رد: الـغـزو الفـكـري : أهـدافـه , وكشف أساليبه... طرق المواجهة والحل... ( مـتـجـدد)
تلخيص مبسط للموضوع :
1- أن مصطلح ( الغزو الفكري ) علي حداثة مبناه ، إلا أنه قديم المدلول والمعنى، فهو سلاح قديم ، يتطور ـ في وسائله وأساليبه ـ بتطور العصور ، وقد عرفته كل جماعة بشرية ، واستخدمته في سبيل كسب معارك حياتها الاجتماعية ، والاقتصادية ، بل والعسكرية ذاتها ؛ وذلك لما يشتمل عليه من : الخداع ، والشمول ،وشدة التأثير ، وقلة الخسائر المالية والبشرية مقارنة بخسائر الغزو العسكري .
تلك الخصائص التي تجعله ذا خطورة تفوق خطورة الغزو العسكري بعشرات المراحل .
2- أن القرآن الكريم قد أفاض في الحديث عن هذا اللون من الغزو من حيث : قادته ،وأساليبه ، وأهدافه ، وخطورة نتائجه .
3- أن فشل الحملات الصليبية كانت نقطة البداية للغزو الفكري المنظم .
4- أن أعداء الإسلام لجأوا إلي الغزو الفكري ـ بجانب الغزو العسكري ـ ؛ لاستئصال عقيدة المسلمين ، والقضاء علي كل ما من شأنه أن يوحد صفوفهم ، ويقوي شوكتهم .
5- أن الهزيمة النفسية التي أصابت نفوس كثير من المسلمين ـ بسبب ابتعادهم عن كتاب ربهم ، وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، وبسبب استعمار بلادهم أزماناً متطاولة ـ تعتبر من أهم الأسباب التي مكنت لنجاح الغزو الفكري ، وسقوط المسلمين في بؤرة التقليد الأعمي ، مما ترتب عليه أن صبغت حياة المسلمين ـ في كثير من جوانبها ـ بالصبغة الغربية ، صبغة الحضارة الغازية .
6- أن الإسلام قد عني بالأسرة المسلمة عناية فائقة ، تمثلت في ذلك الرصيد التشريعي الضخم الذي تناول البناء الأسري من قاعدته إلي قمته ، من حيث : توضيح الأسس المتينة التي يجب أن يشاد عليها صرح الأسرة المسلمة ، وتنظيم العلاقة الزوجية ، وتنظيم علاقة الآباء بالأبناء ، في إطار من الحقوق والواجبات المتبادلة ، والتي تضع الإنسان في حيز المسئولية والجزاء .
والاهتمام الإسلامي بالأسرة نابع من سمو ورفعة الأهداف التي تحققها الأسرة المسلمة .
ومن أبرز تلك الأهداف :
-تربية جيلٍ متخلق بخلق الإسلام .
-توثيق الروابط بين الأسر المسلمة .
-المساهمة في رقي الأمة .
وبذلك تعتبر الأسرة المسلمة أهم لبنة في بناء الأمة الإسلامية ، ومن هنا صوب غزاة الفكر سهامهم إليها ؛ للنيل منها ، والقضاء عليها ، وإبطال دورها في تخريج أبطال يذودون عن الأمة الإسلامية .
7أن الغزو الفكري استعمل ـ في حربه ضد الأسرة المسلمة ـ مجموعة من الوسائل والأساليب تعمل بصورة تكاملية لإضعاف الأسرة المسلمة .
ومن أبرز تلك الوسائل :
-وسيلة التعليم .
-وسيلة الإعلام .
-وسيلة المؤتمرات .
ومن أبرز تلك الأساليب :
-أسلوب محاربة العقيدة الإسلامية .
-أسلوب استبدال القوانين الوضعية بالشريعة الإسلامية .
-أسلوب العمل علي إفساد المرأة المسلمة .
-أسلوب إشاعة الفواحش .
-أسلوب ترويج المسكرات والمخدرات .
-أسلوب توهين الروابط الاجتماعية .
8- أن الغزو الفكري قد نجح ـ بمقدار ـ في تنفيذ مخططه ، ووصلت بعض سهامه فعلاً إلي { الحصن المنيع } الذي كانت الأمة ـ وما زالت ـ تعتصم به ، فأثر علي الأسرة المسلمة عقدياً ، وثقافياً ، وأخلاقياً ، واجتماعياً ، وصحياً ، ونفسياً ، واقتصادياً ، وصبغت الأسرة المسلمة بكثير من ملامح الأسرة الغربية ، حتى أصبح البون شاسعاً بين الأسرة المسلمة في عالم اليوم ، وبين الأسرة المسلمة كما رسمها الإسلام ، والتي كانت سبباً في ازدهار الأمة وريادتها فيما مضي من عصور .
9- أن مقاومة الغزو الفكـري للأسرة المسلمة خصوصاً ، وللأمة الإسلامية عموماً ، ليست عملية سهلة ، بل إنها تحتاج إلي تعاون وتكامل بين جميع الأجهزة والمؤسسات علي مستوي العالم الإسلامي كله .
فالأسرة المسلمة لها دور ، والحكومات الإسلامية لها دور ، والأجهزة التعليمية لها دور ، والأجهزة الإعلامية لها دور ، والأجهزة الدعوية لها دور .
علي أن تكون جهود هذه المؤسسات قائمة علي أسس متينة من إخلاص النية لله ، والتحلي بالصبر والتقوى ، والتخطيط الدقيق ، والرغبة المخلصة في إقالة الأمة من عثارها ، وتجسيد تعاليم الإسلام واقعاً حياً يحياه المسلمون .
وللحديث بقية ..
|