07-10-2010, 06:51 PM
|
#2
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: تاريخ
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: العاشر
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 403
|
رد: تعالو نتعلم من تجارب الناس
ما بنكسـر صابـر .. لو فرصتي تمضــي ،، والحظ لـو عاثـر .. بصنــع أنــا حـظــي ،،
لــو تنثـر أحـلامـي .. برجــــع أرتبـــها ،، ولو تصعب أيامـي .. بعيش وما احسبها ،،
يامسهل الدنيا ،،،، مهما تعاندنا
عادي التعـب عادي .. والهم هو ملحه ،، ولو ما الحزن بادي .. مانفهم الفـرحه ..!

كثيراً ما تمر بنا في حياتنا منعطفات شديدة ، منعطفات قد تغير الكثير
من ملامح حياتنا .. و كثيراً ما تهب علينا عواصف قوية تعكر من صفو
هذه الحياة و قد يصل الأمر إلى الاستسلام أمامها و السقوط من جرائها ..
فإذا سقطنا .. لم نحاول ( النهوض ) مجدداً و السير على أقدامنا و مواصلة
الركض في طريق الحياة بقوة و تعويض ما فات منّا أثناء سقوطنا ..
لن أتحدث عن آخرين ..
بل سأتحدث عن واقع و تجربة ( شخصية ) مررت بها ، و بقدر ألمها
بقدر ما أسعى لأن يكون هذا الألم هو ( الدافع ) لي للارتقاء بنفسي للأعلى و الأفضل دائماً ..
ممتاز يا أروق ..!
كانت هذه العبارة دائماً ما تتكرر على مسامعي منذ صغري ..!
كنت ( الأفضل ) في الصف و ربما خارجه كذلك ..! – و أتمنى ألا تعتبروا كلامي هذا نوعاً من الغرور –
من ( الأوائل ) دراسياً منذ الصف الأول الابتدائي ..
قارئ للكتب و المجلات و الجرائد برتبة ( نَهِم ) ..! ومحب كبير للرياضة و ممارس أكبر لها ..!
متعدد الهوايات .. بالإضافة إلى القراءة و الرياضة .. كان الرسم يحتل جزءاً كبيراً من حياتي كذلك ..!
حياة جميلة و ( مثالية ) لم يعكر صفوها سوى ( وفاة ) والدي رحمه الله و أنا لم أتجاوز الرابعة عشر من عمري ..
تجاوزت هذه ( المحنة ) و استمريت في حياتي و تفوقي و لله الحمد ..
كان ( الجميع ) تقريباً متفائلين لي بمستقبل مشرق .. و كانوا جميعهم
تقريباً مطمئنين من جهتي إلى حد ( وضع البطيخة ) في البطن ..!
وصلت إلى الثانوية العامة .. و تخرجت منها – ولله الحمد – بتقدير امتياز ..
و لن أكون مبالغاً لو قلت أنني تخرجت بأقل مجهود ممكن ..!
فرحة الأهل الكبيرة .. و الأصدقاء جعلتني أعيش في عالم ( وردي ) اللون ..!
هنا وصلت إلى منعطف كبير في حياتي .. وهو منعطف الجامعة
و تحديد المستقبل الدراسي و المهني و ما يترتب عليه ..!
سجلت في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة في كلية الهندسة ..
و أصبحت ( باش مهندساً ) من قبلما حتى أزاول دراستي هناك ..!
كانت أجواء الغربة بالنسبة لي و العزوبية في مدينة منفتحة عـ( الآخر ) كجدة ..
سبباً لأولى ( انتكاساتي ) ..!
بين العيش عزوبياً ( حراً ) و الخروج مع الأصدقاء و عدم التأقلم مع نظام الجامعات المختلف كلياً
عن نظام المدرسة .. كانت الضربة الأولى التي لم استفق منها إلا بالرسوب في كذا مادة
و ( إنذار أول بالفصل ) ..!
ثقتي في نفسي – التي ربما زادت عن حدها – جعلتني أحاول المعاودة و الكرّة
و لكن للأسف لم أكن جاداً بما فيه الكفاية بالإضافة إلى حصول بعض الظروف الخارجية ..
فكانت الضربة الثانية ..!
ما حصل بعدها هو أنني سحبت من الجامعة و عدت لها مرة أخرى
في ذات الكلية و مشت الأمور كأفضل ما يرام .. و تخصصت في الهندسة
الكيميائية ،، إلى أن جاء ترم من الأترام الذي كانت فيه المواد صعبة جداً
فحصلت لي ظروف خاصة أثّرت عليّ لأرسب في كذا مادة .. و هنا ( قفلت ) النفسية معي ..!
من أسوأ ما يواجهه الطالب في حياته الجامعية هي مسألة ( النفسية ) هذه
التي للأسف لازمتني من يومها لأبدأ مسلسل ( التدهور ) الدراسي و الحياتي كذلك بالتبعية ..!
