
أيضا أحترم رأيك في ذلك، وأيضا ربما هو وهذا وذاك قبلت فطرتهم السليمة مالم تقبله فطرتك، ولا أحد يلزم أحد باتباع أمر معين، وليس بصواب أن فطرتنا السليمة (برأينا) إذا لم تتقبل أمرا ما وتقبلته فطرة آخر ستكون فطرته غير سليمة خصوصا وإن آمن به عدد كبير! لكني أعتقد أن الأفضل أن نحترم الآخرين على ما آمنوا به.
أرجو أن تفهم كلامي الذي سأقوله جيدا إن كنت ستنتقدني سلبا عليه:
تعاملي مع كل ما يقال إن كان يقبله عقلي القاصر فآخذ به، سواء قالوا حديث صحيح أو ضعيف، من التوراة أو من الإنجيل أو من الإسرائيليات، يقوله بابا أو حبر أو جورج دبليو بوش،
ولكن قبول الكلام ورده لست أحكم فيه على من يقوله، بل على عقلي الذي سيحاسبني ربي عليه إن لم أُعمله وأُفكر به.
فمن يروي لي حديثا مكذوبا عن النبي عليه الصلاة والسلام ويقول فيه بأن الإسلام يحرم الظلم والاعتداء على الآخرين، سأقبل قوله وأفرح به،
وإن علمت حقا أن النبي عليه السلام لم يقله سأقوم بتنبيهه على ذلك، وهذا ما لم نختلف عليه جميعا، ولكن لن أنظر للقائل على انه يريد تشويه الإسلام،
ولديه أهداف سياسية واستطلاعات غربية، وأنه رجل ضال، ويجب أن أحذر الناس منه.
فكل كلام يقوله أي إنسان لي، الواجب عليّ عندما أريد تصديقه فيه أن أبحث وأستطلع وأنبش، وليس أن أتكل عليه ليبحث لي هو، ويستخرج لي هو، ويتحكم بعقلي هو،
لأنه أول من سيتخلى عني (إن كان صادقا وإن كان كاذبا) عندما يحاسبني ربي.
باختصار: المعنى والفائدة المرجوة مما يُقال هي ما يهمني فقط، وليس شخص قائلها، وإن رأيت خطأ منه نبهته على خطئه مع كل الاحترام والتقدير له.
ولكن لن أعتدي عليه بحرف، ولن أقوم بتشويه سمعته بحرف، ولن أنظر على أني أفضل منه وصاحب عقل وهو سفيه ضال منحرف،