 3,362
افتراضي حكم الإحتفال بالكريسماس


ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس ؟ و كيف نرد عليهم إذا هنؤونا به ؟ و هل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة ؟ و هل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذكر بغير قصد ؟ و إنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجاً أو غير ذلك من الأسباب ؟ و هل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟


الجواب:


تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - رحمه الله - في كتابه " أحكام أهل الذمة " ، حيث قال :

" و أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم و صومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأه بهذا العيد و نحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات و هو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس ، و ارتكاب الفرج الحرام و نحوه . و كثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، و لا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله و سخطه " . انتهى كلامه - رحمه الله - .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً و بهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، و رضا به لهم ، و إن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك ، كما قال الله تعالى :
" إن تكفروا فإن الله غني عنكم و لا يرضى لعباده الكفر و إن تشكروا يرضه لكم "
[ الزمر: 7 ]
و قال تعالى :
" اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناً "
[ المائدة: 3] .

و تهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

و إذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك ، لأنها ليست بأعياد لنا ، و لأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم ، و إما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه و سلم إلى جميع الخلق ،
و قال فيه : " و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين "
[ آل عمران:85 ] .

و إجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .و كذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى أو أطباق الطعام أو تعطيل الأعمال و نحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، و ربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص و استذلال الضعفاء " انتهى كلامه - رحمه الله - .

و من فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو تودداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب ، لأنه من المداهنة في دين الله و من أسباب تقوية نفوس الكفار و فخرهم بدينهم .
و الله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم و يرزقهم الثبات عليه و ينصرهم على أعدائهم إنه قوي عزيز .

فتوى الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله

 


توقيع فاقدة أبوها  

 


التعديل الأخير تم بواسطة فاقدة أبوها ; 24-12-2010 الساعة 02:54 AM.
رد مع اقتباس