[* تركي *]

قـَالَ اللهُ تـَعآلى : { قـُلْ مـَتَاعُ الـدُّنْـيَـــــا قـَلِيلٌ وَ الأَخِرَةُ خـَيْرٌ لِمَنِ اتَّـقَى }
/
\
وَصـَف سـُبحانه وَ تـَعالى جـَميع الدُنـيا بـِأنها مـَتاعٌ قـَليل: وَ أنتَ أيها الإِنسـآن تـعلمُ أَنـَّكَ أوتيت مِن القليلِ إلا قـَليلا . ثـُم إنّ القليلَ إن تـَمتعت بِهِ فـَهو لِعبٌ وَ لهـو ، لـِقوله تعالى { إِنـَّـمَـا الحَيَاةُ الدُنيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زينَةٌ } ...، فـَلا تبغ أيُها العـَاقِل حيـاةً قليلةً تـَفنى بـِ حيــــاةٍ كـَثيرةٍ تـَبقى ...
/
\
تـَأمَل بـِ عقلِكَ يـآ رآجحُ العقلِ هـَل أتـآكَ اللهُ مِن الدنيا مثل ما أوتـي سـليمان - عليهِ الصلاةُ و السلام - ؟!
حيثُ مـَلَّـكَهُ الله جميع الدنيــا مِن إنسٍ وَ جِـن ، وَ سـخر لهُ الريحَ وَ الطيرَ وَ الوحوشَ ، ثم زادهُ اللهُ تعالى أحسَن منها حيثُ قـآل { هـَذا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيرِ حِسَابٍ } ، فـَ واللهِ ما عـدَّها نِعمةً مثلَ ما عَدَدْتُمُـوها ولا حسبـها رِفْـعَـةً مثلَ ما حـَسِبْتُمُوها ، بـَل خاف أن يكونَ استدراجاً من حيثُ لا يعلم فقال { هـَذا مِنْ فـَضْلِ رَبّي لِيَبْلُوَنِي ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ } ...
/
\
يـابنَ آدم أينَ الأولونَ وَ الآخرونَ ؟ أَينَ نوحٌ شيخُ المرسلين ؟ أين إِدريسُ رفيعُ ربِّ العـالمين ؟ أين إِبراهيمُ خليلُ الرحمـن ؟ أين موسى الكليمُ مِن بينِ سـائر النبيين ؟ أينَ عيسى رُوحُ الله وَ كَلِمَتُهُ رأسُ الزاهدينَ و إمامُ الســآئِحينَ ؟ أين محمدٌ خاتمُ النبيين ؟ أين أصحابهُ الأبرار ؟ أينَ الذين قَهَروا الأبطالَ وَ الشُجعان ؟ أين الذين دَانت لَهمُ المشـــــــارقُ و المغــــــــاربُ ؟ أين الذين اغتروا بالأجنادِ ؟ أين أصحابُ الوزراءِ وَ القواد ؟ أينَ أصحابً السَطوةِ و الأعوان ؟ أين أصحابُ الإمْـرَةِ وَ السُلطـان ؟ أين أصحاب الأعمالِ و الولايات ؟ أين الذين خفقت على رُؤسِهِمُ الألويةُ و الرايات ؟ أين الذين قادوا الجيوشَ و العسـاكِر ؟ أين الذين فرشوا القصور حَريراً وَ قَـزّاً ؟
أينَ وَ أينَ وَ أينَ
{ هـل تحسُّ منهم مِن أحدٍ أو تسمعُ لهم ذِكـراً ؟! }
..،
،..
أفناهم الله مـُفنِي الأُممِ ، وَ أبادهم وَ أخرجهم من سَعَةِ القصور إلى ضيقٍ تحتَ الجَنَادِلِ والصخور . فأصبحوا لا تـُرى إلا مساكنهم لم ينفعهم ما جمعوا ولا أغنَى عنهم ما اكتسبــوا أَسْـلَـمَـهُمُ الأحباء و الأولياءُ وَ هجرهم الإخوان و الأصفياءُ و نسيهم الأقرباء و الأبعَداءُ ....
/
\
فـَ واللهِ لإننا مـُحاسبون وَ سـَائلونَ عمـآ كـَنا بِهِ غـَآفلون ..
وَ قـآلَت الحُكمــآء : " الحِكـمةُ تهوي مِن السمــآءَ إلى القـُلوبَ فلا تسكُن في قلبٍ فيهِ رُكونٌ إلى الـدُنيـآ "
وَ ممـآ أنشدوهـُ فـِي فنـآءِ الدنيــآ :-

وَ غَـــايةُ هـَذهـِ الـدَّآرُ لَـذَّةُ سـَاعــــــةٍ ،،، وَ يُـعْـقِـبُـها الأَحـَزانُ وَ الـهـمُّ وَ الندمُ
وَ هـَاتيكَ دارُ الأَمـنِ وَ الـعِـزِّ وَ التـُقى ،،، وَرحمةُ رَبِّ الناسِ وَ الجودُ والكـــرمُ

وَ قـَالَ آخر

عـَنْ قـَليلٍ أَصِـــيرُ كـَــــوْمَ تـــــُرابِ ،،، وَ تَقولُ الـرِّفــــاقُ هـذا فـُــلانُ
صـَارَ تَحْـتَ التُرابِ عـَظمـاً رَميمـاً ،،، وَ جَـفاهُ الأصـحَـابُ وَ الخِـلانُ
/
\

وَ أخيـــــــراً ، أَختِمُ موضوعي بـِ بيتِ شـِعرٍ ، عَـسانآ بِهِ نفيق ......

فَإِنْ كُنْتَ لاَ تَدْرِي مَتَى المَوْتُ فاعْـلَمَنَّ ،،، بِأَنَّــكَ لاَ تـَبْـقَـى إِلَـى آخِـرِ الـدَّهْــــرِ