
هل المرأة فضيحة؟ مشهد مألوف، يتكرر كلّما دخلت مركزاً تجارياً. رجل خليجي يمشي وخلفه بأمتار عديدة، امرأة خليجية، تجرّ - أحياناً - معها مجموعة من الأطفال. لا علاقة لها بالرجل - جدلاً - حتى إذا ما خرجوا من باب المركز واقتربوا من السيارة، عرفت أنها زوجته ومعها أطفاله. وأحياناً، تكون أمّه أو أخته وأخواته.
كلّما أرى هذا المشهد أقف عنده طويلاً في محاولة يائسة لتفسيره، فلماذا يهرب الرجل من زوجته؟ أو بالأحرى، لماذا يهرب من إطلاع الناس على حقيقة أنها زوجته؟ وإذا رأى مجموعة من الرجال جالسين في أحد المقاهي فإنه يهرول سريعاً حتى لا يعرفوا الحقيقة. لا يهمّه إذا التفتوا تجاهها أم لا، المهم ألا يعرفوا أن لها صلة به.
وفي المقابل، ترى غير الخليجي يحمل طفله بيد ويمسك يد زوجته بيده الأخرى. وبغض النظر إن كانت زوجته متبرّجة أم محجّبة، فإنه يمشي إلى جانبها بافتخار. أو على الأقل، لا يهرب من عيون الناس إن أحسّ بأنها ربطت بينه وبينها، بل أكاد أجزم أن هذا الأمر لا يخالج تفكيره بتاتاً. كلّما حاولت أن أفكّ هذه الأحجية أقف عند موضوع رئيس لا أعرف له تفسيراً، وهو طبيعة الخليجي الصحراوية التي جبلته على الاعتقاد بأن المرأة عورة، أو بالأصح فضيحة. فعلى الأقل العورة يمكن سترها، أما الفضيحة فيجب الهروب منها. وكلّما رجعت إلى كتب الفقه لا أجد أي تفسير لهذا الاعتقاد الخاطئ كليّا، اللهم إلا بعض المقولات المغلوطة والتفاسير التي لا مرجع لها، وأظنّ أن من كتبها غلبت طبيعته القاسية على طبيعة الإسلام السمحة.