تكملة لماطرح من موضوع جسد الامة
الحمد لله الذي اكرمنا باتمام عشرة الرحمة وبلغنا عشرة المغفرة واساله بفضله وكرمه ان يبلغنا عشرة العتق من النيران وان يدخلنا في زمرة حبيبه سيد ولد عدنان وان يجعلنا ممن زينت وفتحت لهم الجنان والصلاة والسلام على سيد كل انس وجان وعلى اله وصحبه وتابعهم باحسان جعلنا الله واياكم منهم.
وبعد فلقد طرحت عليكم من الموضوع السابق ان لكل جسد أعضاء وهي القلب والدماغ والهرمونات والأجهزة والجوارح.
وذكرنا انا مدار هذا كله هو الروح واليوم دعوني اطرح عليكم روح جسد امتنا المسلمة.
الروح هو الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم فهو روح جسد الأمة وهو حبل صلتها بالله سبحانه وتعالى القائل(ونفخت فيه من روحي)
برحمته وشفقته وحرصه ودعوته وبالصلة به يسري سر الحياة في هذا الجسد
والجسد بلا روح لا قيمة له فمآله الى التراب وأن يصير جيفة قذرة سرعان مايتعفن ويتغير.
فالأمة متى ماقويت صلتها بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتعلقت قلوبهم به وتولعت افئدتهم به وقام افرادها وجماعاتها باحياء هديه وسنته وانتشر فيهم نور متابعته كان الروح هو الغالب على هذا الجسد ولاشك ان الروح اذا كان هو الغالب فلن يوصل الجسد الا الى كل خير فهو من عالم طاهر قدسي.
والروح يفارق الجسد في الموت وكذلك اذا نام الجسد تصعد الروح فاذا استيقظ عاد الروح اليه
وكذلك الأمة اذا نامت عن تعاليمه وعن ذكره ونشر شمائله واخباره وكثرة الصلاة عليه صعد هذا الروح عنها الى عالمه وموطنه.
فاذا استيقظ عاد الروح.
ونحن نرى الانسان وهو نائم لايستطيع ان يدفع عن نفسه شيئا فتؤذيه الحشرات ويقدر عليه اي شي.
وكذلك الأمة اليوم لما نامت تطاول عليها اليهود ومن والاهم فاذا استيقظت هربوا هروب الفأر اذا راى الانسان.
اللهم ايقظ الأمة من هذه النومة العميقة وافتح ابصار قلوبهم لشهود انوار الحقيقة وارزقهم الاستمساك بالعروة الوثيقة واربطهم بروحهم خير الخليقة.
أما بالنسبة له صلى صلى الله عليه وسلم فقد قال تعالى عنه :(وماارسلناك الا رحمة للعالمين)
وقال تعالى:(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم).
فهو عليه الصلاة والسلام لم يقصر معنا وهو ماد حبال رحمته لنا يقول:(مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما اضاءت ماحولهاجعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها. قال فذلكم مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني تقحمون فيها).
وقال( حياتي خير لكم تحدثون ويحث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي اعمالكم فما كان حسن حمدت الله وماكان سيء استغفرت الله لكم). وفي رواية:(ان رأيت شرا استغفرت لكم).
وقال محركا دواعي الشوق عندنا:(وددت أن قد رأينا اخواننا قال الصحابة: او لسنا اخوانك يارسول الله؟! قال:أنتم اصحابي واخواناا الذين لم يأتوا بعد) وفي رواية:(متى القى أخواني؟ قالوا السنا باخوانك؟ قال: بل أنتم اصحابي واخواني الذين آمنوا بي ولم يروني انا اليهم بالأشواق) وفي رواية(يود احدهم لو رآني بنفسه وماله) فاذا كان صلى الله عليه وسلم قابلنا بهذه المقابلة الحسنة الجميلة فكيف نقابله؟؟
بأبي انت وأمي يارسول الله.
وللموضوع بقية ارجو المعذرة عالاطالة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
|