رسوب ... سحب أترام ... غياب ... وماذا بعد يا أروق ؟!
كل هذا من جهة .. و لكن من الجهة الأخرى ( الأسوأ ) كنت مضطراً للكذب
على أهلي بخصوص دراستي .. و أنا الذي أكره الكذب و أشعر بالمرارة
تعتصرني و أنا أخبر والدتي التي تركت المدينة و أتت إلى جدة لتكون بقربي بأن الأمور على ما يرام ..!
المكافآت و توقفت .. و ترم و سحبته و لكني لم أخبر الأهل و اضطر للخروج
مبكراً كأنني ذاهب إلى الجامعة .. فأذهب للإفطار و الجلوس عند البحر و من ثم
العودة إلى المنزل على اعتبار أن جدولي الدراسي بسيط في هذا الترم
أو إذا بكّرت أكثر .. على أنّ الدكتور لم يحضر إلى ( الكلاس ) ..!
حياة سوداء .. أظلمت الدنيا في عيني ... و أثرت على نفسيتي كثيراً ..
فحتى الكرة و الرياضة التي كنت أزاولها بشكل مستمر .. تركتها ..!
و في النت .. بدأت شخصية ( أروق واحد في الدنيا ) – قبل أن اختصره إلى أروق واحد –
كإتجاه معاكس سلكته كي أقاوم الحالة النفسية التي كنت أعاني منها ..!
البحث عن المرح و تأليف قصص من طراز ( العيارين ) .. جعلتني
أشرف على أقسام التسلية و الفكاهة في كل المنتديات التي كنت فيها ..!
بدأت في التصميم على الفوتوشوب .. حتى أتقنت فيه الكثير و صرت من المميزين في هذا المجال حينها ..!
بدأت في كتابة الخواطر و الأشعار .. بعضها ( رومانسي ) الاتجاه
لم يكن يعبر سوى عن الفراغ العاطفي الذي كنت فيه و أحاول ملأه بهذه الطريقة ..!
و الآخر كان يعبر فعلاً عن واقعي ( المظلم ) ..
كنت أحاول بشتى الطرق أن ( أغمس ) نفسي في أي مجال كي أنسى الواقع ..!
هل عشت حياتي كما تمنيت ؟؟
هل حققت كل طموحاتي ؟؟
هل ما أفعله الآن ... هو ماله سعيت ؟؟
فأنا لا أرى من نفسي سوى دموعي ... وآهاتي ..
ظللت أحلم .. ومن الأماني قصور بنيت ..
وملئت الكون طموحاً ... كي أرتقي بذاتي ..
لكن من يرد العلا .. فليقل ها آنذا له استعديت ..
فالعلا لا يأتي أبداً .. بالأمنياتِ ..
في اللعب ساعات .. وساعات .. عديدة .. قضيت ..
وبين الأصحاب .. ملئت المجالس .. بضحكاتي ..
فكانت المحصلة في الأخير .. أن بكيت ..
أنا من أضعت بيدي حياتي ..
عن النجاح ... أنا لهيت ..
أصبح ماضٍ من ذكرياتي ..
على نفسي هذه المرة .. جنيت ..
سقطت وكانت هذه المرة – للأسف – أكبر سقطاتي ..
بالفعل .. كان سقوطاً مريعاً و غير محتسباً على الإطلاق ..!
كم وددت أن أصارح والدتي بحالي .. و لكني لم أستطع .. كنت خائفاً عليها من خيبة الأمل التي جلبتها إليها ..!
كانت تسأل عن أحوال الدراسة فأجيبها مطمئناً بأنها بخير .. برغم أنها كانت تشك في وضعي ..
فوجهي لم يكن على ما يرام ، و لكني أرسم البسمة في وجهي و أحاول طمأنتها بشأني ..
حتى إذا دخلت إلى غرفتي أغلقت الباب و أطفأت الأنوار و شرعت في بكاء مرير ..!
إلى متى سأظل على هذه الحالة ؟!
إلى متى و أنا أخدع والدتي و أهلي ؟!
لم أكن أعلم الإجابة .. فأنا وقتها كمن يهوي من فوق الجبل و لازال في الهواء
ولا يرى أسفله يابسة حتى يرتطم بها على الأقل ..!
تمنيت الموت وقتها .. حتى ارتاح على الأقل من هذا الهم الذي أثقل كاهلي و كدّر عليّ حياتي ..!
ليته ربي من قبل كان توفاني ..
ولا يتركني على هذا الحال أقضي ..
لو مو خوفي من ربي ومن حرّ النيراني ..
كان من زمان .. حياتي بيدي هذه أنهي ..
يارب برحمتك و عفوك تولاّني ..
وحدك أدعوك .. و وحدك دون سواك أنا أرجي ..
أصلح لي الهي كل شأني ..
ونفسي التايهة هذه يا رب أهدي ..
يُتبع
|
|
|
|
|