[رغد محمد]

كَانَتْ صَغيِرَةً تَلْعَبْ مَعَ أُخْتِها عَلَى رِمَال البَحْر ...

تَضْحَكْ..تُمَازَح أخْتَها الصُّغْرَى ..

فجأةً ..شَعَرتْ بِألَمٍ في قَلْبِها ...

وَبَدَأْتْ بالتَّرَنُّحْ ..يَمِينًا ويَسَارًا ..

نَظَر وَالَدَها إليهَا ثُمَّ قَالْ : رغد ..!!!!! مَابِكِ يابْنَتَيْ ...

مَالذي حَصَلَ لَكِ ..؟؟ مَمَّا تَشْتَكين ..؟؟؟ أخْبِرينِي عَزيزَتِي ..

نَظَرَتْ إليْه ..ثُّمَّ ...وَقَعَتْ ..

وَقَعَت ...رغد ..!!!!!

تَفَاجَأتْ العَـــــــــــــــــــــــــــائِلَة ..!!!!!!!!

وَتَسَابَقُوا للمُستَشفى ..الكُلْ يَتَراكَضْ الدَّكْتُورْ ..

دُكْتُور ..!! بِسُرْعَة ..ابْنَتَنَا ..الله يِسْعِدَك ...ابْنَتنَا ..

لاَ نَعْلَم مَالذَّيْ حَدَثْ لَهَا ... كَانَتْ تَلْعَبْ وَفَجْأَةً سَقَطَتْ عَليْنَا ...

أَخَذَهَا المُمَرِّضِينْ ...إلىَ غُرْفَة الفُحُوصْ ..

فَحَصَهَا الدُّكْتُورْ ..مَرَّاتٍ عَدِيدَة ...عَمِلَ تَحَاليِل عَديِدة ..شَاوَرَمَجْمُوعَة مِنْ الدَّكَاتَرة ...حتَّى تَأكَد ..

خَرَجَ مِنْ الغُرْفَة ..

نَظَرَ فِيْ وُجُوه الحَاضِرِينْ ...

رَأَى الخَوفْ ..الألَم ..التَّلَهُفْ لِسَماع الخَبَر المُرِيْحْ ...الأَمَل ...

ثُمَّ قَال : مَنْ هَو وَالِد الطِّفْلَة ؟؟

خَيَّمَ الصَّمْتْ فِي الأَرْجَاء ..وَالهُدُوءْ يَحْرِقْ الأَعَصَابْ ...بَعَدْ تَرَاكِضْ الأرْوَاحْ لِمَعْرِفَة الاَخْبَار ...

الوالد: نَعَمْ ..أنَا وَالِد رَغَدْ ..مَابِهَا ؟؟ طَمِّنِّي يَادَكتُور ..

الدَّكتُور : هَلْ يُوجَد فِي عَائِلَتُكُمْ شَخْصْ مَريِضْ بِأَيْ مَرَضْ مُزْمِنْ ..سَوَاء الرَّبُو ..أوْ غَيْرَه ؟؟؟

الوَالِد(بَعَد صَدْمَة السُّؤَال ) : نَعَم ..والدِي مُصَابْ بِالرَّبُو ..وَوَالِد زَوْجتِي مُصَابْ بِمَرَض القَلبْ ..

وَلكِنْ ..!!! لِمَا هَذا السُّؤَال يا دَكتُور ..؟؟ أخْبِرْنِي ..مَالذِّي يَحْصُل ؟؟ رِغَد ْ..مَابِهَا ؟؟

الدَّكْتُور : إِهْدَأ قَليِلًا ..وَاسْتَهدِي بِالله ..فَأنْتَ مُؤمِن وَتَعلَم بِأنَّ الله يُقَدِّر عَلى عِبَادِه المَصَائِبْ ليَخْتبِرهُم ..و..

الوَالِد(مُقاَطِعًا لِلدَّكْتُور): وَنعْم بِالله ..وَالحَمْدُ لِله عَلى كُلِّ حاَل ..أخْبِرنِي مَابِها ؟؟

الدَّكتُور (بِتَردُّدُّ): ابنَتـك...ابنتَـك مَريضَة بِالقَلَبْ ..

الوَالدْ: الَقلْبْ..!!!!!!!!

كَيْف...؟؟ هِيَ صَغِيرة جدًا ...بالخَامِسَة ..كَيف لَها أَنْ تَمَرَضْ بِهَذا المَرضْ مُبَكِّرًا....

الدَّكتُور : وَحَالتْهَا الصِّحِيَّة جدًا سَيئة وَحَسَبْ مَانَرَاه ..ابِنتَك قَد لا تَعِيشْ لأَكْثَر مِنْ خَمْس شُهُوْر ..

فَحَالتْهَا نَادِرةَ جدًا ...

الوَالِد :اسْتغْفرُ الله ..مَاذا تَقول ؟؟... ولِكْن كيَفْ ؟؟؟ مالسَّبَبْ ؟؟ ومَاهَو العِلاَجْ ؟؟؟ ................إلخ ..

وكَانَ الحِوَار طَوِيــــــــــــــــــــــلْ جدًا ....

وَلكِنْ ..

بَعدْ مُرُورسِتَة عَشَرَ عَامًا ...

هَا هِي اليَومْ..تَتَنَفَّسْ ..تَضْحَكْ ..تَمْزَحْ ..تُسْعِدْ مَنْ حَولَهَا ..

تنْبُضْ حُبْ لِمَنْ حَوْلَهَا ...تُسْقِي الرَّاحَة لَهُمْ ...

تَنْثُرُ عَبِيرُ قَلبَها...وَتُظْهِر أحَاسِيسِها للجَمِيع ..

تَحْتَوي مِنْ يُحَادِثُهَا بِرَوعَة قَلبَها ..وَجَمَال رُوْحَهَا ..تُحاوِل أن تَتَلَمّس السَّعادة فِي عُيُونْ مِنْ تُحِبْ ...

وَلاَ نَعْلَم ْ.......؟؟؟؟؟؟؟

هَلْ سَتَعِيشْ لِغَدٍ لِيتَذَّوقْ مِنْ رَحِيقَهَا الجَمِيعْ ...

أَمْ سَتَذْبَل هَذِه الوَرْدَة الرقيقَة ... وَسَتَحْرِمْ مَنْ يَحْتَاجْ لِهَذَا الرَّحِيقْ ؟؟؟

بِقلمِي....